النقاط الهامة...لمحة عن التجربة الصينية في علاج المصابين بكورونا

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:03:26.16:06

26 مارس 2020/ صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعرضت الصين لصدمة الموجة الاولى من فيروس كورونا الجديد. مما أتاح للصين الفرصة لمعرفة خبايا هذا الوباء قبل الدول الاخرى. وهذه المعرفة، لا توفر اسسا علمية للصين فحسب، بل وللعالم كذلك.

تتلخص تجربة الصين في الوقاية من وباء كورونا على النحو التالي: عزل مصدر العدوى؛ ارتداء الكمّامة؛ وعلاج المرضى على مستويات!

الخبرة الأساسية: فصل مصدر العدوى عن الأشخاص الاكثر عرضة

خلال المؤتمر الذي عقده مجلس الدولة الصيني في 24 مارس الجاري حول الآليات المشتركة للوقاية والسيطرة على الوباء، قال وو تسون يو، الباحث في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها: "شاركت هذا الصباح في التبادلات بين وزارة الخارجية و 25 دولة في أمريكا اللاتينية. وفي الأسبوع الماضي أجرينا تبادل للخبرات مع اكثر من 80 دولة."

واضاف وو تسون يو، إن فهمنا للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد(كوفيد-19) لا يزال محدودًا للغاية، لكن استراتيجية السيطرة على الأمراض المعدية هي "نهج ثلاثي الأبعاد"، يتكون من مصدر العدوى وطرق الانتقال والفئات الاكثر عرضة. حيث يجب التعرف على مصدر العدوى وعزله، ثم قطع طرق انتقال العدوى عبر ارتداء الكمامات والحرص على غسل اليدين بشكل متكرر والتهوءة. وحماية الفئات الاكثر عرضة للاصابة من خلال تمديد عطلة الربيع والدعوة الى ترك مسافة الامان بين الناس وغيرها. وجوهر التداخل بين هذه الحلقات الثلاث، هو فصل مصدر العدوى عن الفئات الاكثر عرضة. وهذا هو المبدأ الأساسي، ويمكن للبلدان الأخرى تعديل تحركاتها وفقًا لاوضاعها المحلية.

لماذا يجب أن نتمسك بارتداء الكمامة؟

انتشرت خلال الاونة الاخيرة، تقارير إعلامية غربية تدعو الاشخاص الأصحاء الى عدم ارتداء الكمامات. وقال وو تسون يو إن عملية إفراز الفيروس تكون أعلى اثناء مرحلة "نهاية فترة الحضانة" ومرحلة "الأعراض قبل السريرية". مما يعني أنه إذا واجه الشخص السليم مريضًا في نهاية فترة الحضانة، فقد يتسبب في انتقال العدوى على الرغم من عدم وجود أعراض. وهذا هو السبب وراء تشجيع الأشخاص الأصحاء على ارتداء الأقنعة.

أين يوجد الفيروس رئيسيا بالضبط؟ تعتبر المؤسسات الطبية وعائلات المرضى المصابين الأكثر خطورة ، كما توجد بيئات مغلقة مثل المصاعد ووسائل النقل العام. لذلك، ليس من الضروري أن يرتدي الناس العاديون الكمامات في البيوت والاماكن المفتوحة. وعند ذهابك إلى الأماكن المزدحمة يجب اخذ الكمامات معك، وارتداءها وسط الازدحام.

تجربة الانقاذ على مستويات 

بالنسبة لمختلف انواع المرضى، يعد العلاج حسب المستويات والاصناف عملية بالغة الاهمية. وتتمثل التجربة الصينية في الوقت الحالي فيما يلي: العلاج المركزي والعزل للحالات الخفيفة، ومراقبة العلامات الحيوية للمريض، ثم نقله إلى المستشفى حالما طرأت تغيرات على وضعه. أما الحالات الشديدة فيجب علاجها في المؤسسات الطبية المعينة، لأن معدل الوفيات بالنسبة لهذه الحالات يكون عاليا ونسق تدهورها سريعا. لذلك ، فإن التشخيص والعلاج عبر مستويات واصناف يعد امرا حاسما.

كما يؤكد وانغ جوي تشيانغ، كبير الأطباء في قسم الأمراض المعدية في المستشفى الأول بجامعة بكين، على العلاج حسب المستويات والاصناف، وإلا فإن الحالات الخفيفة ستشغل اسرّة المستشفيات والموارد الطبية الأخرى، ولن تجد الحالات الخطيرة والحرجة رعاية كافية وعلاجا فوريا. مما يؤدي الى ارتفاع عدد الوفيات، وهذا هو الدرس.

مع ذلك، وفي جميع الحالات، يعد العلاج بالأكسجين مهمًا جدًا حينما تتوقف رئتا المريض عن العمل بشكل صحيح. وبالنسبة للحالات الحرجة، فإن دعم الجهاز التنفسي يعد خطوة ضرورية. في الحالات الشديدة، لا يمكن للأكسجين وحده حل المشكلة، فهناك أيضًا البلغم والمجرى التنفسي، وضرورة استعمال جهاز التنفس الاصطناعي. لذلك ، يعد العلاج بالأكسجين والدعم التنفسي من طرق الدعم المهمة جدًا في التغلب على الاصابة بفيروس كورونا الجديد . وبفضل ذلك، تراجعت نسبة الوفيات في الصين بشكل ملحوظ، وهو مايعكس الدور الايجابي الذي لعبه العلاج على مستويات.