تعليق: أين أخطأ المتشائمون بمستقبل هونغ كونغ؟

قامت وكالة التصنيف الدولية "فيتش" بتغيير التصنيف الائتماني لهونغ كونغ من "AA +" إلى "AA"، كما غيرت توقعات تصنيفها من "مستقرة" إلى "سلبية". ردّا عن ذلك، أعربت السيدة لام، الرئيسة التنفيذية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، عن عدم موافقتها على قرار الوكالة. فهل المرونة الاقتصادية ل"لؤلؤة الشرق" لاتزال كافية لدعم وضعها كمركز مالي دولي؟

في هذا الجانب أبدى الرئيس التنفيذي لادارة النقد في هونغ كونغ، السيد تشن ده لين في مقابلة مع صحيفة "غلوبال تايمز" ثقة تامة في مستقبل هونغ كونغ، قائلا: "لقد أنشأ النظام المالي والمصرفي لهونغ كونغ قوة عازلة ومقاومة قوية للزلازل المالية على مدار السنين." وتوقع أن تشكل استثمارات "الحزام والطريق" وعملية تدويل اليوان تفاعل ايجابي ويتقدمان بشكل موازي. كما كشف أن ادارة النقد في هونغ كونغ تعمل مع البر الرئيسي لدراسة التدابير المالية المناسبة لدعم تطوير منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى.

ونقلت بعض وسائل الإعلام عن بحث لـتييه جيون، المدير التنفيذي لمعهد فانهاي للمالية الدولية بجامعة فودان الصينية في 7 سبتمبر الجاري أن وكالات التصنيف لا تتلقى معلومات غير عامة عن الوضع الاقتصادي في دولة أو منطقة ما، كما لايمكنها الحصول على معلومات مفصح عنها ذات قيمة عالية. لذلك قد تكون التصنيفات السيادية هي الأسوأ في مجال العلوم، وهي أقل بكثير من صرامة سندات الشركات وتصنيفات المنتجات المهيكلة.

وقال تشن ده لين إنه منذ بدء تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في البر الرئيسي، ظلت هونغ كونغ دائمًا الوجهة الأولى لرؤوس الأموال الأجنبية. وتشير الإحصائيات إلى أن هونغ كونغ تعد المصدر الأول لدخول رؤوس الأموال الأجنبية إلى البر الرئيسي، وغالبًا ما تمثل النسبة أكثر من النصف. وقد تغير دور نقطة الانطلاق في هونغ كونغ على مدار العقد الماضي، من "جذب رؤوس الأموال الاجنبية إلى الداخل"، إلى حركة رأس المال في الاتجاهين.

وفيما يتعلق بآفاق التعاون في المستقبل، قال تشن ده لين إنه سوف يستفيد بشكل جيد من مساحة السياسة الحالية وسيتواصل بنشاط مع الإدارات ذات الصلة في البر الرئيسي ويستكشف مجالات جديدة للتعاون في إطار فرضية النظر الكامل في أوجه التشابه والاختلاف بين النظامين والحفاظ على الاستقرار المالي.

"نتوقع أن يتطور الاستثمار في مبادرة " الحزام والطريق" وعملية تدويل اليوان بشكل تفاعلي ومزدوج، فكلما زاد الاستثمار الصيني والتجارة في الخارج، كلما كان استخدام اليوان أوسع نطاقا. وباعتبارها مركزًا عالميًا لتجارة اليوان، يمكن لهونغ كونغ أن تقدم خدمات متكاملة وعالية الجودة في مجال التسوية باليوان الصيني".

بالإضافة إلى ذلك، قال تشن ده لين إنه في إطار تسهيل حياة السكان في البر الرئيسي وهونغ كونغ والأعمال التجارية للمؤسسات، فإن منطقة خليج قوانغدونغ -هونغ كونغ –ماكاو الكبرى، يمكن أن تلعب دورا رياديا في مجال حركة اليوان عبر الحدود.

"لقد استطاع النظام المالي والمصرفي لهونغ كونغ بناء قوة مقاومة ضد الزلازل المالية على مر السنين". يقول تشن ده لين، ويضيف بأن نظام هونغ كونغ وسيادة القانون ومزايا السوق قد تم تأسيسهما على مدار الأعوام كما أنهما مصدر ثقة للمستثمرين. "إن وضع هونغ كونغ كمركز مالي دولي أمر صعب المنال. نأمل أن تتم معالجة الاختلافات الاجتماعية بشكل صحيح في أسرع وقت ممكن حتى يعود النظام الاجتماعي في هونغ كونغ إلى طبيعته في أقرب وقت ممكن. وستواصل ادارة النقد في هونغ كونغ مراقبة السوق المالية عن كثب والحفاظ على استقرار النظام النقدي والمالي. "

تعد العلاقات الوثيقة المتزايدة بين هونغ كونغ والبر الرئيسي أساس حماية "لؤلؤة الشرق" من المخاطر. في هذا السياق، اشار رئيس الادارة المالية بهونغ كونغ، تشن موبو، إلى أن الروابط الاقتصادية والمالية الوثيقة بين هونغ كونغ والبر الرئيسي تمثل القوة الايجابية الدافعة للتنمية طويلة المدى في هونغ كونغ.