لقد أحدث تفشي وباء فيروس كورونا المستجد تأثيرا بعيد المدى في جميع أنحاء العالم. في 31 مارس، نشرت الأمم المتحدة تقريرا بعنوان "تقاسم المسؤولية والتضامن العالمي: التأثير الإجتماعي والإقتصادي لوباء كورونا المستجد" ، وشدد الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس على أن هذا الفيروس هو أكبر اختبار تواجهه الأمم المتحدة منذ إنشائها، وبأن المجتمع الدولي بالحاجة إلى بذل المزيد من الجهد وبالحاجة إلى استجابة أقوى وأكثر فعالية، وأنه بالوحدة فقط يمكن التغلب على هذه الأزمة.
إن الفيروسات شرسة جدا، حيث تشير البيانات إلى أنه في غضون 67 يوما بلغ عدد الإصابات المؤكدة في جميع أنحاء العالم إلى مائة ألف حالة منذ اكتشاف الحالة الأولى، لكن وبعد 11 يوم تضاعف هذا الرقم، وبعد أربعة أيام أصبح ثلاثة أضعاف وبعد يومين آخرين فقط بلغ هذا الرقم 400 ألف حالة مؤكدة، أما اليوم فقد تجاوز عدد المصابين الـ800 ألف في أكثر من 200 دولة ومنطقة توفي منهم أكثر من 40 ألف شخص. وكما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس بأن كبح جماح هذا الوباء في أقرب وقت ممكن هو الأولوية القصوى والحل الدائم: "لمعالجة هذا الوباء الحالي يجب أن تكون لدينا روح قتالية لا تقهر. فقط من خلال وقف انتشار الفيروس يمكننا إنقاذ الأرواح والحفاظ على العمليات الإقتصادية والإجتماعية العادية."
يجب على المجتمع الدولي أن يكثف ويعزز إجراءاته وأن يكبح بكل حزم تفشي هذا الوباء. وقد شرح الرئيس شي جين بينغ التجربة الصينية خلال قمة مجموعة العشرين الإستثنائية حول فيروس كورونا المستجد التي عقدت مؤخرا. حيث تقترح الصين عقد اجتماع لوزراء الصحة في هذه المجموعة في أقرب وقت ممكن والعمل معا على تعزيز تبادل المعلومات وإجراء الأبحاث وتطوير الأدوية واللقاحات والوقاية من الأوبئة، كما اقترحت أيضا إطلاق مبادرة المساعدة في مكافحة الوباء بالنسبة لمجموعة العشرين والتي لاقت استجابة إيجابية من المجتمع الدولي.
تشدد الصين على التعاون من أجل مساعدة البلدان النامية ذات الأنظمة الصحية العامة الضعيفة لتحسين قدراتها في مكافحة الفيروس. إن أمن الصحة العالمية لا يتعلق بمسألة الحدود أو الجغرافيا، ما يعني أن دولة واحدة فقط إذا فشلت في الدفاع عن نفسها ضد هذا الوباء فإن العالم كله سيتضرر بشدة. لذلك شددت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية مرارا وتكرارا على الدعم المتزايد للبلدان النامية.
إن الصين تتحرك على كافة المستويات وتعمل ليلا نهارا وتنفذ ما تعد به. حيث أنها أرسلت مجموعات عديدة من خبراء الصحة لمكافحة الوباء إلى العديد من الدول في آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وقدمت الحكومة الصينية مساعدات مادية لـ120 دولة و 4 منظمات دولية وتبرعت الحكومات المحلية الصينية بالمستلزمات الطبية لأكثر من 50 دولة من خلال برامج الصداقة المتلعقة بالتوأمة بين المدن وقنوات أخرى. كما تبرعت الشركات بإمدادات طبية لأكثر من 100 دولة ومنظمة دولية ويتبادل خبراء المنظمات الصينية الخبرات مع مختلف الدول في جميع أنحاء العالم. وعلق تشنغ يونغ نيان الأستاذ في معهد دراسات شرق آسيا في جامعة سنغافورة الوطنية قائلا إنه في الوقت الذي مازالت فيه الصين تكافح محليا ضد هذا الوباء، فإنها أيضا تقدم المساعدات إلى البلدان الأخرى في حدود قدراتها. وقد شهدت الدول حول العالم على أخلاق الصين وتحملها للمسؤولية.
إن الحرب على هذا الوباء بحاجة ماسة إلى التعاون والمسؤولية الدوليين. لقد أحرزت الصين تقدما هاما في معركتها ضد المرض، إذ أن الطرق والتجارب التي اكتسبتها لا تقدر بثمن مما ضاعف الثقة في الإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحة فيروس كورونا المستجد في مختلف البلدان. وأكثر شيء يدعو إلى الفخر هو أن أعضاء مجموعة العشرين وعدوا باتخاذ جميع تدابير الصحة العامة اللازمة والسعي لتوفير أموال كافية للحد من انتشار الفيروس وحماية الناس، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفا منهم.
ومن خلال الإستراتيجية والمعتقدات المشتركة وتظافر الجهود لمكافحة هذا الوباء، يمكن للبشرية جمعاء أن تحقق النصر المشترك النهائي.