القدس 20 نوفمبر 2019 (شينخوا) أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) أنه قصف عشرات الأهداف الإيرانية في سوريا، في عملية هي الأوسع التي قام بها حتى الآن.
وجاء الهجوم الإسرائيلي ردا على الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من سوريا يوم أمس، واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الصواريخ، فيما لم تشر التقارير إلى وقوع إصابات أو اضرار.
ووفقا لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي فإن الصواريخ التي أطلقت على شمال إسرائيل تمت من خلال قوات إيرانية.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية العشرات من الأهداف العسكرية التابعة لفيلق القدس الإيراني والقوات المسلحة السورية بضمنها مستودعات لصواريخ أرض جو ومستودعات أسلحة وقواعد عسكرية.
وقالت وسائل إعلام سورية أن أكثر من 10 أشخاص لقوا حتفهم في الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان "لقد أوضحت، أن كل من يحاول المس بنا، فأننا سوف نؤذيه".
وأضاف نتنياهو بأن إيران هي العدو اللدود لإسرائيل، وأن قادتها يدعون مرارا وتكرارا إلى ضرورة تدمير الدولة اليهودية، وأن سوريا توفر فرصة ذهبية للقوات الإيرانية للاقتراب من إسرائيل.
وتصاعد التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا في العام الماضي، بعد شن إسرائيل لعدد من الهجمات على القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا.
ويأتي التصعيد الحالي بعد أسبوع من تصعيد عسكري كبير اخر بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في قطاع غزة، على الحدود الجنوبية لإسرائيل.
ويحظى الجهاد الإسلامي بدعم إيراني، وبذل عدة محاولات لجر إسرائيل إلى صراع أوسع في غزة من خلال إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية في جنوب البلاد.
وفي الأسبوع الماضي قام الجيش الإسرائيلي باغتيال قائد بارز في الجهاد الإسلامي في غزة، وقام بمحاولة فاشلة لقتل قائد آخر في سوريا، نتج عن ذلك إطلاق صاروخي واسع النطاق من قبل الجهاد الإسلامي تجاه إسرائيل لعدة أيام.
وفي محاولة منها لإظهار أنها لن تبقى صامتة، أطلقت إيران صواريخ في وقت مبكر من صباح يوم أمس "الثلاثاء" تجاه إسرائيل.
ومع الرد الإسرائيلي الكبير هذا الصباح، يتصاعد التوتر العسكري، ويبقى السؤال ما إذا كان هذا سيزيد من تصعيد الأجواء في المنطقة بالفعل.
في حين أن هناك دائما فرصة لحرب شاملة بين الجانبين، فإن تجربة العام الماضي تظهر أن إيران قد أتقنت فن حافة الهوية، ولكن السؤال المطروح هنا هو حتى متى؟.
وقال مناحيم ميرحافي الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد هاري ترومان في الجامعة العبرية بالقدس "إيران تواصل اختبار حدود إسرائيل"، مضيفا أن إيران "تريد أن تظهر أنها مصممة على البقاء في سوريا".
ومن جانبه قال الدكتور يوسي منشاروف، الباحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن وزميل باحث في مركز عزري لإيران والخليج الفارسي "هذه ليست النهاية، فقد نشهد ردا إيرانيا على هجوم الليلة الماضية".
وأضاف منشاروف بأنه من الممكن أيضا للجماعات المسلحة المدعومة من إيران في اليمن شن هجمات على إسرائيل، مما يزيد من تعقيد الأمور.
وقال نتنياهو ومسؤولون عسكريون إسرائيليون بأن إسرائيل نفذت عمليات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولكنها لم تقدم أي تفاصيل عن العمليات التي نفذتها في أماكن أخرى غير سوريا.
وأضاف مرارا وتكرارا بأنه لن يسمح لإيران بإنشاء جبهة للمواجهة العسكرية ضد إسرائيل في سوريا.
ووفقا لميرحافي فأن السياسة الداخلية في إيران تلعب دورا رئيسيا في تصرفات إيران ازاء الخيار الإسرائيلي وشن هجوم انتقامي واسع النطاق، مضيفا أن الحكومة الإيرانية منشغلة بالمظاهرات الداخلية والعقوبات الأمريكية.
وقال ميرحافي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إسرائيل تعتقد أن إيران لا تستطيع تحمل تصعيد كبير في هذه المرحلة، وهذا يمنح إسرائيل مساحة أكبر للمناورة لمثل هذه الأعمال"، المشكلة هي أن الجانبين منضبطين في هجماتهما وردودهما، لكن الموقف يمكن أن يتصاعد بسهولة.
ويسود الاعتقاد أن إسرائيل هاجمت أهدافا إيرانية في سوريا عدة مرات خلال العامين الماضيين، لكنها لم تقدم أي تفاصيل عن هذه الهجمات، وعلى النقيض من ذلك كانت إسرائيل سريعة في الاعتراف بعملها العسكري في الأحداث الأخيرة.
واضاف ميرحافي "الحرب بين إسرائيل وإيران أصبحت مفتوحة الآن، ولا جدوى من إخفائها".
لكن مع تكثيف إسرائيل جهودها ضد الوجود الإيراني في سوريا، ما زال الإيرانيون مصممون على البقاء وتعزيز وجودهم في سوريا.
وقال منشاروف لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أظهرت إسرائيل في سوريا كفاءة عسكرية واستخباراتية كبيرة، والايرانيون عنيدون والامر يشكل هدف استراتيجي بالنسبة لهم، وتحتاج إسرائيل إلى العمل بشكل مكثف من أجل إحباط الجهود الإيرانية".
وتعتبر الحدود الشمالية لإسرائيل حلبة صعبة، بالإضافة لوجود أعداد كبيرة من القوات الإيرانية في سوريا، هناك أيضا وجود روسي كبير يهدف للحفاظ على استقرار نظام بشار الأسد.
لقد وافقت سوريا حتى الآن على العمل العسكري الإسرائيلي في سوريا، حتى بعد حادث فاشل أسقطت فيه طائرة روسية من قبل نظام دفاع جوي سوري كانت صواريخه تستهدف طائرات إسرائيلية نفذت غارة جوية على الأراضي السورية.
وقال ميرحافي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الوجود الروسي في المنطقة يقيد إسرائيل، وبدونه قد يكون الرد الإسرائيلي أكثر عدوانية".