عدن، اليمن 7 نوفمبر 2019 (شينخوا) رأى خبراء يمنيون، أن اتفاق السلام بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي، سيوحد جهودهما لمواجهة الحوثيين، لكنه قد يواجه عقبات في مرحلة التنفيذ.
وتوقع الخبراء أن تشهد الفترة المقبلة مرحلة جديدة من التعاون العسكري بين الجانبين، يدعمهما التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لمواصلة الحرب ضد الحوثيين الذين ما زالوا يسيطرون على الأجزاء الشمالية من اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ووقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الثلاثاء، على اتفاق لانهاء نزاع مسلح نشب بينهما قبل أشهر في عدد من المحافظات الجنوبية من البلاد.
ووقع الطرفان "اتفاق الرياض" في العاصمة السعودية التي رعت على مدى شهرين، حوارا غير مباشر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المطالب بالانفصال.
وقال الخبير العسكري المقيم في عدن العقيد علي بن هادي، إن الدعم الدولي والعربي لعب دوراً مهماً في نجاح محادثات المصالحة، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق تقاسم السلطة في العاصمة السعودية الرياض من قبل الخصمين.
وأضاف أن "توقيع اتفاق الرياض يعتبر حدثا تاريخيا وقاعدة مهمة لبناء جبهة قوية لمحاربة ميليشيات المتمردين الحوثيين في اليمن بعد سنوات من النكسات".
ويعتقد الخبير العسكري أن إتفاق الرياض سيؤسس لحكومة جديدة ذات شراكة وتعاون قويين بين الجانبين وسيضمن الاستقرار في الجزء الجنوبي من اليمن.
وأضاف أن "توحيد الفصائل العسكرية الموالية للسعودية في جنوب اليمن سوف يخدم إلى حد كبير الحملة العسكرية المناهضة للحوثيين لتحرير صنعاء والمحافظات الشمالية الأخرى".
ومع ذلك، فإن اتفاقات سياسية مماثلة توصلت إليها الفصائل اليمنية المتحاربة خلال الفترة الماضية واجهتها عقبات وصعوبات كبيرة أثناء مرحلة التنفيذ.
وعلى الرغم من الإشراف المباشر من قبل الأمم المتحدة، واجه اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه العام الماضي بين الحكومة اليمنية والحوثيين في ستوكهولم العديد من التحديات أثناء عملية التنفيذ.
وأمضت الأمم المتحدة عدة أشهر بعد توقيع اتفاق ستوكهولم بشأن مناقشة كيفية تنفيذه، لكن القتال المتقطع استمر في مدينة الحديدة اليمنية المطلة على البحر الأحمر على الرغم من وجود مراقبي الأمم المتحدة.
ويخشى بعض الخبراء اليمنيين من أن إتفاق الرياض الذي تم التوصل إليه بوساطة سعودية، قد يواجه نفس مصير الاتفاقات السياسية السابقة.
ورأى مدير المنتدى العربي للدراسات والتنمية نبيل البكيري لـ ((شينخوا))، ان كل المؤشرات حتى الآن لا تشير الى أن إتفاق الرياض الذي تم توقيعه في العاصمة السعودية سينجح أو يحقق بعض التقدم في المستقبل.
فيما استبعد الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن يكون لإتفاق الرياض تأثير على مسار تسوية الأزمة اليمنية المعقدة.
وقال التميمي ان مستقبل اليمن "يمكن أن يتحول خلال فترة ما بعد إتفاق الرياض إلى مشهد من التعقيدات والتطورات السيئة مع ترك الشمال إلى ورثة الإمامة الزيدية في صنعاء للحكم، في حين سيتم فتح الجنوب للنفوذ الإقليمي وبعض الأجندة الإقليمية".
وفي أغسطس، انخرطت قوات الحكومة اليمنية والانفصاليين، وكلاهما مدعومان من التحالف، في قتال عنيف للسيطرة على الجنوب.
وسيطرت قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي لاحقًا على كل المقرات الحكومية والمؤسسات العسكرية في عدن "العاصمة المؤقتة" من قبضة القوات الحكومية.
وأقنعت السعودية الجانبين بإجراء محادثات مصالحة ، حيث نجحت في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة لا يزيد عدد أعضائها عن 24 وزيرا.
كما شملت النقاط الرئيسية للاتفاق عودة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن في غضون سبعة أيام، وتوحيد جميع الوحدات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع.
واستثنى الاتفاق الذي رعته السعودية الحوثيين الذين تدعمهم إيران والذين ما زالوا يسيطرون على صنعاء وغيرها من المحافظات الشمالية في الدولة العربية التي مزقتها الحرب.
وتشهد الدولة العربية الفقيرة حربًا أهلية منذ أواخر عام 2014 ، عندما اجتاح الحوثيون جزءًا كبيرًا من البلاد واستولوا على جميع المناطق الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء.