في 20 ديسمبر بالتوقيت المحلي، صوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروعي قرارين بشأن آلية تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا من خلال المعابر الحدودية، ولم يتم تبني أي منهما، لأن الصين وروسيا اعترضتا على مشروع القرار الذي صاغته ألمانيا وبعض الدول الأخرى، فيما اعترضت الولايات المتحدة على مشروع القرار الذي صاغته روسيا. وفي يوم 21 من نفس الشهر وجّه بومبيو اتهامات قاسية لكل من الصين وروسيا، قائلا بأنهما قامتا وبشكل "مخجل" من منع الاجئين السوريين من الحصول على المساعدات وبأن أيديهما "ملطختان بالدماء". لم يدحض الجانب الصيني تصريحاته فحسب، بل اتهمه أيضا عدد كبير من مستخدمي الإنترنت الغربيين بأنه "منافق" وبأن تصريحاته "مخجلة". وقال تيان ون لين الباحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية الحديثة بأن القضية السورية تطورت من لا شيء إلى أن استعصيت وأصبحت حربا أهلية شاملة، وبأن الولايات المتحدة هي الجلاد الحقيقي" وأيديها هي الملطخة بالدماء".
ووفقا للتقارير فإن مشروعي القرارين المتعلقين بآلية تقديم المساعدات الإنسانية من خلال المعابر الحدودية طرحا وجهات نظر مختلفة حول قضايا مثل تمديد التفويض والمعابر الحدودية إلى غير ذلك.
وفي 20 ديسمبر قال تشانغ جون، الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة في بيان توضيحي بعد التصويت بأن الصين تولي دائما أهمية كبيرة للوضع الإنساني في سوريا وتدعم المجتمع الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري. مع ذلك، فيما يتعلق بإنشاء آلية الإغاثة الإنسانية عبر الحدود السورية، حافظت الصين دائما على تحفظاتها، وتعتقد الصين بأن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الأساسية عن تحسين الوضع الإنساني في البلاد وعليها أولا التفكير بتقديم المساعدات الإنسانية انطلاقا من الداخل السوري. يعتبر تقديم المساعدات الإنسانية من خلال المعابر الحدودية طريقة إنقاذ خاصة في ظل وضع محدد، ويجب تقييم هذه الطريقة في الوقت المناسب مع تطور الوضع الميداني، ولكن في النهاية يجب تعديلها، كما يجب تعزيز العمليات التنسيقية مع الحكومة السورية فيما يتعلق بتقديم الإغاثة الإنسانية عبر الحدود في الوقت نفسه أيضا، وذلك لمنع وقوع هذه المساعدات الإنسانية في أيدي المنظمات الإرهابية أو تحويلها لأغراض أخرى.
وردا على الإتهامات الأمريكية، أجاب تشانغ جون بأن الصين ترفض بكل حزم الإتهامات غير المعقولة من الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن موقفها من التصويت وبأن المخاوف الصينية معقولة وشرعية تماما. إن الوضع الحالي في سوريا ناجم بالتحديد عن الأفعال الخاطئة لبعض الدول، ويجب عليها إعادة التفكير جيدا في ذلك. إن التصويت السلبي لهذه الدول على المسودة الروسية يظهر مرة أخرى بأنها لا تهتم فقط إلا بالنفاق، إذ أنها تتبع معيارا مزدوجا نموذجيا، وهو مظهر ملموس لتسييس القضايا الإنسانية.
قالت وكالة الأنباء الروسية في يوم 21 بأنه: "لا يوجد رابحون اليوم، بل خاسرون فقط. الخاسرون الرئيسيون هم سوريون عاديون". فيما يتعلق بفشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع خطة لتقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، نيرفانا بأن الغرض من المشروع الغربي هو إنقاذ الإرهابيين.
صرح تيان ون لين في يوم 22 ديسمبر لصحيفة "غلوبال تايمز" التابعة لصحيفة الشعب اليومية بأن الأزمة السورية تطورت من لا شيء إلى أن أصبحت حربا أهلية شاملة. وبأن العالم الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة هو الذي يواصل إشعال النيران من وراء الكواليس ويدعم المعارضة السورية للقتال ضد الحكومة. وبأن الولايات المتحدة هي الجلاد الحقيقي وبأن أيديها ملطخة بالدماء. الصين وروسيا تطالبان دائما باحترام اختيارات الشعب السوري وتعارضان التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية. لأنه كلما زاد التدخل الخارجي زادت المشكلة تعقيدا أكثر، وتزداد معها في النهاية الكوارث الإنسانية في سوريا. أما الآن ومع تحسن الوضع هناك واقتراب الأزمة من نهايتها، فإن ظهور أي مشكل إضافي آخر قد يجدد تعقيد الأوضاع في سوريا من جديد.
قال تيان ون لين بأن تصريحات السفير تشانغ جون كانت بالفعل لطيفة. إن إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المعابر الحدودية يقدم مساعدات كبيرة للسوريين. لكن المشكلة في الماضي كانت تكمن في أن القوات المسلحة من مختلف الفصائل تداخلت في بعضها البعض بسبب طول أمد الحرب الأهلية: فبالإضافة إلى القوات الحكومية السورية والقوات الموالية لها، هناك أيضا قوات موالية لكل من تركيا والسعودية وقطر. يمكن بكل سهولة استخدام المساعدات الإنسانية من خلال المعابر الحدودية كقناة لدعم القوات المسلحة المناهضة للقوات الحكومية السورية، وبالفعل ولوقت طويل ربما كان يتم استخدام هذه المساعدات لتمويل ودعم بعض القوات المناهضة للحكومة السورية.
لقد تعرضت تغريدات بمبيو التي اتهم فيها الصين وروسيا، لانتقادات وسخرية من قبل عدة أطراف. وردّ الحساب الرسمي للبعثة الصينية الدائمة لدى الأمم المتحدة بأنه في نفس الوقت قدمت روسيا اقتراحا آخر بشأن تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، " فإذا كنتم تهتمون حقا بالشعب السوري، لماذا صوتتم ضد هذا الاقتراح؟ هذا هو النفاق الحقيقي!"