القاهرة 8 ديسمبر 2019 (شينخوا) اعتبرت الدكتورة نادية حلمي أستاذة العلوم السياسية المصرية، أن الصين حققت "إنجازات كبيرة" فى مكافحة الفساد.
وقالت حلمي، وهي خبيرة في الشئون الصينية، إن "مكافحة الفساد تهدف إلى إجراء المزيد من الإصلاحات الاقتصادية، والتخلص من البيروقراطية، ورفع الحصانة عن المسئولين البارزين المتورطين فى قضايا فساد".
وتابعت أن "هناك تعهدات من اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني بتنفيذ تعاون دولي لمكافحة الفساد، مع تعهدات من الحزب الحاكم بعقد اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف وإجراء تحقيقات مشتركة مع دول أخرى لتعقب أي مسئول صيني متهم بالفساد".
ورأت أن "الصين نجحت فى حملة التخلص من الفساد.. بعد أن قامت بتشكيل جهاز ضد الفساد يراقب الأشخاص والأعضاء بالحزب ومديري الشركات المملوكة للدولة ومن يتولي مناصب إدارية فى جهات متعددة".
وعن كيفية استفادة مصر من تجربة الصين في مكافحة الفساد، ردت حلمي قائلة إن "مصر تولي أهمية كبيرة لمكافحة الفساد فى الفترة الأخيرة مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي تشكيل هيئة عليا لمكافحة الفساد، وطالت عددا كبيرا من المسئولين فى الحكومة على اختلاف مستوياتهم".
وأوضحت أن هيئة الرقابة الإدارية في مصر أعلنت فى الآونة الأخيرة عن عدد كبير من قضايا الفساد منها فى هيئة الجمارك ووزارة الزراعة والتموين وغيرها.
وتابعت أن "الأهم هو أن مكافحة الفساد في مصر يرتبط بموقفها من جذب الاستثمارات الأجنبية، لأن المستثمر ينظر للحكومة المصرية حسب موقفها من الفساد، وأين تتواجد وفقا للمؤشرات الدولية لمكافحة الفساد".
وأشارت إلى أن الحكومة المصرية أطلقت في العام 2014 الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، كما شارك الرئيس السيسى فى المنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد فى منتجع شرم الشيخ هذا العام، في خطوة تهدف إلى الاضطلاع بدور إقليمى مهم فى مكافحة الفساد، خاصة أن مصر تترأس هذا العام الاتحاد الأفريقى.
واستطردت حلمي، أنه "يمكن لمصر والصين أن يتعاونا سويا فى مجال مكافحة الفساد من خلال توقيع بروتوكول تعاون مشترك".
واقترحت أن ينص البروتوكول على إجراء بحوث ودراسات بهدف تعقب أسباب الفساد والوقوف على قياسات حقيقية له.
كما اقترحت عقد منتدى صينى أفريقى مشترك للوقوف على جهود مكافحة الفساد، على أن يعقد المنتدى بشكل دوري ليكون منصة مستدامة للحوار بين دول القارة الأفريقية والصين لتبادل المعلومات بشأن التدابير والتجارب ذات الصلة بمكافحة الفساد.
ودعت حلمي، الجانب المصرى إلى ضرورة استقدام متخصصين صينيين فى مجال مكافحة الفساد لشرح أحدث نظريات الفساد، بما يجعل من الصعب أن يفلت المتورطون في الفساد من المساءلة القانونية.