القاهرة 8 نوفمبر 2019 (شينخوا) ساهمت الزيارات المتبادلة بين الدبلوماسيين المصريين والصينيين على مدى السنوات القليلة الماضية بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية المتنامية بين مصر والصين، والتي تنعكس على الشراكات التجارية والصناعية بين البلدين.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن كبير المستشارين السياسيين في البلاد وانغ يانغ عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سيقوم بزيارة رسمية لمصر في الأيام القليلة المقبلة.
وتأتي زيارة وانغ، وهو أيضا رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إلى مصر استجابة لدعوة من رئيس البرلمان المصري علي عبد العال.
وقام عبد العال بزيارة رسمية إلى الصين في منتصف يونيو الماضي برفقة وفد من البرلمان المصري لدفع التعاون البرلماني بين البلدين.
والتقى رئيس البرلمان المصري خلال الزيارة مع نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان في بكين، حيث ناقشا سبل تعميق التعاون الصيني - المصري في مختلف المجالات.
كما قام نائب الرئيس الصيني بزيارة رسمية إلى القاهرة في أكتوبر من العام الماضي، على رأس وفد صيني أجرى محادثات واسعة النطاق مع مسؤولين مصريين حول العديد من مجالات التعاون المشترك.
وقال الدبلوماسي المصري السابق أحمد والي، نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، إن هذه الزيارات الدبلوماسية تلعب دورا رئيسيا في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأضاف والي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "زيارات أعضاء من الحزب الشيوعى الصينى لمصر مهمة للغاية لأنهم يمثلون الحزب الحاكم فى الصين الذى يحدد السياسة العامة وتفاصيلها فى البلاد".
وعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقاءات مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وقام بعدد من زيارات للصين منذ توليه منصبه في منتصف عام 2014.
وزار بكين أيضا وزير الخارجية المصري سامح شكري وغيره من كبار الدبلوماسيين المصريين عدة مرات منذ ذلك الحين.
من ناحية أخرى، قام الرئيس الصيني بزيارة رسمية إلى مصر في يناير 2016 ، حيث ألقى خطابا مهما للعالم العربي من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وقال أحمد والي إن هذه الزيارات تفتح المجال لمناقشة جميع جوانب التعاون بين مصر والصين، سواء كانت متعلقة بالتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية أو تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وتابع الدبلوماسي المصري السابق أنه " لهذا السبب أدت هذه الزيارات إلى رفع مستوى العلاقات بين الصين ومصر إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وأدت العلاقات الصينية المصرية المتنامية إلى زيادة عدد الشركات الصينية العاملة في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، والتي يشارك بعضها في مشروعات قومية ضخمة في الدولة العربية الأكثر سكانا.
كما أدى التعاون بين البلدين إلى إقامة مشروعات مشتركة في مجالات البنية التحتية والتصنيع في مصر في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين في عام 2013، والتي تسعى إلى تحقيق تنمية متبادلة بين الدول المشاركة عبر الشراكات ذات الكسب المشترك.
وفي ظل مبادرة الحزام والطريق، تقوم الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية (CSCEC)، وهي شركة عالمية رائدة في مجال الإنشاءات، ببناء منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر على بعد حوالي "50 كم" شرق القاهرة، بما في ذلك البرج الأيقونى المقرر أن يتجاوز ارتفاعه 385 مترا ليصبح أطول ناطحة سحاب في أفريقيا.
كما تعمل شركات صينية كبرى أخرى في عدد من مشروعات الطاقة العملاقة بمصر، منها شركات (سينوهيدرو) و(دونغفانغ) و(شانغهاي إلكتريك) و(هواوي) وشركة الشبكة الوطنية الصينية للكهرباء (ستيت جريد).
وفي أواخر أكتوبر الماضي، استضاف المركز الثقافي الصيني بالقاهرة حوارا صينيا - مصريا حول الصناعات الثقافية والإبداعية، حضره رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب عن مدينة بكين لي وي، والسفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ.
وبعدها بيومين حضر لي حفل إطلاق مشروع مصري - صيني لتوطين تصنيع الحافلات الكهربائية في مصر من خلال الشراكة بين وزارة الإنتاج الحربي المصرية وشركة (فوتون) الصينية.
وقال أحمد والي، إن نمو التعاون الاقتصادى بين مصر والصين يرتبط ارتباطا طرديا بنمو الزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين الجانبين.
وأوضح الدبلوماسى المصرى السابق أن "الدبلوماسية عبارة عن سياسات مكتوبة في المقام الأول، تتحول في النهاية إلى عمل فعلي وتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى التنسيق في القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".