بكين 12 أبريل 2020 (شينخوا) أدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، اليوم (الأحد)، بتصريحات بشأن إجراءات قوانغدونغ لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بالنسبة للمواطنين الأفارقة في الصين. وجاءت تصريحات تشاو على النحو التالي:
في مواجهة كوفيد-19، الأزمة الصحية العامة العالمية المفاجئة، تتخذ جميع الدول تدابير احتواء لمنع المرض من زيادة التفشي. لقد أحرزت الصين تقدما ملحوظا في هذه المرحلة بفضل إجراءاتنا الأكثر شمولا ودقة وشمولا، لكننا لا نزال نواجه مخاطر كبيرة من حالات الإصابة القادمة من الخارج واحتمال ارتداد الفيروس على الصعيد المحلي. وبشكل خاص، مع تفشي المرض في جميع أنحاء العالم، تتسبب الحالات القادمة من الخارج في زيادة الضغط علينا.
إن الصين وأفريقيا تربطهما صداقة وشراكة وأخوة على نحو جيد. ولقد صيغت صداقتنا على أساس الجهود المشتركة للسعي نحو الاستقلال الوطني والتحرر والتنمية الاقتصادية وتحسين سبل العيش خلال العقود الماضية. هذه الصداقة التي تم اختبارها عبر الزمن، كنز لكل من الصينيين والأفارقة. إن الإنسانية تشرق عبر ظلام المرض؛ فبعد تفشي وباء الإيبولا في ثلاث دول غربي إفريقيا عام 2014، قدمت الحكومة الصينية المساعدة في أقرب فرصة ممكنة وكافحت جنبا إلى جنب مع الدول والشعوب الإفريقية. والآن، ومع مواجهة الجانبين مرض كوفيد-19، تتغلب الصين وإفريقيا مجددا على الصعوبات جنبا إلى جنب، وترتقي صداقتنا مجددا. لن ننسى دعم إفريقيا لنا في أصعب الأوقات. وبينما نتغلب على الصعوبات داخليا، فإننا أيضا نعطي الحب والرعاية لجميع المواطنين الأفارقة في الصين، خاصة الطلاب الأفارقة. ومع ازدياد حدة الوضع في إفريقيا، سلمت الصين -حكومة وشعبا- دفعات من الإمدادات على نحو عاجل إلى القارة السمراء. إن مساعدتنا -التي تترجم الصداقة العميقة التي نكنها لإخواننا وأخواتنا الأفارقة- تظهر تقاليدنا الجميلة في المساعدة والدعم على نحو متبادل، وقد حظيت بتقدير كبير من جانب الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي. وبينما تكافح الصين بقوة ضد المرض داخليا، تبرعت بكميات كبيرة من الإمدادات الطبية اللازمة إلى الاتحاد الإفريقي والدول الإفريقية. وسنواصل مساعدة إخواننا الأفارقة على قدر المستطاع.
خلال معركتنا ضد المرض، تولي الحكومة الصينية أهمية كبيرة لحياة الرعايا الأجانب وصحتهم في الصين. نتعامل مع جميع الأجانب على قدم المساواة، ونرفض المعاملة التمييزية، ولا نتسامح مطلقا مع التمييز. منذ تفشي المرض، تولي السلطات في قوانغدونغ أهمية كبيرة لعلاج المرضى الأجانب، ومن بينهم الأفارقة. نضع خططا محددة وترتيبات مناسبة لحماية حياتهم وصحتهم على قدر استطاعتنا، وبفضل ذلك تمكنّا من إنقاذ أرواح بعض المرضى الأفارقة الذين كانوا يعانون من أعراض شديدة أو حرجة.
إن سلطات قوانغدونغ تولي أهمية كبيرة لشواغل بعض الدول الإفريقية وتعمل على الفور على تحسين أسلوب عملها. وتشمل التدابير ما يلي: تقديم خدمات الإدارة الصحية دون تمييز، وتخصيص فنادق لإيواء الأجانب المطلوب وضعهم تحت الملاحظة الطبية، وتعديل الأسعار لمن يعانون من صعوبات مالية؛ وإقامة آلية اتصال فعّالة مع القنصليات الأجنبية في قوانغتشو؛ ورفْض جميع العبارات العنصرية والتمييزية. إن الشعب الصيني لطالما اعتبر الأفارقة شركاء وأخوة في السراء والضراء. إن الصداقة الصينية-الإفريقية غير قابلة للكسر لأنها متجذرة بعمق في هذه الأرض. إن الأصدقاء الأفارقة يمكنهم الوثوق في تلقي استقبال عادل ومنصف وودي في الصين، وستبقى وزارة الخارجية على اتصال وثيق مع سلطات قوانغدونغ وستواصل الرد على شواغل الجانب الإفريقي المعقولة ومناشداتهم المشروعة.
إن الفيروس لا يعرف حدودا. لا يمكن هزيمة المرض- وهو تحد للبشرية كلها- إلا من خلال الجهود الدولية المتضافرة. فإننا من خلال التفاهم والدعم والتعاون على نحو متبادل، على استعداد لمواصلة العمل مع الأصدقاء الأفارقة لتحقيق النصر النهائي على المرض.