أعلن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو في الثامن من الشهر الجاري أن الولايات المتحدة ستفرض قيودا على تأشيرات المسؤولين الحكوميين الصينيين الذين "يقومون بقمع الأقيات المسلمة" في منطقة شينجيانغ الصينية وربما قد تشمل أسرهم أيضا. وفي اليوم الذي سبقه استخدمت وزارة التجارة الأمريكية أيضا شينجيانغ كذريعة لإدراج 28 وكالة حكومية ومؤسسة صينية في قائمة الكيانات الخاضعة للرقابة على الصادرات.
لقد صاغ بومبيو خطابا جميلا عن السلوك الهمجي المذكور أعلاه للولايات المتحدة، مما جعل هذه الأخيرة تبدو وكأنها لا تدخر جهدا لحماية حقوق الإنسان المسلمين في إقليم شينجيانغ الصيني. لا يوجد وقاحة أكثر من هذه في عالمنا اليوم، لأن الجميع يعلمون أن السياسة الوطنية العامة للولايات المتحدة تعتبر دائما المسلمين نوعا مختلفا، وقد أصدرت هذه الحكومة منذ وصولها إلى السلطة لائحة "منع السفر" السيئة السمعة. كما يعكس الجدار الحدودي الذي تسعى الحكومة الأمريكية جاهدة إلى بنائه إلى الموقف الحقيقي لها تجاه الأقليات العرقية، فيكف يمكنهم أن يكونوا فعليا مهتمين برعاية حقوق المسلمين في شينجيانغ؟
يتماشى التصعيد التدريجي الذي تمارسه الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بقضية شينجيانغ مع الإنتعاش السريع والرخاء والإزدهار والتنمية في هذا الإقليم، وهو متسق للغاية مع الإستراتيجية الوطنية الأمريكية لتشديد الضغط على الصين. وهذا ما يدل بكل وضوح بأن القائمة السوداء الجديدة لمراقبة الصادرات والقيود على التأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة ليست إجراءات للمحافظة على حقوق الإنسان وإنما هي أعمال جيوسياسية عارية.
من خلال تدابير مؤقتة وقوية، شهد الوضع في إقليم شينجيانغ تغيرات إيجابية، فقد أعيد تأسيس قانون جديد لحقوق الإنسان لمختلف المجموعات العرقية هناك على أساس متين من السلام والإستقرار. فبعد تجربة تأثير الإرهاب الخطير وأعمال العنف والتطرف، تحقق انعكاسا ثوريا للوضع المضطرب هناك، مما جنب شينجيانغ صراعا دمويا شاملا وجعلها تتجاوز بنجاح في أن تصبح شيشانا ثانية وتمت حماية أرواح لا تعد ولا تحصى وأعيدت الحياة السلمية إلى كل المجموعات العرقية في الإقليم.
تعد مصلحة مليار و400 مليون صيني ومن ضمنهم أهالي منطقة شينجيانغ نقطة الإنطلاق الأكثر مصداقية للحكم على شينجيانغ. لقد استخدمت النخبة في واشنطن مثل بومبيو مصالح الولايات المتحدة للحكم على هذه المنطقة، أرادوا أن يروا فيها قوة فوضوية ضد حكومتها المركزية وأن يروها مستعرة لكن الشعب الصيني لن يسمح لهم بذلك.
لكن الشيء الأكثر وقاحة هو أنه من أجل تقويض الأمن والإستقرار في شينجيانغ لم يتردد السياسيون الأمريكيون أمثال بومبيو في الزج بالإرهاب والتطرف في الأمور السياسية. إنهم ينكرون ويرفضون بشدة أهداف الحكم المتمثلة في مكافحة الإرهاب والتطرف في شينجيانغ، وألصقوا شعار "قمع حقوق المسلمين" على سياسات إدارة شينجيانغ، كما قاموا هم ونخب الرأي العام في العالم الغربي بتأليب الرأي العام الكاذب ضد شينجيانغ، ما جعل الغربيين الذين لم يزوروا شينجيانغ متأثرين بالرأي العام، مما أدى الى التحيز على سياسات شينجيانغ.
إن سخافة الولايات المتحدة تكمن في طلبها لتحرير جميع المجتمعات النامية في العالم وتحويلها الى ليبيريا، التي أسسها الأمريكيون من أصل إفريقي والذين عادوا من الولايات المتحدة إلى القارة الإفريقية، انتهجت في سياستها الإعتماد على تنفيذ الدستور الأمريكي تنفيذا كليا، ولكنه اعتبر على نطاق واسع لا يتماشى مع "تربة البلاد".
تتمتع شينجيانغ اليوم بمظهر جديد، وقد شهدت طفرة كبيرة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية بما في ذلك السياحة. من مجتمع مضطرب إلى مجتمع مسالم ومزدهر، مما يعني تقدما ورفاهية الإنسان. لكن فقط الخبث والتحامل يمكن أن يجعل الناس يغضون الطرف عن مثل هذه الحقائق القوية.