نيويورك 18 ديسمبر 2019 (شينخوا) قال خبراء أمريكيون في مقابلات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن المرحلة الأولى من الاتفاق الاقتصادي والتجاري الذي أعلنته الولايات المتحدة والصين تشير إلى أن أكبر اقتصادين في العالم يتحركان في "الاتجاه الصحيح" لتحقيق استقرار علاقاتهما الاقتصادية بالغة الأهمية.
فقد ذكر إدوارد ألدن، الباحث البارز بمجلس العلاقات الخارجية، أن "هذه خطوة إيجابية ستحول دون مزيد من التصعيد في التعريفات الجمركية، التي ستلحق الضرر بكل من اقتصادي الولايات المتحدة والصين".
وشاطره الرأي سوراب غوبتا، الباحث الزميل بمعهد الدراسات الصينية -الأمريكية في واشنطن.
وذكر غوبتا "أنه اتفاق (جيد بما فيه الكفاية). ويشير إلى أن الصين والولايات المتحدة تمكنتا من وضع أرضية تحت خلافاتهما المتعلقة بالتجارة والاستثمار وحقوق الملكية الفكرية وتتحركان في الاتجاه الصحيح من حيث تحقيق استقرار علاقاتهما الاقتصادية بالغة الأهمية".
وقال روبرت كوهن، رئيس مؤسسة كوهن، إنه على الرغم من أن الطريق إلى إبرام المرحلة الأولى من الاتفاق كان "طويلا ودائريا"، إلا أنه مفيد لكل من الولايات المتحدة والصين، وكذا العالم.
وأضاف كوهن أن "الاتفاق معتدل ومتوازن، وتم التفاوض عليه بعناية لتحقيق بعض الأهداف المحددة الآن، ولتمهيد الطريق لمواصلة التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا أصعب مستقبلا".
وذكر ستيفن روش، الباحث البارز في معهد جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل، أن الاتفاق يؤكد "التزام الدولتين بتوفير بعض الراحة من الضغوط المتعلقة بالتعريفات الجمركية والواقعة على كلا الاقتصادين، وكذلك الاقتصاد العالمي الأوسع".
ومع ذلك، أكد جميع الخبراء الثلاثة على أن التنفيذ والتطبيق من قبل الجانبين سيكون "أمرا حاسما" لنجاح المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأوضح ألدن بقوله إن "هذا توقف في الحرب التجارية وليس نهاية لها"، مضيفا أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه قبل أن تحل الولايات المتحدة والصين "الخلافات الأساسية" بين البلدين بشأن التجارة.
وقال غوبتا "في هذا الوقت، من دواعي السرور أن نرى الجانبين قادرين على إيجاد هدف مشترك عندما تتوافق مصالحهما - والرغبة في تحقيق هذه المصالح".
وذكر "من المأمول، أن يتم في الوقت الذي بدأ فيه تنفيذ هذا الاتفاق (الجيد بما فيه الكفاية) بإخلاص، رفع بعض ضوابط التصدير التقييدية وأن يتمكن الجانبان مرة أخرى من الاستمتاع بعلاقات اقتصادية أكثر (ترابطا)". ولكن هذا اليوم لا يزال على ما يبدو أنه سيأتي في وقت ما مستقبلا".
وأضاف غوبتا "ولكن طالما أن تنفيذ هذه المرحلة الأولى صار مكفولا تحقيقه في عام 2020 ولم تتخذ أي إجراءات سلبية أخرى، فإنني أعتقد أنه يمكن في النهاية استدال الستار على أكثر 18 شهرا أو نحو ذلك تحديا ومرارة في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين".
وذكر أنه "في هذا الصدد، ينبغي أن نكون ممتنين. ولكن لا ينبغي أن ينصرف الطرفان بهذا الانتصار المتواضع عن السعي إلى تحقيق تطلعات أعلى بكثير لعلاقات تجارية واستثمارية أكثر ترابطا في عقد 2020. فالعلاقات الاقتصادية تعد وستظل ركيزة لهذه العلاقات بالغة الأهمية".
ولفت كوهن إلى أنه "يمكن القول ببساطة أن لا أحد في أي من البلدين يتوقع أن يتضاءل التنافس طويل الأمد - والأسوء من ذلك، الشك - في أي وقت قريب. وأولئك منا الذين يريدون رؤية الولايات المتحدة والصين كشريكين إستراتيجيين حقيقيين لا يزال أمامهم الكثير من العمل".
وأشار روتش إلى أن الجانبين بحاجة إلى التركيز على إرساء أرضية مشتركة أكبر من شأنها أن تواصل ربط الاقتصادين ببعضهما البعض، وليس التركيز على الخلافات في الصراعات" وذلك من أجل إصلاح العلاقات المتوترة.
فقد اتفقت الصين والولايات المتحدة على صياغة مرحلة أولى من الاتفاق الاقتصادي والتجاري تستند إلى مبادئ المساواة والاحترام المتبادل.
وتوصل الجانبان إلى توافق بأن الجانب الأمريكي سيفي بالتزاماته المتعلقة بالإلغاء التدريجي للتعريفات الجمركية الإضافية المفروضة على المنتجات الصينية، وفقا لبيان صدر عن الجانب الصيني يوم الجمعة.