نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 28 ديسمبر الجاري مقالا مطولا بعنوان، "حتى الاطفال لم ينجوا من اضطهاد الصين للمسلمين". وادّعت بأن هناك 500 طفل في شينجيانغ قامت الحكومة المحلية بإيوائهم في مدارس داخلية، بغرض محو علاقتهم الروحية بالاسلام، وتربيتهم على الاخلاص للحزب والدولة. وذكر هذا المقال بأنه يسمح لهؤلاء الأطفال بالعودة إلى البيت مرة واحدة أو مرّتين في الأسبوع. كما يتم اجبارهم على تعلّم اللغة الصينية.
ويعد هذا المقال عيّنة من المقالات المتحيزة والمسمومة التي تنشرها وسائل الاعلام الغربية للكذب على الرأي العام.
الكل يعلم بأن برامج مكافحة الفقر في المناطق الصينية النائية، تحتوي على برامج لدعم التعليم.ومنذ تسعينات القرن الماضي، شرعت الصين في بناء مجموعة من المدارس الابتدائية في اطار مشروع "أمل" الخيري. وقد كانت تلك المدارس بأحجام صغيرة نسبيا وتجهيزات بسيطة، مما افقدها تنافسيتها. لاحقا بدأت بعض المناطق الفقيرة توحيد المدارس الابتدائية القاعدية النائية، فظهرت بعض المدارس المركزية. بينها العديد من المدارس الداخلية، وتلاميذها لا يعودون كل يوم إلى البيت. وهذا هو سبب ظهور هذا النوع من المدارس في بعض المناطق الفقيرة في شينجيانغ.
وضرور الإشارة هنا، إلى أن غالبية الأسر في المناطق الريفية الفقيرة يرحبون بنظام المدارس المركزية. وهو استثمار ضخم للدولة في مجال التعليم، ويعبر عن النوايا الحسنة للدولة في تخفيف حدة الفقر ومسؤولياتها تجاه الاجيال القادمة. واذا تمكن المزيد من أطفال المناطق الفقيرة في شينجيانغ من دخول هذه المدارس، فإن المنفعة التي سيحصلون عليها لاتقدر بثمن.
وإلى جانب تعلّم الأطفال للغتهم القومية، فإنهم يتعلّمون لغة الماندرين أيضا، ويحضى ذلك بدعم مختلف القوميات في شينجيانغ. وليس هناك أي سبب واقعي لرفض تعليم اللغة الصينية. فمختلف القوميات يعيشون في الصين، واذا لم يتعلم الأطفال اللغة الصينية فكيف سيكون مستقبلهم؟ وهذه الحقيقية تفهمها جميع عائلات الويغور بوضوح. وليس هناك في شينجيانغ من يصدق بأن تعليم اللغة الصينية فيه تخريب لثقافتهم، إلا من تتم مغالطتهم.
فهل تدعم نيويور تايمز التي تعبر عن النخبة الغربية، أن يبقى الويغور لا يتحدثون سوى لغتهم القومي، ويبقون في انفصال دائم مع اللغة المنتشرة في دولتهم؟ كما أن مختلف المدارس الصينية، تقدم دروسا في اللغة الانجليزية، وكل الأطفال في الصين تقريبا يتعلمون اللغة الانجليزية من أجل يفتحوا أعينهم على العالم. فإذا كان الأطفال في الصين يتعلمون الانجليزية فما الخطأ في أن يتعلم أبناء الويغور لغة الماندرين الوطنية؟
ومالخطأ في جعل أبناء الاقليات القومية يمتلكون هوية وطنية؟ فهل لايتعلم الأطفال الأمريكيون هوية بلدهم؟ ودروس التربية الوطنية معتمدة في مختلف مدارس الصين، فلماذا لا يتم تعليم التربية الوطنية لأطفال شينجيانغ؟
ان ما تنشره بعض وسائل الاعلام الغربية حول شينجيانغ هو قلب للحقائق ومغالطات. والآن قد توظف وسائل الاعلام الغربية التعليم في المدارس في اطار حملة تشويه جديدة ضد شينجيانغ.
اذ تتبنى وسائل الاعلام الغربية منطقا مسموما، هدفه عزل شينجيانغ عن السياسة والقانون والثقافة الصينية. وبالنسبة إليهم، فإن قومية الويغور ليست قادرة على المحافظة على ثقافتها التقليدية في اطار مواكبة مسيرة التحديث للدولة، وعليه يرون بأن الويغور ليسو مطالبين بالاندماج، مما يحول المنطقة إلى تحد بالنسبة للدولة.
فهم يرغبون في التضحية بقومية الويغور ويأملون أن تبقى دائما متخلفة، لكي تتحول إلى تحد بالنسبة للدولة، وتربة خصبة لتفريخ الارهاب والتطرف. وهذه الحملات الاعلامية التي ما تنفك وسائل الاعلام الغربية تؤججها تسعى إلى التأثير على الدول والمجتمعات الاسلامية، وخلق حزام ضغط للرأي حول الصين.
وعلى وسائل الاعلام الأمريكية أن تتذكر بأن بلادهم اليوم قد قامت على ابادة الهنود الحمر وثقافتهم. وأن بعض النخب الأمريكية اليوم تصف الصين بجرائم تاريخية ارتكبتها بلادهم في حق الشعوب الأصلية. أما الثقافة الأسلامية والثقافة الويغورية فستحظى بالتطور السليم وطويل المدى في الصين. ولا شك أن الجهود التي بذلتها الصين في حماية ثقافة الأقليات القومية تشعر الغربيين بالخجل من ابادتهم للسكان الاصليين للقارة الأمريكية وثقافتهم.