دمشق 14 فبراير 2020 ( شينخوا) عاد الهدوء الحذر إلى ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي اليوم (الجمعة) بعد ساعات من إسقاط طائرة مروحية تابعة للجيش السوري ، في الوقت الذي تبنى "الجيش الوطني السوري" الذي تدعمه تركيا إسقاط تلك المروحية ومقتل طاقمها ، بحسب الإعلام الرسمي السوري والمرصد السوري .
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم إن " هدوءا حذرا يسود عموم القطاع الغربي والشمالي الغربي من الريف الحلبي، يتخلله تبادل بالقذائف الصاروخية على محاور التماس، بين قوات النظام من جهة، والفصائل والجهاديين من جهة أخرى "، مؤكدا غياب طائرات النظام الحربية والمروحية عن أجواء المنطقة منذ إسقاط القوات التركية للمروحية التابعة للنظام السوري قبل ساعات قليلة.
وأشار المرصد إلى أن طائرات روسية قصفت قرية معراتا بالقرب من الأتارب في ريف حلب الغربي، ما أدى لمقتل 5 مدنيين بينهم طفلان ومواطنة .
إلى ذلك قالت مواقع تابعة للمعارضة نقلا عن بيان صادر عن الجيش الوطني السوري اليوم قوله ، إن " الجيش الوطني السوري تبنى إسقاط المروحية لقوات النظام في منطقة دارة عزة بريف حلب الغربي، والتي قُتل جميع أفراد طاقمها " .
كما نعت صفحات موالية للدولة السورية طاقم المروحية، وهم النقيب الطيار طارق علي من ريف اللاذقية، والنقيب الطيار بشار عيسى، والمساعد ميلاد سلمان، وكلاهما من ريف حماة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في وقت سابق اليوم إن "القوات التركية استهدفت طائرة مروحية تابعة للجيش السوري في أجواء ريف حلب الغربي، ومقتل طاقمها " .
وأضاف المرصد السوري إن " أفراد طاقم الطائرة المروحية التابعة للنظام السوري قتلوا من جراء استهدافها من قبل القوات التركية المتمركزة هناك بصاروخ موجه، وتم إسقاطها في أجواء قبتان الجبل أثناء تحليقها في سماء المنطقة وإلقائها براميل متفجرة على بلدات وقرى هناك " .
وأكد المرصد السوري أنه تم العثور على جثتين مشوهتين بشكل كبير تعود لطاقم الطائرة التي أُسقطت.
ومن جانبه أفاد مصدر عسكري سوري بأن إحدى حوامات الجيش السوري تعرضت للإصابة بصاروخ معاد في ريف حلب الغربي، وقد أدى ذلك إلى "سقوط الحوامة واستشهاد طاقمها" .
وقال المصدر إنه "حوالي الساعة 13:40 من اليوم تعرضت إحدى حواماتنا العسكرية للإصابة بصاروخ معاد في ريف حلب الغربي بالقرب من أورم الكبرى،حيث تنتشر التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا، وقد أدى ذلك إلى سقوط الحوامة واستشهاد طاقمها".
وهذه هي المروحية الثانية لقوات النظام التي تسقطها الفصائل بصواريخ "أرض - جو" في غضون ثلاثة أيام، بعد إسقاط مروحية في ريف إدلب الشرقي، قُتل جميع أفراد طاقمها، وبينهم ضابط برتبة عقيد.
ويأتي إسقاط المروحية اليوم، عقب تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال فيها إن الطائرات السورية " لن تستطيع التحرك بحرية كما كان في السابق" ، وذلك على خلفية التوتر المتصاعد بين بلاده وروسيا حليفة النظام، بعد مقتل جنود أتراك بقصف للنظام على نقاط مراقبة تركية في المنطقة.
وفي سياق متصل أفاد المرصد السوري أن القوات التركية أنشأت، اليوم، نقطة عسكرية جديدة بالقرب من بلدة "كفر كرمين" بريف حلب الغربي، حيث تمركزت مدفعية ذاتية الحركة ومصفحات في المنطقة، في حين دخل رتل عسكري من معبر كفرلوسين شمال إدلب يحمل دبابات ومدفعية.
وبين المرصد ان الرتل يتألف من 75 شاحنة اتجهت إلى ريف حلب الغربي وإدلب، حيث انتشرت مصفحات ودبابات تركية في مدينة أريحا الواقعة على طريق حلب-اللاذقية الدولي.
وأنشأت القوات التركية، اليوم، نقطة عسكرية جديدة لها في منطقة دير سنبل بجبل الزاوية بريف إدلب.
وكان المرصد السوري رصد أمس، تمركزاً للقوات التركية على إحدى التلال الواقعة شرق مدينة معرة مصرين شمال شرق مدينة إدلب، كما انتشرت القوات التركية أمس أيضا في بلدة الجينة بريف حلب الغربي.
ويشار إلى أن الجيش السوري سيطر خلال عملياته العسكرية في ريفي إدلب الشرقي وحلب الغربي تمكن من محاصرة 8 نقاط مراقبة تركية ، بعد سيطرة الجيش السوري على المناطق الواقعة فيها ، من أصل 12 نقطة التي تم الاتفاق على انشائها بموجب اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا في سبتمبر 2018 .
وانشأ الجيش التركي نقاط مراقبة جديدة بعد أن استقدم تعزيزات عسكرية خلال الأيام الماضية ، وحدثت بعض المواجهات العسكرية بين الجيشين السوري والتركي ما تسبب بسقوط قتلى من الطرفين .