27 نوفمبر 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أرسل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في 23 نوفمبر الجاري رسالة تهنئة إلى حفل إطلاق مشروع BASF (قوانغدونغ) في مدينة تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ. وتم إطلاق هذا المشروع باستثمارات إجمالية قدرها 10 مليارات دولار أمريكي. ويعد هذا المشروع هو أول مشروع مملوك للأجانب بالكامل في الصناعة الكيميائية الثقيلة في الصين وأكبر مشروع استثمار أجنبي لمجموعة BASF الألمانية حتى الآن. وعند اكتماله، سيصبح ثالث أكبر قاعدة إنتاج متكاملة لشركة BASF في العالم. باعتبارها واحدة من الصناعات الأساسية في هيكل الاقتصاد الوطني الصيني، فإن الصناعة الكيميائية تمتلك موقعا استراتيجيا مهما داخل الاقتصاد والمجتمع في الصين. ومع منح الصين "الضوء الأخضر" لأول استثمار أجنبي في الصناعة الكيميائية الثقيلة، يمكننا أن نقرأ من ذلك 3 علامات رئيسية.
أولاً، باب الانفتاح الصيني أصبح أكثر اتساعا: إن الإنجازات التي حققتها الصين على مدى ما يزيد عن الـ 40 عامًا من الإصلاح والانفتاح واضحة للجميع، بينما تسارع في الوقت الحالي في تحقيق مستوى أعلى من الانفتاح. وخلال السنوات الأخيرة، ومع استمرار الصين في تسهيل طرق الوصول إلى السوق وتقليص القائمة السلبية أمام المستثمر الأجنبي، تم رفع القيود المفروضة على نسبة المشاريع المشتركة في مشاريع البتروكيماويات وغيرها، والسماح بالملكية الكاملة للأجانب. ويعكس إطلاق مشروع BASF بشكل كامل صدق نوايا الصين وجديتها في توسيع مستوى الانفتاح.
ثانياً، لا تزال الصين أرضًا ساخنة للاستثمار الأجنبي: كانت BASF واحدة من أوائل شركات الكيماويات التي تنشئ مشروعًا مشتركًا في الصين. ويعكس وضعها لأضخم استثماراتها الاجنبية في الصين ثقتها الكاملة في السوق الصينية. وفقًا لـ "تقرير بيئة الأعمال 2020" الصادر عن البنك الدولي، تقدمت ترتيب الصين في مجال بيئة الأعمال إلى المركز الحادي والثلاثين عالميا، قافزة 32 مرتبة مقارنة بترتيب العام الماضي. ولا شك في أن تحسن بيئة الأعمال ستزيد جاذبية السوق الصينية للاستثمارات الاجنبية. حيث تظهر بيانات الفصول الثلاثة الأولى من عام 2019، أن الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي قد بلغ 683.21 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 6.5 ٪.
ثالثًا، استمرار تعمق التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني – الألماني: يعد مشروع BASF مثالاً للتعاون الاقتصادي والتجاري العملي بين الصين وألمانيا. وفي السنوات الأخيرة، واصلت العديد من الشركات الألمانية مثل سيمنس وفويث و"بي ام دبليو" زيادة استثماراتها في الصين. وقبل وقت قصير، شاركت ما يزيد عن 200 شركة ألمانية في الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للاستيراد التي أقيمت في شنغهاي، حيث احتلت المرتبة الأولى في عدد الشركات ومناطق العرض في الدول الأوروبية. وفي ظل استمرار مخاطر وتحديات الوضع الاقتصادي الدولي الحالي، وتواصل النزعة الأحادية والحمائية. تعد كل من الصين وألمانيا قوتين مدافعتين عن التعددية والتجارة الحرة، وتعملان على دعم وتشجيع العولمة الاقتصادية وتنمية اقتصاد عالمي مفتوح. ولا شك في أن إطلاق مشروع BASF يرسل إشارة واضحة للصين وألمانيا لتعزيز التعاون في تنمية التجارة الحرة.
يعد مشروع BASF مجرد بداية. ومع تسريع عملية بناء نمط جديد من الانفتاح الشامل، فإن المزيد من الشركات والمشاريع المملوكة للأجانب في مختلف المجالات ستتمركز في الصين وتتقاسم مع الشركات الصينية ثمار التنمية في الصين.