بغداد 26 سبتمبر 2019 (شينخوا) أشاد قيادي عراقي بالتجربة الصينية خلال الـ70 سنة الماضية، ووصفها بأنها تجربة عالمية يمكن لجميع شعوب العالم الاستفادة منها، كونها حولت الصين من بلد فقير إلى ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وقال الدكتور رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والنائب في البرلمان العراقي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الصين أصبحت قوة رئيسية في العالم على مختلف الأصعدة، وخاصة الجانب الاقتصادي، ولها ثقل سياسي ودولي كبير".
وأضاف أن "مسيرة الصين خلال الـ70 عاما من قيادة الحزب الشيوعي الصيني حققت إنجازات غير متوقعة، حتى أصبحت من أقوى الدول اقتصاديا وسياسيا واستطاع الحزب الشيوعي الصيني أن يوحد الصين وأن يتغلب على المشاكل الكبرى التي واجهها الشعب الصيني".
وتابع قائلا إن "التجربة الصينية تجربة لابد أن تحظى بالاهتمام والدراسة كونها تحتوي على دروس يمكن أن تفيد الشعوب كافة".
وشدد على أن الصين لعبت دورا عالميا على مستوى السلم العالمي، فهي قوة داعية للسلام، وتدعو لإقامة العلاقات انطلاقا من احترام خصوصية كل بلد واستقلاليته، وليس لديها نزعات للهيمنة والاستحواذ على ثروات الدول كما قد تفعل الدول الرأسمالية والإمبريالية.
وذكر أن "الصين تتحدث عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهذه أيضا تجربة كبيرة جدا. وإن الطرق الجديدة والإدارة الجديدة التي اعتمدتها خلال السنوات الماضية خاصة العقدين الأخيرين والقفزات الكبرى التي حققتها تلقى إعجابا شديدا".
وأشار في الوقت ذاته إلى أن "تقدم الصين ينعكس على التطور البشري، وتجاربها مفتوحة للشعوب الأخرى وعلاقات التعاون التي تقيمها تساعد الدول الأخرى في التنمية".
وعن كتاب الرئيس الصيني شي جين بينغ "حول الحكم والإدارة"، أجاب فهمي "قرأت الكتاب وفيه الكثير من الأفكار التي يمكن لشعوب العالم الاقتداء بها والتعلم منها لتطوير واقعها ورفع مستوى التنمية فيها، أو ما يتعلق بتحقيق مستوى من العدالة الاجتماعية، والمعادلة ما بين آليات السوق والعدالة الاجتماعية ودور مؤسسات الدولة في هذه العملية".
وعن سياسة الإصلاح والانفتاح بعد أكثر من 40 عاما من إطلاقها، قال فهمي "إن سياسة الإصلاح والانفتاح التي أطلقها الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ حققت تطورات كبيرة جدا، وهذه التطورات جديرة بالدراسة، والكثير منها قابل بلا شك للتعليم والاستفادة منه من جانب بقية الشعوب".
وعن مبادرة الحزام والطريق، أشار فهمي إلى أن "هذه مبادرة طموحة جدا وتخلق بنى تحتية كبيرة جدا في البلدان التي تمر بها، وتطور التعاون الاقتصادي على الصعيد الدولي شرقا وغربا، وهذا يعني إيجاد أشكال من التعاون تساعد تلك البلدان على إقامة البنى التحتية الضرورية لتطوير التشابك والتكامل الدولي".
وتابع "هذه المبادرة من الصعب أن تطلق إلا من بلد يمتلك إمكانات هائلة جدا مثل الصين"، مضيفا بقوله "صعب أن تطلق أي دولة غير الصين هذه المبادرة، فهي انطلقت من بلد لا يمتلك إمكانات كبيرة فقط، بل لديه رؤى معينة للعالم ولتطوره".
وأضاف "بالمنطقة العربية نلاحظ هناك رغبة واستعدادا كبيرين لأجل التعامل مع هذه المبادرة، ونعتقد أنها إحدى الرافعات المهمة التي تساعد بلداننا لتطوير بناها التحتية، وبالتالي خلق مقومات تنمية اقتصادية واجتماعية".
وأكد أن تعاون العراق مع الصين ضمن هذه المبادرة سيوفر له أرضية صلبة ومناسبة جدا لتطوير بناه التحتية فضلا عن الجوانب الاقتصادية والثقافية.
وعن بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، قال فهمي إن هذه الفكرة هي أحد الأفكار الرئيسية للرئيس شي جين بينغ، وهي فكرة فيها رغبة في التغلب على التحديات الكبرى المشتركة التي تواجهها البشرية، كما إنها مرتبطة بكيفية معالجة التناقضات بأطر سلمية والحفاظ على السلم العالمي.
وأضاف "كل هذه التحديات تفرض أن هناك مصلحة مشتركة للبشر بغض النظر عن طبيعة أنظمتهم الاقتصادية والاجتماعية، داعيا إلى استلهام فكرة بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية لمعالجة المشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
وفي الختام، ذكر أن الصين انتقلت إلى مرحلة العمل بشكل جدي وموحد لمواجهة تحديات مثل الفقر والتغيرات المناخية، إدراكا منها لأهمية المصلحة المشتركة للبشرية وضرورة وجود عمل مشترك على المستوى العالمي لمواجهة هذه التحديات.