مقالة : ترقب في قرى جنوب لبنان الحدودية مع إسرائيل بسبب التوتر بين طهران وواشنطن

مرجعيون، جنوب لبنان 6 يناير 2020 (شينخوا) يسود ترقب بين سكان القرى الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان معقل حزب الله، في ظل تصاعد التهديدات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية على خلفية مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد.

ورغم أن الحياة بدت طبيعية على الخط الحدودي اللبناني الإسرائيلي، إلا أن حالة من الحذر تسيطر على اللبنانيين في القرى والبلدات الحدودية، بحسب اللبناني شادي العبدالله.

ويقول العبدالله عند الطرف الغربي لبلدة "كفركلا" الحدودية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الهدوء سيد الموقف، لكن حالة من الحذر تسيطر على المواطنين في القرى والبلدات الحدودية".

ويضيف أن وتيرة التهديدات المتصاعدة تنذر بعواقب لا يمكن التكهن بها في حال نشوب عمليات عسكرية.

وتصاعدت حدة التوترات بين واشنطن وطهران، بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ابومهدي المهندس، وستة آخرين فجر الجمعة في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.

وتهدد إيران بـ"الثأر" لمقتل سليماني.

ويرى محللون إسرائيليون أن إسرائيل لن تكون بعيدة عن الأذى في حال كان رد طهران عسكريا.

ويرجح هؤلاء أن تعتمد إيران على حليفها الأساسي حزب الله اللبناني من خلال ضرب الحدود مع إسرائيل.

وأقام حزب الله اللبناني المدعوم من طهران أمس الأحد في ضاحية بيروت الجنوبية حفل تأبيني لسليماني والمهندس.

وتوعد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في كلمة عبر شاشة خلال الحفل بالرد على مقتل سليماني ورفاقه، قائلا إن "الجيش الأمريكي هو الذي قتل هؤلاء وسيدفع الثمن".

وتابع أن اغتيال سليماني والمهندس "جريمة علنية شديدة الوضوح لأن من أعطى الأمر ونفذها أقر بها".

وأضاف "لسنا أمام عملية اغتيال منفصلة بل هي بداية أمريكية في المنطقة، وهم بدأوا حربا من نوع جديد في المنطقة".

وعلى ضوء هذه التهديدات، يتخوف المزارع اللبناني حسن جمعة، من تبدل حالة الهدوء في بلدته في أي لحظة.

ويقول جمعة وهو يعمل في حقله في بلدة الوزاني على مسافة أمتار من السياج الحدودي، إن "الهدوء يمكن أن يتبدل في أية لحظة إلى تصعيد مفاجئ".

ويضيف أن "الجانب الإسرائيلي المقابل غابت عنه الدوريات الإسرائيلية الروتينية، وكذلك غاب المزارعون في المستوطنات عن بساتينهم، وبتنا نلاحظ فقط تحليقاً شبه متواصل للطائرات المسيرة الإسرائيلية".

في غضون ذلك، يواصل جنود قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) انتشارهم ودورياتهم على طول "الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

ويراقب الجنود بمناظيرهم على مدار الساعة الحركة على الجانب الإسرائيلي.

كما يتابع جنود اليونيفيل بنظرات حادة وحذرة حركة السيارات وركابها على الجانب اللبناني.

ويقول ضابط برتبة نقيب في الكتيبة الأندونيسية في (اليونيفيل) رفض ذكر اسمه ل(شينخوا) "إن الوضع على جانبي الخط الحدودي هادئ تماما ولم تسجل أية حادثة تعكر صفوه".

ويؤكد الضابط أنه لا يمكن التكهن بأية تطورات مستقبلا على جانبي الحدود، آملا أن يبقى الوضع على استقراره.

من جهته، يتابع الجيش اللبناني من مراكزه الثابتة والمتنقلة مراقبة المواقع والتحركات الإسرائيلية في المناطق المواجهة في الجانب الآخر من الحدود، ، بحسب شهود عيان في المنطقة الحدودية.

وفي مرتفعات بلدة شبعا الحدودية، يقول راعي الماشية حسن زهرة ل(شينخوا) إنه شاهد صور عدة للجنرال سليماني والمهندس، رفعت بمحاذاة السياج الحدودي الفاصل عند "بركة النقار" غرب شبعا.

ويشير زهرة إلى أنه لم يلاحظ أية تحركات عسكرية في محيط "شبعا" ومزارعها المحتلة.

ويمتد الخط الحدودي بين لبنان وإسرائيل على طول نحو 120 كيلومترا، ويشهد بين فترة وأخرى حالات من التوتر وتبادل الاستنفار بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي تعمل في أعقابها قيادة قوات اليونيفيل على الحفاظ على الهدوء في المنطقة.