تسبب توسع أعمال العنف غير القانونية والعاصفة العنيفة التي هبت على هونغ كونغ منذ شهرين في هبوب عاصفة اقتصادية أخرى، أسفرت على تحطيم مستقبل المزيد والمزيد من مواطني هونغ كونغ بضياع رزقهم، وما جعل مكافحة الشغب أمرًا حتميًا.
وفقًا لآخر البيانات الصادرة عن دائرة الإحصاء في حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، ارتفع معدل البطالة موسمياً إلى 2.9٪ في الفترة من مايو إلى يوليو، مخترقًا نسبة 2.8٪ السابقة في15 موسما متتاليا. والأخطر من ذلك، يتوقع بعض الخبراء أن يرتفع معدل البطالة لموسم يونيو الى أغسطس المقبل إلى 3.1٪، وهو الأعلى في العامين الماضيين.
وقال الأمين المالي لهونغ كونغ، تشن ماوبو، في مقال تم نشره على مدونة مؤخرًا، إن معدل البطالة الإجمالي في قطاع خدمات التجزئة والإسكان وخدمات المطاعم التي توفر 600 ألف وظيفة قد ارتفع تدريجياً من مستوى 3.4٪ في بداية العام إلى 4.3٪، ووصل عدد العاطلين عن العمل إلى 27.5 ألف شخص. كما ارتفع عدد العاطلين عن العمل في كامل هونغ كونغ من مايو إلى يوليو ب 4000، مرتفعا إلى 118ألف عاطل عن العمل. واليوم، مع تراجع الوضع، يخشى أن تكون هناك موجة من تسريح العمال. وفي الوقت نفسه، فإن حظر اجتماع المجلس التشريعي وتأخر الكثير من التمويل لمشاريع الأشغال العامة، زاد الوضع سوءًا.
ووفقا للمصادر، أرسل أحد الفنادق المعروفة في تسيم شا تسوي في هونغ كونغ رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين يطلب منهم إجازة سنوية غير مدفوعة الأجر في شهري أغسطس وسبتمبر. كما تم اغلاق المطاعم، وأصبح عمل سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة بشكل متقطع أو خارج الخدمة، وتراجعت المجموعات السياحية لدى وكالات السفر... وعليه لم يبق أمام الموظفين الى العودة الى البيت وقضاء إجازة غير مدفوعة الأجر، والتفكير في كيفية توفير تكاليف العيش والرسوم الدراسية لأطفالهم.
لقد عرقلت جرائم العنف المستمرة النظام الطبيعي لهونغ كونغ. وقد أدى تعطيل المتطرفين للنظام الاجتماعي والمرافق العامة في مختلف المناطق الى غلق الكثير من المتاجر التي بات مستقبلها قاتم، والتدخل في تشغيل المطار ادى الى خلق شعور بالإحباط عند التجار، وانخفاض عدد زوار هونغ كونغ بشكل كبير ... ومع النقص في عدد السياح، وقلة الاموال المتداولة، وقلة الاستهلاك، انخفض الاستثمار والدخل في جميع مناحي الحياة في هونغ كونغ. وبسبب انخفاض الاستثمار والدخل بشكل حاد، اضطرت الشركات الى تقليل عدد الموظفين، قد تصل الى اغلاقها إذا تم كسر سلسلة رأس المال.
أصدرت حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بيانات تفيد بأن الاقتصاد ما زال يواجه ضغوطاً هبوطية كبيرة، وأن الوضع الاقتصادي في النصف الأول من هذا العام هو الأسوأ منذ عام 2009. وستشكل الأحداث الاجتماعية الأخيرة في هونغ كونغ اضطرابًا كبيرًا في صناعة السياحة والأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالاستهلاك، مما يزيد من التراجع الاقتصادي وتقويض سمعة هونغ كونغ كمركز مالي وتجاري دولي.
ريادة الأعمال ليست سهلة، وتدميرها سهل. وأن تطور هونغ كونغ من قرية صيد صغيرة مجهولة إلى عاصمة حديثة مشهورة عالميًا قد تم بسواعد أجيال من مواطني هونغ كونغ. وفي الوقت الحاضر، يدمر المتطرفون جذور النجاح الذي ناضلت عليه أجيالا من أجل بسط أنانيتهم.
إن عدم التوقف من العنف سيدمر قاعدة تنمية هونغ كونغ حتى ولو كانت متينة، ومن الصعب تطوير مجتمع محاصر في الصراع والمواجهة والاحتكاك الداخلي. ولا يمكن لسكان هونغ كونغ الحفاظ على بيتهم المشترك وإيجاد مخرج لها إلا بتهدئة المجتمع واستبدال الفوضى بالمفاوضة، واستبدل القبضة بالحوار.