خفى 26 أبريل 2020 (شينخوا) ينتشر حاليا مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في العديد من البلدان حول العالم. وفي المرحلة الحاسمة التي حاربت فيها الصين تفشي فيروس كورونا الجديد قدمت أفريقيا للصين المساعدة والدعم في حدود قدراتها، ومع بدء انتشار الوباء في أفريقيا تبذل الصين قصارى جهدها لدعم ومساعدة البلدان والمناطق الأفريقية في مكافحة الوباء.
وفي إطار جهودهما المشتركة لمكافحة الوباء، تعمل الصين وافريقيا على بناء مجتمع مصير مشترك أكثر تماسكا.
ووفقا للبيانات الصادرة عن المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أبلغ 52 بلدا في أفريقيا عما إجماليه 29422 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19، بينما تم تسجيل 1341 حالة وفاة حتى 25 أبريل الجاري.
وفي صباح يوم 16 أبريل، غادر فريق طبي يتألف من 12 خبيرا في سيتشوان من مطار تشنغدو شوانغليو الدولي إلى إثيوبيا لدعم الجهود المحلية لمكافحة كوفيد-19.
وقال تسنغ يونغ رئيس الفريق، "إن الوباء لا يعرف حدودا وطنية، وبعد وصولنا إلى إثيوبيا سنغتنم الوقت للإطلاع على الوضع الوبائي وتبادل الخبرات في مكافحة الوباء مع نظرائنا المحليين وتعزيز التعاون بين الجانبين في المجالين الطبي والصحي".
وبعد ظهر يوم 21 مارس، تبرعت مجموعة تيانكانغ بمقاطعة آنهوي شرقي الصين على وجه السرعة بدفعة من الإمدادات الطبية لرواندا من أجل دعم الشعب الرواندي في مكافحة الوباء.
وبصفتها شركة تقوم بتنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" للدخول إلى البلدان الأفريقية، تبرعت مجموعة تيانكانغ بـ 3000 بدلة طبية واقية و20 ألف كمامة جراحية للشعب الرواندي. وتم نقل هذه المواد إلى مكتب الخطوط الجوية الرواندية بمطار قوانغتشو باييون مساء ذات اليوم ووصلت إلى رواندا في اليوم التالي.
وفي 16 مارس، نشر رجل الأعمال الصيني الشهير ما يون (جاك ما) رسالة على حسابه على موقع ويبو، قائلاً إن مؤسسة ما يون ومؤسسة علي بابا قررتا التبرع بـ 100 ألف كمامة و1000 بدلة واقية و1000 قناع واق، فضلا عن 20 ألف مجموعة اختبار لكل دولة أفريقية، وستتعاون المؤسستان على الفور مع الهيئات الطبية في البلدان الأفريقية لتوفير مواد تدريبية عبر الإنترنت للعلاج السريري لمرض فيروس كورونا الجديد.
وقال ما يون في الرسالة "هذه الكارثة هي أصعب وأطول وقتا مما كان متوقعا، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا للاستعداد لها. ما تعلمناه في الشهرين الماضيين هو أن التعامل مع الوباء على محمل الجد وبذل ما في وسعنا، يمكننا من السيطرة على انتشاره".
وتلقت أنجولا إمدادات المساعدة هذه يوم 26 مارس. وقال فرانكو موفيندا، وزير الصحة في أنغولا، إن هذه المواد ستزيد قدرة الاختبارات المعملية للبلاد بمقدار 20 مرة، وستمكن المزيد من المقاطعات من إجراء اختبارات لفيروس كورونا الجديد.
وشكر وزير الصحة في غانا كواكو أجييمانج مانو مؤسسة ما يون ومؤسسة علي بابا على دعمهما لغانا ودول أفريقية أخرى في هذه اللحظة الحرجة، أثناء تلقيه الإمدادات في المطار يوم 25 مارس.
وكما يقول مثل صيني قديم "رد الجميل بما هو أجمل"، قدمت إفريقيا أيضا مساعدة إلى الصين أثناء فترة تفشي الوباء قبل أكثر من شهرين. وتعكس المساعدات المتبادلة بين الإخوة الأفارقة والشعب الصيني، اعتزاز طويل الأمد ورعاية دقيقة من قبل الجانبين للصداقة الصينية الأفريقية.
وكان سخاء بعض البلدان الأفريقية، خلال فترة مواجهة الوباء، يستحق الثناء بشكل خاص.
وفي أوائل فبراير وعلى الرغم من الصعوبات المالية، اشترت الحكومة الغانية على وجه السرعة 10 آلاف كمامة من طراز N95 لدعم ووهان عندما علمت بتفشي كوفيد-19 في الصين. وفي جزر القمر، وهي أحدى أقل البلدان نموا في العالم، تبرعت جمعية الصداقة بين جزر القمر والصين، بمبلغ 100 يورو للصين. وتبرعت غينيا الاستوائية، وهي دولة تتلقى مساعدات منذ فترة طويلة، تبرعت بمليوني دولار أمريكي للصين.
وبعد تفشي الوباء في الصين، قدمت مصر للصين 10 أطنان من الإمدادات الطبية في أسرع وقت. وفي مساء اليوم الأول من مارس الماضي، قامت مواقع التراث الثقافي العالمي الثلاثة في القاهرة والأقصر وأسوان بمصر بإضاءة نماذج للعلم الأحمر ذي الخمسة نجوم في آن واحد خلال عروض ضوئية، كتعبير عن دعم مصر حكومة وشعبا لمكافحة الصين لوباء كوفيد-19.
وبينما تمت السيطرة على الوباء بشكل فعال في الصين في الوقت الراهن، فإنه بالإضافة إلى تقديم المساعدة المادية لأفريقيا، تسعى الصين أيضًا إلى تزويد الإخوة الأفارقة بالتجربة العلاجية لمرض كوفيد-19 من خلال الاجتماعات الافتراضية ووسائل أخرى.
فبالإضافة إلى أن دولة جنوب السودان هي إحدى الدول التي تتلقى مساعدات صحية من مقاطعة آنهوي، قدمت سفارة الصين في جنوب السودان في مارس توصية إلى لجنة الصحة في مقاطعة آنهوي للحصول على الدعم من أجل مساعدة جنوب السودان في مكافحة الوباء من خلال الاستفادة من تجربة آنهوي في مكافحة المرض وعلاجه.
وبعد ظهر يوم 18 مارس (صباح ذلك اليوم بالتوقيت المحلي في جنوب السودان)، تم عقد اجتماع افتراضي في المستشفى الأول التابع لجامعة آنهوي الطبية، حيث تبادل الخبراء الصحيين من الصين وجنوب السودان "بشكل مباشر" الخبرات بشأن سبل الوقاية من كوفيد-19 ومكافحته.
وأطلع الخبراء الصينيون نظراءهم من جنوب السودان على وضع الوقاية من الوباء ومكافحته في الصين وخبرتهم ذات الصلة في العلاج والاستقصاء الوبائي والوقاية من المخاطر الوافدة، ولا سيما تدابير الوقاية في المطارات.
وفي الوقت الحاضر، تتعاون الدفعة السابعة من الفرق الطبية المرسلة من آنهوي إلى جنوب السودان، بنشاط مع السلطات الصحية المحلية لتنفيذ الوقاية من الوباء ومكافحته.
وذكرت لجنة الصحة في مقاطعة آنهوي أنه وفقا لتطور وضع الوباء، سيتم تزويد جنوب السودان بالمواد الضرورية مثل مجموعات الاختبار وغيرها من الدعم والمساعدة طبقا لمبدأ "بذل قصارى الجهد في حدود المستطاع".