الكويت 9 ديسمبر 2019 (شينخوا) نظمت وزارة الخارجية الكويتية اليوم (الاثنين)، ورشة عمل حول "مفهوم التطرف وانعكاساته على المجتمع" بحضور منتسبي البعثات الدبلوماسية لدى البلاد.
وافتتح مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون التنمية والتعاون الدولي ناصر صبيح براك الصبيح، الورشة التي عقدت بالتعاون مع السفارة البريطانية في مدينة الكويت.
وأكد الصبيح خلال كلمة ألقاها نيابة عن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، عزم بلاده على مكافحة التطرف، قائلا إن الكويت باشرت على الصعيدين الوطني والدولي سلسلة من الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه من خلال عدة تشريعات.
وأشار الصبيح الى أن "الكويت تعمل أيضا على حث المجتمع الدولي على تبني نهج شامل في مكافحة التطرف من خلال مكافحة الإرهاب أمنيا واتخاذ تدابير وقائية تعالج بشكل مباشر دوافع التطرف العنيف".
وتهدف الورشة الى تبادل الخبرات والتجارب وتحديد المفهوم العلمي للتطرف وأفضل السبل والوسائل للتعاطي معه، بحسب الصبيح.
وقال الدبلوماسي الكويتي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "التطرف لم يعد مرتبطا بدين أو بلد أو جنسية، فقد انتشر في كل دول العالم، من دون أن يرتبط في كثير من الأحيان بسبب معين".
وأكد الصبيح أهمية وضع خطط دولية واقليمية ووطنية لمكافحة التطرف العنيف، شرط تحقيق التوازن بين مقاومة الإرهاب من خلال الوقاية والتصدي للإرهاب من منظور علاجي.
وشهدت الورشة تنظيم أربع جلسات سلطت الضوء على التفسير السيكولوجي للتطرف والأبعاد الاجتماعية والثقافية للظاهرة علاوة على دور الأسرة والمجتمعات في مواجهته.
ولفت أستاذ الانثربولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور علي الزعبي الى أهمية الجوانب الاجتماعية والثقافية لفهم ظاهرة التطرف.
وقال الزعبي لـ ((شينخوا)) على هامش افتتاح الورشة، إن هناك العديد من الأسباب الاجتماعية التي تقف وراء الارهاب والتطرف، معتبرا أن "للعزلة السكانية وتنوعاتها دورا كبيرا في خلق حالة التطرف خاصة في المناطق الفقيرة وذات الدخل المحدود علاوة على العلاقة الفاترة بين السلطة السياسية والشباب".
وأشار الى أن "الدول العربية لا تنتج محتوى لتوعية الشباب من مخاطر التطرف بينما كان تنظيم داعش ينتج 50 ألف محتوى في الشهر وينشره في كل مكان".
وأوضح الزعبي أن تدهور الوضع الاقتصادي أو ما وصفه بـ"التوحش الاقتصادي" يدفع الى التطرف أيضا بسبب عدم توفر تسهيلات مالية للأفراد وغلاء المعيشة.
من جانبه، رأى أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور عثمان الخضر، أن للتطرف والإرهاب دوافع نفسية أيضا اهتم بالتطرق اليها في أولى جلسات الورشة.
وقال الخضر لـ ((شينخوا))، إن هناك دوافع نفسية كثيرة للظاهرة بينها الشعور بالتهميش والعاطفة الدينية غير المرشدة، معتبرا أنه لايوجد تفسير واحد يفسر الظاهرة.