واشنطن 17 أكتوبر 2019 (شينخوا) شهد السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند يوم الخميس أمام 3 لجان نيابية في إطار تحقيق يقوده الديمقراطيون لعزل الرئيس، قائلا إنه ودبلوماسيين أمريكيين آخرين "أصيبوا بخيبة أمل" لتوجيه الرئيس دونالد ترامب لهم بالعمل مع محاميه الشخصي رودي جولياني في المسائل المتعلقة بأوكرانيا.
وفي مستهل شهادة أدلى بها خلف الأبواب المغلقة، انتقد سوندلاند تعامل الرئيس مع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أوكرانيا على عدد من الجبهات، بما في ذلك المكالمة الهاتفية التي طالب فيها ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفتح تحقيق مع المرشح الديمقراطي الطامح للرئاسة جو بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس خلال حقبه باراك أوباما. وكان ترامب قد أوقف مساعدات بحوالي 400 مليون دولار أمريكي لأوكرانيا قبل أيام من تلك المكالمة.
وقال سوندلاند: "بناء على توجيهات من الرئيس، كان علينا الاختيار: التخلى عن هدف البيت الأبيض بالاجتماع مع الرئيس زيلينسكي، الذي كنا نعتقد جميعا أنه حاسم لتعزيز العلاقات الأمريكية-الأوكرانية وتعزيز أهداف السياسة الخارجية الأمريكية الراسخة منذ زمن طويل في المنطقة، أو الإصغاء لتوجيهات الرئيس ترامب والتحدث إلى السيد جولياني لمعالجة مخاوف الرئيس".
وأضاف سوندلاند: "كان واضحا لنا جميعا أن مفتاح تغيير عقل الرئيس بشأن أوكرانيا هو السيد جولياني".
وأكد أن " دعوة حكومة أجنبية لإجراء تحقيقات بغرض التأثير على انتخابات أمريكية مقبلة سيكون خطأ. وحجب مساعدات أجنبية من أجل الضغط على حكومة أجنبية لاتخاذ مثل هذه الخطوات سيكون خطأ".
ومع ذلك، قال سوندلاند في شهادته إنه سأل ترامب ذات مرة عما يريده من أوكرانيا، فأجاب الرئيس: "لا شيء. لا توجد مقايضة".
وقال السفير أيضا إنه لم يفهم حتى بعد أشهر إن جولياني كان يعمل على دفع أوكرانيا للتحقيق مع بايدن وابنه هانتر بايدن.
وكانت فيونا هيل، المسؤولة السابقة عن ملف روسيا بمجلس الأمن القومي، قد ذكرت للجان مجلس النواب في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها ومستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون انزعجا من ذكر سوندلاند للتحقيقات في اجتماع عقد في يوليو مع كبار المسؤولين الأوكرانيين، وفقا لصحيفة ((وول ستريت جورنال)).
وفي يوم الثلاثاء، رفض نائب الرئيس مايك بنس تقديم وثائق تتعلق بتعاملات إدارة ترامب مع أوكرانيا بناء على طلب الكونغرس.
وفي رسالة وجهها إلى مجلس النواب، كرر ماثيو مورغان، محامي نائب الرئيس، وجهة نظر إدارة ترامب بشأن تحقيق العزل المستمر الذي يقوده الديمقراطيون في مجلس النواب بأنه "غير عادل" ويفتقر إلى "الأسس القانونية"، مشيرا إلى أن مكتب بنس سيتعاون مع التحقيق فقط عندما يتم "بطريقة تتسق مع الحماية الدستورية الحزبية الراسخة واحترام الفصل بين السلطات".
وفي يوم الثلاثاء أيضا، رفض جولياني الامتثال لطلب الكونغرس أيضا.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن فتح تحقيق رسمي لعزل الرئيس دونالد ترامب يوم 24 سبتمبر بشأن سلوك الرئيس خلال مكالمة هاتفية مثيرة للجدل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 25 يوليو.
وجاء تحقيق العزل بناء على شكوى قدمت من قبل مخبر في أواخر أغسطس تزعم أن ترامب ضغط علي زيلينسكي للتحقيق مع المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن وابنه هانتر فيما يتعلق باتهامات فساد في أوكرانيا.
وتعتقد بيلوسي وثلاث لجان تابعة لمجلس النواب تقود تحقيق العزل، وهي الاستخبارات والرقابة والإصلاح والشؤون الخارجية، أن مكالمة ترامب مع زيلينسكي، بالإضافة إلى تفاعلات مسؤولي الإدارة مع السلطات الأوكرانية قبل المكالمة وبعدها قد أظهرت "جهودا للضغط على قوى أجنبية للتدخل في انتخابات 2020".
ونفى ترامب ارتكاب أية مخالفات مصرا على أن المكالمة كانت "مثالية" ووصف تحقيق العزل بأنه "مطاردة ساحرات جديدة" ضده. كما اعتبر البيت الأبيض إجراءات المساءلة غير قانونية، مستشهدا بعدم إجراء تصويت يشمل كامل الأعضاء بمجلس النواب.
وخدم هانتر في مجلس إدارة شركة بوريسما القابضة، وهي إحدى شركات الغاز الأوكرانية، بينما أشرف والده علي السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا كنائب للرئيس. وأنكر الاثنان ارتكاب أي خطأ.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة ((فوكس نيوز)) الأسبوع الماضي أن أكثر من نصف المستجوبين في الولايات المتحدة يؤيدون إجراءات المساءلة، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بـ42 بالمئة في يوليو.