في 3 سبتمبر عام 2018، افتتحت قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي في قاعة الشعب الكبرى بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، وألقى خطابا رئيسيا بعنوان "يدا بيد نحو المصير المشترك والتنمية المشتركة “. |
منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل 70 عاما، تطورت البلاد لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقد التزمت دائما بتقديمها للمساعدات الخارجية للدول الأخرى، لذلك حظيت بثناء واسع من المجتمع الدولي، وخاصة من البلدان النامية. لكن هناك بعض الأصوات المشككة والتي تظهر من حين لآخر وتتساءل: ما زالت الصين دولة نامية وبها عشرات الملايين من الفقراء في الأرياف ، ومع ذلك هي تصر على تقديم المساعدات الخارجية للدول الأخرى، أليست "فقيرة ولكنها سخية مع الأصدقاء"؟
أولا، تتطور الصين بنشاط وتلتزم بالحد والتخلص من الفقر. خلال الأربعين عاما الماضية، جذبت إنجازات الصين في التخفيف من حدة الفقر اهتمام العالم بأسره. وتشير البيانات إلى أنه من عام 1978 إلى نهاية عام 2018، انخفض عدد السكان الذين يعيشون في فقر مدقع في المناطق الريفية في الصين من 770 مليون إلى 16.6 مليون نسمة، وقد خفضت الصين عدد الفقراء بأكثر من 700 مليون، مما ساهم في الحد من الفقر على مستوى العالم بنسبة تجاوزت الـ 70% وأصبحت أول دولة في العالم تحقق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة للأمم المتحدة.
ثانيا، تعمل الصين على بذل قصارى جهدها لتستمر في تقديم المساعدات الخارجية للدول الأخرى، ووفقا للأحكام ذات الصلة من الأمم المتحدة، فإن المساعدات الخارجية هي مسؤولية وواجب الدول المتقدمة، أما الفرق في المساعدات الخارجية الصينية فيكمن في كونها مساعدات متبادلة بين الدول النامية، وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، فإن مساعدة الصين للدول النامية الأخرى لا تقدر بثمن. كما قدمت الصين أيضا مساعدات خارجية في إطار التعاون بين بلدان جنوب-جنوب، هذا بالإضافة إلى تقديمها مساعدات لحوالي 170 دولة ومنظمة دولية في جميع أنحاء العالم، وأوفدت أكثر من 600 ألف من عمال الإغاثة، مما قدم إسهامات كبيرة في قضية الحد من الفقر الدولي والتنمية المشتركة لجميع البلدان.
ثالثا، تلتزم الصين بأن مساعداتها الخارجية هي مساعدات تعود بالمنفعة المتبادلة، ونتائجها مربحة للجانبين وتعزز التنمية المشتركة. يقول المثل الصيني: ”عندما تتضارب المصالح مع الأخلاق، فلا بد أن تكون الأخلاق في المقام الأول“. إن معيار القيم والأخلاق هو معيار مميز وفريد وعلامة روحية للثقافة الصينية التقليدية. ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية وبالرغم من الظروف الإقتصادية الصعبة للغاية، لازالت الصين تصر على تقديم المساعدة لدول العالم الثالث في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية في حدود إمكانياتها. وبعد الإصلاح والإنفتاح قامت الصين بتعديل حجم مساعداتها الخارجية وإدخال تغييرات على مجالاتها وخططها وهيكلها بشكل معتدل، حيث بات شكل هذه المساعدات أكثر مرونة وأكثر تنوعا وأصبحت نتائجها أكثر وضوحا. وأصبحت هذه المساعدات متلائمة مع الظروف الإقتصادية ومتسقة أكثر مع مسار التنمية الوطنية للصين والاحتياجات الفعلية للبلدان التي تحصل عليها.
تقدم الصين الدعم التنموي في مجال البنية التحتية والمشاريع الإنتاجية للبلدان المتلقية للمساعدات، كما توفر فرصا للشركات الصينية لكي ”تنطلق نحو العالمية“. قال ليو قوي جين، السفير الصيني السابق في جنوب إفريقيا في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية أونلاين، إن المساعدات الخارجية تعود بالنفع المتبادل على الجميع، وقد قدمت الصين مساعدات إلى إفريقيا واستفادت منها. لعبت المساعدات الخارجية دورا رائدا في فتح وإنشاء نموذج للتعاون المفيد والعملي. قدمت الصين عددا محدودا من المساعدات الخارجية لإفريقيا، لكنها تلقت عددا كبيرا من عقود العمل هناك، مما دفع بالسلع والمعايير الصينية للإنطلاق نحو العالمية.
في 5 نوفمبر، صرح الرئيس شي جين بينغ في الخطاب الرئيسي الذي ألقاه خلال حفل افتتاح الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد بأنه لا يمكن لأي دولة حل المشكلات التي تواجهها التنمية الاقتصادية العالمية بمفردها. يجب أن تلتزم الدول بمفهوم الأولوية للإنسانية، ويجب ألا تضع مصالحها الخاصة فوق المصالح البشرية. "الإنسانية لها الأولوية"، وهذا ليس نداء فقط لجميع أعضاء المجتمع الدولي، بل هو أيضا التزام رسمي للصين باعتبارها دولة مسؤولة ودولة كبيرة. إن المساعدة المتبادلة بين دول العالم والسماح لجميع شعوب العالم بأن يعيشوا حياة أفضل هو جوهر ومسؤولية الصين باعتبارها دولة نامية كبيرة، كما أنها تمثل أيضا رغبة الشعب الصيني الطيبة، وبالتالي هذا هو هدف المواصلة المستمرة والنضال من أجل المساعدات الخارجية ذات الخصائص الصينية.