بكين أول يناير 2020 (شينخوا) مع بداية عام 2020 تقترب الصين من تحقيق هدفها المئوي الأول-- بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
خلال العام الماضي، قادت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي القلب منها شي جين بينغ، الصين لتحقيق سلسلة من عمليات التقدم القوي.
وبفضل قيادة الرئيس شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، تقف البلاد عند نقطة بداية جديدة من التحديث.
--الالتزام بطريق "صين حمراء"
ألقى شي خطابا في أول أكتوبر الماضي في تجمع هائل بوسط بكين للاحتفال بالذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
قال شي "ليس هناك قوة تستطيع تقويض الوضع العظيم لوطننا أو توقف الشعب الصيني والأمة الصينية عن السير قدما."
إن عام 2019 ليس عاما للاحتفال فقط وإنما هو أيضا عام مهم.
وفي 31 أكتوبر الماضي، خلال الاجتماع الختامي للجلسة العامة الرابعة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، أعلن شي تبني قرار اللجنة المركزية للحزب بشأن بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بكيفية دعم نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتحسينه ودعم تحديث نظام الصين وقدرتها على الحوكمة.
وأعلنت هذه الجلسة الرئيسية للحزب "القانون المؤسسي" المسؤول عن النهضة المعجزة التي حققتها الصين خلال الـ70 عاما الماضية.
وفي عام 2019 أيضا، تم إطلاق حملة تحت عنوان "البقاء أوفياء لمهمتنا التأسيسية "التي وصفها شي بأنها تهدف لتعزيز المثل والإيمان لدى أعضاء الحزب.
وقال شي "الجمهورية حمراء، ولا يمكن أن تتلاشى."
--توجيه الاقتصاد على مسار مطرد
على الرغم من الضغط النزولي والشكوك الخارجية، حافظ الاقتصاد الصيني على نمو مطرد في 2019، محققا تقدما في السعي لتنمية عالية الجودة.
توسع الاقتصاد الصيني بنسبة 6.2 في المائة في الثلاثة أرباع الأولى من 2019، بما يمثل أسرع نسبة نمو بين اقتصادات العالم الكبرى، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي نحو عشرة تريليونات دولار أمريكي.
وظل معدل التوظيف مستقرا، حيث تم خلق 12.79 مليون فرصة عمل حضرية جديدة خلال الفترة ما بين يناير ونوفمبر، محققا هدف الحكومة لعام 2019 قبل الوقت المحدد.
وواصلت التنمية الاقليمية المنسقة التقدم بسرعة. وأشارت بصمات شي المحلية إلى أولويات الحوكمة، حيث كانت التنمية الإقليمية المنسقة لها الأولوية في الأجندة.
ودخل قانون الاستثمار الأجنبي الصيني الجديد حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، ما يثبت إصرار البلاد على الانفتاح بشكل أوسع على العالم الخارجي.
ووفقا لأحدث تقرير نشره البنك الدولي، تأتي الصين في المرتبة الـ31 على مستوى العالم فيما يتعلق بتسهيل أداء الأعمال، حيث ارتفعت من المرتبة الـ46 التي كانت تحتلها في التقرير السنوي السابق، ووضعت أجندة الإصلاح الصينية القوية، البلاد في قائمة الدول العشر "الأكثر تقدما" للعام الثاني على التوالي.
-- تعزيز العلاقات بين الصين والعالم
تظهر بصمات شي الخارجية على مدار هذا العام جهوده لبناء شراكات عالمية أكثر قوة.
وفي الربيع، توجه إلى أوروبا وقام بزيارة دولة إلى إيطاليا وموناكو وفرنسا.
وفي الصيف، زار روسيا وآسيا الوسطى وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية واليابان.
وفي الخريف، زار الهند ونيبال.
وفي الشتاء، توجه إلى اليونان والبرازيل. بينما التقى في بكين رئيس جمهورية كوريا مون جاي- إن ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وتحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي 2 ديسمبر، أجرى مكالمة عبر الفيديو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وشهدا حفل إطلاق المسار الشرقي لخط الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا، الذي من المتوقع أن يستفيد منه أكثر من 400 مليون شخص في تسع مقاطعات ومناطق ذاتية الحكم وبلديات.
وفي زيارته إلى اليونان، توجه شي إلى ميناء بيرايوس لتفقد هذا المشروع الرئيسي للتعاون الصيني-اليوناني وفقا لمبادرة الحزام والطريق. وفي نهاية نوفمبر، وحتي نهاية نوفمبر كانت الصين قد وقعت 199 مذكرة للتعاون بشأن الحزام والطريق مع 137 دولة عبر القارات الخمس و30 منظمة دولية.
وأوضح شي في خطابه خلال الاحتفال بمعرض الصين الدولي الثاني للواردات أنه "يتعين علينا دعم التنمية من خلال الانفتاح وتعميق التبادلات والتعاون فيما بيننا". و"إننا نحتاج إلى تشابك الأيدي بعضنا مع بعض وألا نتركها. ونحتاج إلى هدم الجدران وليس تشييد الأسوار. ونحتاج إلى أن نقف بقوة في وجه الحمائية والأحادية ".
--المضي قدما تجاه الهدف العظيم
ذكر شي في اجتماع حديث أن العمل على الزراعة والمناطق الريفية والأشخاص الريفيين في 2020 سيحدد بشكل أكبر جودة حملة الصين لمكافحة الفقر ونجاح أهدافها في أن تصبح مجتمعا رغيد الحياة على نحو شامل.
وأكد على أن المعركة ضد الفقر لن تتوقف حتى نضمن تحقيق النصر .
ومنذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، وضع شي نفسه في الصفوف الأمامية وقام بزيارات إلى 14 منطقة تعاني من الفقر المدقع.
وجرى حشد أكثر من 3 ملايين مسؤول من الوكالات الحكومية فوق مستوى المحافظات، إلى القرى للمساعدة في تخفيف وطأة الفقر.
وجعلت الصين العام 2020 هو العام المستهدف للقضاء على الفقر المدقع وأصبحت المهمة أكثر صعوبة في الوقت الذي يقترب فيه الموعد النهائي.
ومن المتوقع انتشال أكثر من عشرة ملايين شخص من الفقر العام الماضي، ورفع نحو 340 محافظة من قائمة الفقر.
وأكد شي على أن "الانتهاء من بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل هو التزام رسمي تجاه الشعب ويجب تحقيقه".