فوتشو 15 يناير 2020 (شينخوا) نهضت شياو لي هوا، فتاة تبلغ من العمر 26 عاما، في حوالي الساعة الـ5:00 صباحا وارتدت بدلتها الرسمية وذهبت إلى مكتبها لاختبار الكحول، الذي يعد إجراء ضروريا لسائقي القطارات فائقة السرعة قبل عملهم.
وتعمل شياو وزميلاتها حاليا مساعدات سائق على متن قطارات الرصاصة فائقة السرعة، التي يمكن أن تسافر بسرعة 300 كيلومتر في الساعة على الأكثر.
وسيشكل هؤلاء الفتيات الدفعة الأولى من سائقات قطارات الرصاصة في الصين، بعد تلقيهن التدريب المتخصص على مدار 3 سنوات .
وتوقعت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح نقل حوالي 3 مليارات راكب أثناء موسم ذروة السفر بمناسبة عيد الربيع التقليدي، والذي يعرف أيضا باسم "توشن يون" ويستمر 40 يوما بداية من 10 يناير إلى 18 فبراير عام 2020 .
وبالنسبة لشياو وزميلاتها، فإن شهر يناير الجاري مهم وخاص لأنهن يستقبلن موسم "تشون يون" الأول لهن كمساعدات سائق.
ولا يسمح لشياو حاليا، بوصفها مساعدة سائق، أن تقود القطار، بل تتحمل مسؤولية فحص الإشارات والتواصل مع الطواقم على متن القطار وفي محطات القطار.
وفي الماضي، كان الرجال يهيمنون على منصب سائقي القطارات عندما كانت هذه الوظيفة تعد كثيفة العمالة إلى حد ما. غير أنه في الوقت الحديث وبدعم من التكنولوجيا، تتطلب الوظيفة قوة اقل وخبرة أوفر.
وفي هذا الصدد، أطلقت الصين في مايو عام 2019 مشروعا لتشكيل أول فريق من سائقي قطارات الرصاصة الإناث في البلاد. وفي مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، تم اختيار 17 امرأة بينهن شياو لي هوا، للانضمام إلى صفوف فريق السائقين الحالي المكون من 4000 سائق رجل.
ولا يعد العمل كسائق لقطارات حديثة أمرا سهلا. ولأجل قيادة القطار، يتعين على المتدربين أن يخضعوا لاختبارات متعددة حول اللوائح والمعارف التقنية للقطارات عالية السرعة، علاوة على سنتين على الأقل من التدريب في عربات القطارات.
وتأهلت 12 فتاة فقط من المتدربات الـ17 للعمل بعد جولات من الاختبارات. وتعد شياو حاليا في منتصف مدة تدريبها.
وليست هذه المرة الأولى التي تضم فيها الصين سائقات للقطارات.
ففي مارس عام 1950، أصبحت تيان قوي يينغ المولودة في عام 1930، أول سائقة قطارات في الصين وقادت قطارا بخاريا خارج محطة داليان للسكة الحديدية بمقاطعة لياونينغ شمال شرقي الصين.
وفي السبعينات من القرن الماضي، تم تشكيل عدة فرق من سائقات القطارات، لكنهن جميعا تركن العمل المتعب بعد حوالي عقد من الزمان.
والآن يتشكل جيل جديد من سائقي القطارات الإناث.
وقال لوي شيانغ يانغ، وهو سائق قطارات مخضرم يبلغ من العمر 48 عاما، إن "النساء أكثر دقة وصبرا، مما يمنحهن ميزة خاصة كسائقات لقطارات الرصاصة".
وقد قام لوي بتدريب أكثر من 600 سائق في حياته المهنية، لكنها المرة الأولى التي يكون لديه فيها متدربات.
وقال لوي إنه لابد أن يكون صارمًا مع طالباته لأنهن لم يُمنحن سوى 3 سنوات فقط لاجتياز جميع الاختبارات في ظل مسارعة الصين لتوسيع شبكة السكك الحديدية عالية السرعة، حيث تواجه البلاد حاجة شديدة لمزيد من السائقين.
جدير بالذكر أن الطريقة العادية لتدريب السائقين تستغرق 5 إلى 6 سنوات. وقال لوي إن "هذا يعني أنه يتعين عليهن العمل ضعف نظرائهن الرجال".