تعتبر الاوبئة عدوا مشتركا للبشرية.بما فى ذلك، وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد الذى تفشى على مستوى واسع في العالم، وبات يهدد حياة وصحة الناس ، وتحديًا خطيرا لأمن الصحة العامة فى العالم. في مواجهة هذه الأزمة المشتركة للبشرية جمعاء، يحتاج المجتمع الدولي إلى تضامن وتعاون أكثر من أي وقت مضى.
في هذا الصدد، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا مهما تحت عنوان " يدا بيد لمحاربة الوباء والتغلب على المصاعب" اثناء مشاركته مساء يوم 26 مارس الماضي في القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين حول التعامل مع وباء كورونا الجديد. حيث تمسك شي بمفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية، وقاسم مع الدول الأخرى خبرات الصين في مكافحة الوباء. وطرح سلسلة من المقترحات الهامة بشأن تعزيز التعاون الدولي في مجال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه وضمان استقرار الاقتصاد العالمي، ما يلعب دوراً قيادياً هاماً، ويعطي ثقة قوية في مكافحة الوباء العالمي، ويثير استجابة ايجابية واسعة من المجتمع الدولي.
في مواجهة هذا الوباء المفاجئ ، لا تخشى الصين حكومة وشعبا من الخطر، وتضع حياة الشعب وصحتهم في المقام الأول دائما. وفقًا للمتطلبات العامة لتعزيز الثقة والتضامن والوقاية والسيطرة العلمية وتنفيذ السياسة بصورة دقيقة، شنت الصين حربا وطنية ضد الوباء، وتمسكت بالتعبئة الشعبية والوقاية والسيطرة المشتركة والانفتاح والشفافية. وبعد بذل جهود شاقة وتضحيات عظيمة، شهد الوضع الوبائي المحلي في الصين تحسنا مستمرا، وتسارعت فيها وتيرة استعادة نظام الإنتاج والمعيشة. وفى هذا السياق، يعتقد المجتمع الدولي عموما أن الصين قد اتخذت تدابير فعالة للوقاية من كورونا والسيطرة عليه وحققت نتائج ملحوظة، ما يوفر مرجعًا مفيدًا وأملا وقوة لتغلب دول العالم على الوباء.
الفيروسات ليست لها حدود، والوباء هو العدو المشترك للبشرية. وفى ظل انتشار وباء كورونا في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر،فان أكثر ما يحتاجه المجتمع الدولي هو تعزيز الثقة والعمل معًا والاستجابة المشتركة للوباء لإحراز الفوز فى المعركة البشرية ضد هذا المرض المعدي الخطير. فى هذا الصدد، قدم الرئيس شي جين بينغ في خطابه خبرات الصين وشرح مقترحاتها وطرح مبادراتها وقدم مساهماتها فى مجال مكافحة كورونا، الأمر الذى يكتسي أهمية كبيرة لتنسيق جهود العالم فى مكافحة الوباء، كما يظهر تحمل الصين للمسؤولية كدولة كبرى، وضخها زخما مهما لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء وتعزيز ثقة السوق. وبفضل الجهود المشتركة من جميع الأطراف، حققت هذه القمة الخاصة لقادة مجموعة الـ 20 نتائج إيجابية، وأرسلت إشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي.
يشهد وباء كورونا انتشارا متزايدا على صعيد العالم في الوقت الحالي، ما يؤثر على نمو الاقتصاد والتجارة العالميين بشكل خطير. وفي هذا الوقت الاستثنائي، تكتسي أفكار الصين ومبادراتها العملية أهمية كبيرة. ومن أجل التغلب على كورونا، ينبغي للمجتمع الدولي أن يكثف إجراءاته ويكبح انتشار الوباء بحزم، لا سيما، مساعدة البلدان النامية ذات النظم الصحية العامة الضعيفة على تحسين قدراتها على الاستجابة. ومن أجل تعزيز المكافحة الدولية لكورونا، يجب على مختلف الدول العمل سويًا لبناء شبكة وقاية وسيطرة مشتركة أكثر صرامة، ودعم المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية بنشاط للعب دورها، وصياغة تدابير وقاية علمية ومعقولة، وبذل كل الجهود الممكنة لمنع انتشار الوباء عبر الحدود. كما من الضروري تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي الدولية، وتنفيذ سياسات مالية ونقدية فعالة، وتعزيز تنسيق الإشراف المالي، وتخفيض التعريفات الجمركية، وإزالة الحواجز، وتسيير التجارة، والحفاظ على استقرار سلسلة التوريد الصناعية العالمية، لضمان الحياة الأساسية لمختلف شعوب العالم.
في أصعب مرحلة بالنسبة للصين لمكافحة وباء كورونا، قدمت لها العديد من دول العالم مساعدة ودعما صادقين. وستتذكر الصين هذه الصداقة وتحرص عليها دائما. خلال قمة مجموعة الـ20 التى عُقدت قبل أيام، أعلن الرئيس شي جين بينغ أن الصين مستعدة لتبادل التجربة والخبرات المفيدة في مجال الوقاية من كورونا والسيطرة عليه مع البلدان الأخرى، وإجراء تعاون معها فى تطوير العقاقير واللقاحات، وتقديم مساعدات في حدود قدراتها إلى البلدان التي ينتشر فيها الوباء، مؤكدا على ان الصين ستزيد جهودها لتوريد المواد الخام والضروريات اليومية ومواد الوقاية من الوباء إلى السوق الدولية. وذكر أيضا ان الصين قد أنشأت مركزا مفتوحا على الإنترنت لتقديم المعارف حول مكافحة كورونا. مشيرا إلى ان بلاده ستواصل تنفيذ سياسة مالية ايجابية وسياسة نقدية حكيمة، وتوسيع الإصلاح والانفتاح بحزم، وإرخاء الوصول إلى السوق، ومواصلة تحسين بيئة الأعمال، وتوسيع الواردات والاستثمار الأجنبي بنشاط، والمساهمة في استقرار الاقتصاد العالمي. حيث سوف تعمل الصين تحت توجهيات شي لتعزيز دور مجموعة الـ 20، باعتبارها منصة آلية متعددة الأطراف، فى تحقيق إجماع المجتمع الدولي، واتخاذ تدابير عملية، وتقديم مساهمة ايجابية في كبح انتشار كورونا واستعادة النمو الاقتصادي العالمي في وقت مبكر.
وقد أثبت انتشار وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد مرة أخرى ان البشرية هي مجتمع ذو مصير مشترك. فقط من خلال التضامن والتعاون، يمكن للمجتمع الدولي أن يتغلب على كورونا بشكل كامل وخلق مستقبل أفضل للتنمية البشرية!