تعليق: الاقتصاد الصيني لديه ما يكفي من المرونة لمقاومة الرياح المعاكسة الخارجية

بكين 20 أكتوبر 2019 (شينخوا) تباطأ الاقتصاد الصيني خلال الربع الثالث من العام الجاري، لكن ليس هناك ما يستدعي القلق.

على الرغم من تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 6 بالمئة خلال الربع الثالث، إلا أنه ينبغي قراءة الأرقام بهدوء وحكمة.

ففي خضم التوترات التجارية وانتقال البلد من مرحلة النمو الاقتصادي السريع إلى التنمية عالية الجودة، كانت هذه نتيجة جيدة تتماشى مع القانون الأساسي للتنمية الاقتصادية.

واعتاد المعارضون على التعجّل في إصدار أحكام على الاقتصاد الصيني، لكن هذه طريقة عفا عليها الزمن، حيث ينظر المراقبون الأذكياء إلى الاقتصاد الصيني من خلال مؤشرات الجودة.

فقد شهد الهيكل الاقتصادي للبلاد تحسُّنا خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام. كما ظل الاستهلاك يمثل الدعامة الأساسية في تصاعد الطلب، حيث ساهم بنسبة 60.5 بالمئة من النمو الاقتصادي خلال هذه الفترة.

وارتفع ناتج قطاع الخدمات، الذي مثل 54 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، بنسبة 7 بالمئة في تلك الفترة، ما ساهم بنسبة 60.6 بالمئة من نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلاد.

وفي الوقت نفسه، اتُخذت سلسلة من التدابير لتحقيق الاستقرار في التوظيف. فخلال الأشهر التسعة الأولى، خُلقت 10.97 مليون وظيفة جديدة في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد، ما يعني أنه تم تحقيق 99.7 بالمئة من الهدف المراد تحقيقه خلال العام بالكامل.

كما شهدت الصين خلال الأرباع الثلاثة الأولى مولد أكثر من 100 شركة أجنبية في الصين كل يوم، كما تدفق نحو 2.5 مليار يوان (354 مليون دولار أمريكي) من الاستثمارات الأجنبية إلى الصين بشكل يومي. وفي خضم تباطؤ الاستثمارات العالمية العابرة للحدود الوطنية، أبدى المستثمرون الأجانب ثقة في السوق الصينية.

كما أن هناك أمرا يثير الإعجاب بالقدر نفسه؛ ويكمن في التنفيذ المستمر لسياسات خفض الضرائب والرسوم. ففي الأشهر الثمانية الأولى، خفض أكثر من 1.5 تريليون يوان في صورة ضرائب ورسوم. وهناك تقديرات تشير إلى أن الرقم السنوي الإجمالي سيتجاوز تريليوني يوان.

وكلما زاد عدم اليقين الخارجي، زادت الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز اليقين الداخلي. ويعد تنفيذ سلسلة من الإجراءات لتعميق الإصلاح والانفتاح أكثر على العالم الخارجي ضمانا قويا للتجميع المستمر لليقين.

يتمتع الاقتصاد الصيني بالمرونة والإمكانات والزخم لتحقيق الازدهار. وإذا قامت الصين بعملها الخاص بشكل جيد، يمكنها تحويل الضغط إلى قوة دافعة والتحرك بثبات وبقوة نحو تنمية عالية الجودة.