صنعاء 31 مارس 2020 (شينخوا) عبرت منظمات دولية ومحلية يمنية ومبادرات عن مخاوفها إزاء المخاطر المحتملة لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بين آلاف السجناء في اليمن.
وأعرب فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين بشأن اليمن عن قلقه البالغ إزاء المخاطر المحتملة لتفشي فيروس (كوفيد-19) بين المحتجزين والسجناء في اليمن.
وأضاف الفريق في بيان، بث على الموقع الرسمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أمس أن " فيروس (كوفيد-19) يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية في التاريخ المعاصر، و إن الانتشار غير المسبوق للفيروس يلزم اتخاذ إجراءات وقائية سريعة على الصعيد العالمي".
وطالب الفريق الأممي المعني بملف حقوق الإنسان في اليمن، السلطات في اليمن، بإتخاذ إجراءات سريعة لإطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين السياسيين من السجون المكتظة ومرافق الاحتجاز في مختلف أنحاء البلاد.
واعتبر البيان " أن الوضع الهش للسجناء والمحتجزين في اليمن يجعلهم بشكلٍ خاص أكثر عرضة لخطرٍ كبير إذا ظهر الفيروس في السجون وغيرها من مرافق الاحتجاز وذلك بسبب ظروف الاعتقال المروعة".
وأشار الفريق إلى أن السجون اليمنية تعاني من"الإفتقار للغذاء الكافي والمعايير الدنيا للنظافة والرعاية الصحية للمحتجزين الذين غالباً ما يكونون في حالة صحية سيئة بسبب العنف الذي يتعرضون له".
وتابع : "سيكون من المستحيل تطبيق إجراءات التباعد الإجتماعي والجسدي والعزل الذاتي الضرورية في مثل هذه المرافق المكتظة، وبالتالي هذا سيسمح بانتشار الفيروس بسرعة في حالة ظهوره".
وحث فريق الخبراء الأممي، جميع أطراف النزاع في اليمن على الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والسجناء السياسيين المعتقلين في مرافق الاحتجاز السياسية والأمنية والعسكرية الرسمية منها والسرية على حد سواء من أجل منع وتخفيف مخاطر إنتشار عدوى فيروس (كوفيد-19) في جميع أنحاء اليمن.
من جانبها قالت أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين في اليمن (منظمة حقوقية مدنية) إن هناك مخاوف حقيقة من انتشار فيروس كورونا المستجد داخل السجون اليمنية.
وكشفت أمة السلام الحاج، لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن تحركات واسعة للرابطة تتمثل في التواصل مع جميع الأطراف داخليا بهدف إطلاق سراح جميع المحتجزين والمختطفين والمعتقلين في السجون.
وتابعت : " كما تم مخاطبة أطراف ومنظمات دولية بشأن الضغط على الأطراف اليمنية للإفراج عن السجناء.. وتم تزويد تلك الجهات بكشوفات عن سجون الاحتجاز السرية في البلاد".
وناشدت رئيسة الرابطة، جميع الأطراف في اليمن إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والمختطفين والمخفيين والمعتقلين، وإنقاذ حياتهم من مخاطر موت محقق في حال انتشار فيروس كورونا في البلاد عموما وداخل السجون المكتظة بشكل خاص.
وقبل أيام وجه النائب العام في اليمن (في الحكومة المعترف بها) بحزمة من التدابير والإجراءات الإحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، منها ما يخص نزلاء السجون في البلاد.
وضمن تلك التدابير أفرجت السلطات المحلية في المناطق الخاضعة للحكومة خلال الأيام الماضية عن (274 سجينا).
وذكرت وكالة الانباء الرسمية "سبأ" التي تديرها الحكومة، يوم (الأحد) الماضي " أن النيابة العامة بمأرب أفرجت عن 62 سجينا على ذمة قضايا غير جسيمة في إطار الإجراءات الاحترازية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا".
وفي تعز أفرجت السلطات عن 37 سجينا كمرحلة أولى، فيما أفرجت السلطات في محافظة شبوة عن 43 سجيناً، وفي حضرموت تم الافراج عن 83 سجينا.
وفي المهرة شرقي اليمن أفرجت النيابة العامة بالمحافظة يوم الأحد الماضي عن 49 سجيناً من الذين قضوا ثلثي المدة المقررة في الأحكام الصادرة بحقهم، لتخفيف الازدحام بين نزلاء السجن، في إطار الإجراءات والتدابير الإحترازية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا.
ودشن ناشطون يمنيون اليوم (الثلاثاء) حملة الكترونية على مواقع التواصل الإجتماعي تطالب بانقاذ الألاف من النزلاء في السجون اليمنية.
وغرد ناشطون وإعلاميون تحت هشتاج ( انقذوا سجناء اليمن) ، مطالبين جميع الأطراف بإطلاق سراح عشرات الآلاف من المواطنين المحتجزين لأسباب سياسية أو على ذمة الأحداث العسكرية في البلاد وكذا الاشخاص الذين يقضون فترات عقوبة بأحكام قضائية أو المحبوسين احتياطا على ذمة تحقيقات النيابة العامة في البلاد.
وعبر هؤلاء عن مخاوفهم من تزايد معاناة السجناء مع الانتشار الواسع والمتسارع لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، في ظل وجود آلاف من المحتجزين في مراكز الاحتجاز المزدحمة والمكتظة بهم.
وتكتظ السجون اليمنية بالسجناء على خلفية النزاع الدموي القائم في البلاد منذ أواخر 2014، بين القوات الحكومية والحوثيين.
وكانت الأمم المتحدة قد رعت في ديسمبر العام 2018، جولة مشاورات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وتم الاتفاق حينها في السويد على تبادل جميع الأسرى والمعتقلين من الجانبين وتم تبادل كشوفات ضمت أكثر من 15 الف سجين، إلا أن الاتفاق تعثر ولم ينفذ حتى اليوم.