تقرير إخباري: اغتيال إسرائيل مسئول في الجهاد يفجر توترا في غزة ووسطاء يتحركون لمنع اتساع المواجهة

غزة/رام الله/القدس 12 نوفمبر 2019 (شينخوا) قتل 10 فلسطينيين من بينهم مسئول عسكري في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة اليوم (الثلاثاء)، إثر هجمات شنتها إسرائيل التي تعرضت لإطلاق نحو 200 قذيفة صاروخية.

ووجهت إسرائيل ضربة جوية فجرا على منزل بهاء أبو العطا (42 عاما) القائد في سرايا القدس التابعة للجهاد ما أدى إلى قتله على الفور وزوجته أسماء (39 عاما) وإصابة اثنين من أطفاله في حي سكني شرق غزة.

كما أعلنت حركة الجهاد عن "محاولة اغتيال" متزامنة تقريبا تعرض لها القيادي فيها أكرم العجوري في هجوم إسرائيلي على منزله في العاصمة السورية دمشق قتل فيه شخصين أحدهما نجله، وهو أمر لم تعقب عليه إسرائيل.

وأعلنت سرايا القدس الاستنفار في صفوف عناصرها وواصلت إطلاق رشقات من القذائف الصاروخية منذ الصباح، متوعدة بالثأر لمقتل أبو العطا.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن عدد القذائف التي أطلقت منذ ساعات الصباح يقدر بمائتين حيث دوت صفارات الإنذار في عدد من التجمعات السكانية في تل أبيب وجنوب البلاد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء قوات احتياط للجبهة الداخلية وأقسام الاستخبارات وتشكيل القبة الحديدية، وأنه قصف أهدافا لحركة الجهاد في قطاع غزة.

وقال الناطق العسكري للجيش إن سلاح الجو أغار من جملة ذلك على معسكرات تدريب ومقر تابع للقوة البحرية وفوهة نفق هجومي في شمال القطاع، ومواقع تحت الأرض تستخدم لتخزين وإنتاج وسائل قتالية، كما شن غارات في خانيونس ورفح جنوب القطاع.

كما أعلن الجيش أنه هاجم تباعا عناصر من منظومة إطلاق القذائف الصاروخية التابعة للجهاد وهو ما أدى إلى مقتل ثمانية شبان في العشرينيات ومطلع الثلاثينيات من أعمارهم.

وعلى إثر ذلك، أعلن مصدر فلسطيني عن تحرك لمصر والأمم المتحدة لتطويق التوتر الحاصل في غزة ومنع انزلاقه لمواجهة واسعة على غرار حرب العام 2014 التي فيها أكثر من ألفين فلسطيني.

وأفاد المصدر لوكالة أنباء (شينخوا)، بأن مسئولين مصريين ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط يجريان اتصالات ثنائية ومع الأطراف المعنية للعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة.

وتحسبا لاستمرار التوتر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة تعطيل عمل المدارس والجامعات ليوم غد وفرض الطوارئ في المرافق الصحية والأجهزة المختصة.

كما أعلنت إسرائيل تعطيل الدراسة في عدة مدن بأواسط وجنوب البلاد على أن تبقي الملاجئ العامة مفتوحة مع إغلاق عدة طرق في مناطق الجنوب أمام حركة السير.

وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت عن وضع خاص في الجبهة الداخلية للتجمعات السكانية الواقعة حتى مسافة 80 كيلو مترا من حدود القطاع.

بدوره، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان على موقع (تويتر) إن واشنطن "تقف إلى جانب حليفتها إسرائيل في هذه الفترة الحاسمة، وتدعمها في الدفاع عن نفسها لوقف الهجمات البربرية التي تتعرض لها".

وكان الجيش الإسرائيلي صرح بمسئوليته عن تصفية أبوالعطا فور وقوع الحادثة ووصفه بأنه كان "بمثابة قنبلة موقوتة وقاد ونفذ عمليات ومحاولات للقيام بعمليات لاستهداف مواطنين إسرائيليين وجنود الجيش".

ويعد أبوالعطا أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري لسرايا القدس ويتولى قيادة المنطقة الشمالية للسرايا في شمال قطاع غزة، وسبق أن نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية.

من جهته، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بـ"وقف فوري للعدوان" الإسرائيلي على غزة، معلنا أن الحكومة والرئيس محمود عباس "يجريان اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لمنع العدوان من التدحرج".

وقبل ذلك، حملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية مسئولية وتبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة، واعتبرت اغتيال القيادي في الجهاد "جريمة نكراء".

أما حركة حماس فاعتبرت أن عملية الاغتيال "تكشف نوايا الاحتلال المسبقة ومخططه لفتح صراع ومعركة جديدة مع المقاومة الفلسطينية لتصدير أزماته الداخلية".

ولم تعلن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن إطلاق قذائف على إسرائيل لكنها شاركت في اجتماع للغرفة المشتركة للفصائل تم بعده إعلان حالة الاستنفار العامة.

وجاء في بيان للغرفة المشتركة أن "ما جرى من قبل العدو (إسرائيل) هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهو يضع العدو أمام المسئولية الكاملة وسيتحمل الاحتلال كافة التبعات عن هذه الجرائم وسيدفع الثمن غالياً".

وشهد قطاع غزة نحو 15 جولة توتر مع إسرائيل منذ صيف العام 2014 وانطلاق مسيرات العودة في مارس العام 2018 ضد الحصار الإسرائيلي ودائما ما يتدخل وسطاء إقليميين لتطويق الموقف.