بكين 30 ديسمبر 2019 (شينخوا) بعد يومين من وفاة مواطن أمريكي في هجوم صاروخي يوم الجمعة في العراق، ردت الولايات المتحدة يوم الأحد بقصف جوي ضد جماعة كتائب حزب الله المنضوية تحت الحشد الشعبي العراقي بـ5 غارات جوية في العراق وسوريا يوم الأحد.
وقال جوناثان هوفمان، مساعد وزير الدفاع الأمريكي، إن القوات الأمريكية شنت "ضربات دفاعية دقيقة" ضد ثلاث منشآت تابعة لكتائب حزب الله في العراق واثنتين في سوريا. من بين هذه الأهداف، منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع القيادة والسيطرة.
وقال البيان إن كتائب حزب الله لديها صلة قوية بفيلق القدس في إيران، ولطالما تلقت من طهران مساعدات قاتلة وغيرها من وسائل الدعم. وأسفر القصف الأمريكي وفق آخر حصيلة عراقية عن مقتل 25 عضوا من عناصر الحشد الشعبي وإصابة 51.
-- تغيير في قواعد اللعبة
تقول واشنطن أن هجومها يأتي انتقاما لهجوم صاروخي شنته كتائب حزب الله على قاعدة عراقية بالقرب من كركوك الجمعة، ما أدى إلى مقتل مواطن أمريكي وإصابة أربعة جنود أمريكيين واثنين من قوات الأمن العراقية.
وسبق أن تعرضت عدة قواعد عراقية تتواجد فيها قوات أمريكية في محافظتي صلاح الدين والأنبار وفي محيط مطار بغداد الدولي لهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون، دون ضحايا في صفوف القوات الأمريكية.
وينظر المحللون إلى الضربة الأمريكية ضد كتائب حزب الله بمثابة تطور نوعي في الرد الأمريكي، الذي انتقل من مجرد التهديد إلى الرد الفعلي، على ما وصفته واشنطن بـ"تهديد مصالحها" من جانب الكتائب أو ما ينوب عن إيران في العراق وسوريا.
وفي وقت سابق، هدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بـ"رد حاسم" ضد إيران أو ما ينوب عنها إذا تعرضت مصالح بلاده في العراق للأذى بعد هجمات طالت قواعد عسكرية عراقية.
وتصنف الولايات المتحدة كتائب حزب الله كمنظمة إرهابية منذ عام 2009. وقد حملها الجيش الأمريكي المسؤولية عن شن 5 هجمات على منشآتها في العراق وشرق سوريا.
--احتمالات التصعيد
من الواضح في ضوء الرواية الأمريكية أن هجوم الجمعة من قبل كتائب حزب الله على قاعدة كي-1 العراقية العسكرية كان يستهدف الأمريكيين وليس العراقيين، لأن القاعدة تضم قوات أمريكية تشارك في تدريب العراقيين على مكافحة الإرهاب وغيرها من المهام.
وبينما لا تفضل واشنطن وبغداد وطهران خيار الحرب، لكن الأيام القليلة الماضية تقدم دراسة حالة لكيفية تبلور دورة من التصعيد.
وقال توماس واريك، وهو باحث بارز حول قضايا الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي الأمريكي، إن "هجمات الجمعة تظهر أن الحكومة العراقية غير قادرة على السيطرة على الفصائل الموالية لإيران. كما تظهر الضربات الأمريكية يوم الأحد أن الولايات المتحدة لن تسمح بمرور هجمات ومضايقات من جانب تلك الفصائل مرور الكرام دون رد عسكري".
وفي يوم الأحد، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن الهجمات التي نفذها جيش بلاده ضد منشآت جماعة كتائب حزب الله كانت "ناجحة". وقال للصحفيين بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أُبلغ بنتائج الهجمات، مرجحا اللجوء إلى مزيد من الاستجابات العسكرية.
وقال إسبر"ناقشنا معه اتخاذ خيارات أخرى. وأود أن أشير أيضا إلى أننا سنتخذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر لضمان دفاعنا عن النفس وردع المزيد من السلوك السئ من جماعات المليشيات أو من إيران".
وترى كريستن فونتينروز، وهي مسؤولة بنفس المجلس الأطلسي الأمريكي، إن الضربة الانتقامية الأمريكية اختارت أهدافا محددة" لإبقاء التصعيد عند الحد الأدني".
وكتائب حزب الله تعتبر أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي ويعد زعيمها أبو مهدي المهندس هو أحد قادة جماعة الحشد الشعبي، التي ظهرت في 2014 في أعقاب استيلاء داعش على الموصل وأجزاء من غرب العراق.
وبينما تصنف الولايات المتحدة المهندس كإرهابي وتنظر إليه هو وجماعته كخطر أمني في العراق، إلا أن طهران تنظر إليه كعنصر فاعل.
ويقول واريك إن قادة العراق بعد هزيمة داعش يهدفون ألا يصبح العراق ساحة للقتال بين إيران والولايات المتحدة . و"في هذا التوقيت، يظهر الهجومان مدى الصعوبة التي يواجهها العراق لوقف هذا المسار".
وقدم رئيس الوزراء عادل المهدي استقالته رئيسا للحكومة بعد فشله في تلبية مطالب المتظاهرين ولا زال الخلاف مستمرا بين الأطراف المختلفة بشأن اختيار رئيس الحكومة الجديد وسط تظاهرات مستمرة شلت العديد من مدن البلاد.
وقال واريك "في العادي يتم توجيه دعوات وربما ضغوط على وكلاء إيران لوقف الهجمات على الأمريكيين، لكن في أوقات مضطربة مثل هذه من غير الواضح ما إذا ما كانت تلك الفصائل الموالية لإيران ستستجيب لتلك الدعوات أم لا".
وأردف أن "هناك من يدعو إلى تأجيج المواجهة مع الولايات المتحدة أملا في انسحاب الولايات المتحدة من العراق".