القاهرة 8 ديسمبر 2019 (شينخوا) أعرب الخبير الاقتصادي المصري الدكتور وليد جاب الله، عن انبهاره بالنهضة الصينية، التي أكد أنها فاقت كل تصوراته.
وزار جاب الله، الصين لمدة 11 يوما خلال شهر نوفمبر الماضي، تنقل خلالها بين العاصمة بكين ومدن نينغبو وهانغتشو وهوتشو.
وقال جاب الله، وهو عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، إنه "قبل زيارة الصين، كانت لدي فكرة عن أن الصين بلد متطور قطع شوطا كبيرا فى مجال التنمية، لكن بمجرد أن وصلت إليها وجدت أن الواقع فاق كل ما تصورته بكثير".
ووصف "بكين بأنها عاصمة عريقة ومتطورة جدا، وذات تنوع بشرى، ومبان عريقة وحديثة وشاهقة الارتفاع، وتنوع كبير فى مستويات المعيشة".
وأضاف "لقد وجدت جميع الصينيين في الشارع سعداء ومبتسمين.. إنهم يشعرون بتكافؤ الفرص وعدالة الدولة.. ومن الواضح أن ثمار التنمية الصينية انعكست على الجميع".
وأطلع جاب الله خلال الزيارة على التجربة الصينية فى النهضة، وأبعاد مبادرة "الحزام والطريق"، التي قال إنها تهدف إلى خلق إطار جديد للعلاقات الدولية يقوم على الشراكة الرابحة للجميع.
وأكد أن "الصين تتقدم بنموذج عادل للعلاقات الدولية جدير بأن تتفاعل معه كافة الشعوب فى العالم".
وأوضح أن مبادرة " الحزام والطريق" ستخلق تحالفات تجارية مع أكثر من 68 دولة يشملها الحزام البري والطريق البحري، وتمثل نحو 65% من سكان العالم.
وواصل أن " الاقتصاد الصيني لا يطرح نفسه للعالم بديلا لنظيره الأمريكي، والصينيون لا يرغبون فى إزاحة أحد بل يمدون أيديهم بالتعاون مع الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، ويرغبون فى زيادة حجم التبادل العالمي وتحسين معيشة شركائهم".
واقترح أن يقدم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية استثمارات لتطوير آلاف المصانع القديمة فى دول الحزام والطريق، لأن هذا سيخلق شراكة استراتيجية بين هذه المصانع والصين.
كما اقترح أن تكون هناك مبادرات صينية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بما يفيد العاطلين في دول الحزام والطريق، ويروج للآلات والمواد الخام الصينية.
وأشاد بمستوى التكنولوجيا الصينية، مشيرا إلى أنه شاهد مدينة الروبوت في مدينة نينغبو، وكيف قام الصينيون بتطوير صناعة الروبوت بصورة كبيرة، بحيث يحل محل الطبيب والعازف والكاتب والكثير من المهن.
واعتبر جاب الله، هانغتشو مدينة الإلهام الصيني، حيث زار منطقة APSAA التي شاهد فيها أيضا تقدم التكنولوجيا الصينية.
وقال إن "الصينيين لديهم طموح لتحقيق مستهدفات فائقة التكنولوجيا بحلول 2050، واتصور أنهم سيحققون ذلك قبل هذا التاريخ".
وتابع "لا اعتقد أن هناك دولة تستطيع اللحاق بالتقدم التكنولوجي الصيني الكبير، وليس أمام الآخرين إلا التعاون مع الصين من خلال تركيز الآخرين على مجالات متميزين فيها نسبيا، على أن يتم خلق شراكة وتعاون مع الصين عبر تصدير واستيراد مربح للجميع".
وأردف أن " أكثر ما أبهرني فى الصين طريقة الأخذ بالأسباب"، وأثنى على نجاح الصين في الحد من الفقر، وتحسين معيشة مواطنيها.
ورأى أن "التجربة الصينية تختلف عن أي تجربة أخرى فى العالم، لأن التجارب الأخرى تعتمد على المزج بين الشعوب من خلال استقطاب العلماء والعمال من دول أخرى وتجنيسهم، بينما الصينيون بنوا نهضتهم بأنفسهم، فرواد الأعمال صينيون، ومطورو التكنولوجيا صينيون وفى نفس الوقت العمال البسطاء صينيون أيضا".
واستطرد "نحن أمام نهضة صنعها الشعب الصيني بنفسه، ولديه القدرة على الحفاظ عليها".
ورأى أن العلاقات السياسية بين مصر والصين "مهمة جدا"، وشهدت طفرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر.
وتابع أنه "من الواضح جدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي معجب بالنموذج والتجربة الصينية.. وهناك تلاقي فكري بين القيادتين السياسيتين للبلدين".
وأشار إلى وجود تعاون اقتصاد كبير بين مصر والصين، كما أن القاهرة تستفيد بالفعل من مبادرة الحزام والطريق، من خلال ما تقوم به الصين فى العاصمة الإدارية الجديدة، وربطها بالقاهرة عبر قطار كهربائي.
وتتولى شركة CSCEC الصينية، تنفيذ 20 برجا متعددة الأنشطة والاستخدامات بمنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، ويتوسطها البرج الأيقوني بارتفاع 385 مترا، ليصبح أعلى برج في أفريقيا.