بكين 29 مايو 2019 / درس الشب اليمني حسن السقاف البالغ عمره 27 سنة، الطب الصيني التقليدي لمدة ستة سنوات في الصين، وذلك بسبب ولعه بالطب الصيني في طفولته فضلا عن التشجيع الذي حظى به بعد تعامله مع البعثة الطبية الصينية في مدينة حضرموت اليمنية عام 2012.
والتحق السقاف بجامعة لياونينغ للطب الصيني في مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين عام 2013، وتخرج من الجامعة العام الماضي حاملاً درجة البكالوريوس في الطب الصيني التقليدي، ويعمل حاليا على التحضير لامتحان الحصول على رخصة مزاولة الطب الصيني.
ويخطط السقاف أن يواصل دراسته للماجستير في تخصص الطب الصيني، وأن يفتح عيادات متخصصة في التداوي بالطب الصيني التقليدي في بعض الدول العربية والأوروبية، متوقعا أن تحتاج الدول العربية إلى هذا النوع من طرق العلاج التي ليس لها أعراض جانبية ولذا تتسع آفاق الطب الصيني بسرعة بالغة في العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن نحو 130 ألف طالب أجنبي وافد يأتي إلى الصين لدراسة الطب الصيني التقليدي بشكل سنوي، ومن المتوقع أن يزيد حجم التبادل تزامنا مع تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" بشكل أكبر.
وأشار أول كتاب أبيض أصدرته الصين حول الطب الصيني التقليدي في الصين في أواخر عام 2016، إلى أن الطب الصيني التقليدي قد انتشر في أكثر من 180 دولة ومنطقة في العالم، وتم إنشاء عدد من مراكز الطب الصيني التقليدي ضمن إطار مبادرة "الحزام والطريق" وإقامة مئات الهيئات لتدريسه في أكثر من 30 دولة ومنطقة.
وأشارت مصلحة الدولة للطب الصيني التقليدي إلى أن الطب الصيني التقليدي قد أصبح علامة مميزة للتبادل والتعاون الدولي بالنسبة للصين.
وبتشجيع من مبادرة "الحزام والطريق"، بدأ عدد من المستشفيات المحلية في التفاعل والتعاون مع الدول الأخرى لابتعاث الأطباء إليها لتوفير العلاج المتنوع في الطب الصيني. وعلى سبيل المثال، قام المستشفى الثاني التابع لجامعة لياونينغ للطب الصيني بالتعاون مع تايلاند منذ عام 2001 حيث أرسل خبراء إلى هناك وساهم في إعداد الأكفاء المحليين المتخصصين في الطب الصيني التقليدي.
ومثالا على ذلك، البعثة الطبية الصينية التي تعامل السقاف معها في حضرموت، حيث أرسلت الصين بعثات طبية إلى أكثر من 70 دولة ومنطقة في العالم، ويشكل الأطباء المتخصصون في الطب الصيني نحو 10 بالمائة في كل بعثة، بينما أقامت الصين نقاط خاصة أو أرسلت بعثة خاصة للطب الصيني التقليدي في كل من الكويت والمغرب والجزائر وتونس وغيرها من الدول من أجل توفير العلاج بالطب الصيني التقليدي للجمهور، وفقا للكتاب الأبيض عن الطب الصيني التقليدي في الصين.
وفي نفس الوقت، يأتي عدد كبير من الزوار القادمين من روسيا والدول في آسيا الوسطى كل عام إلى مدينة سانيا الساحلية في مقاطعة هاينان بجنوبي الصين، من أجل التداوي بالطب الصيني، لما له من فاعلية في علاج بعض الأمراض العضال والمزمنة، حسبما قال تسانغ جين بنغ الطبيب في مستشفى الطب الصيني في سانيا.
وقال السقاف إن الإقبال على الطب الصيني التقليدي يرجع سببه إلى علاجه الفعال وخاصة لبعض الحالات القادمة من الدول العربية والدول الأخرى، مضيفا أنه يحاول ايجاد حلقة مشتركة بين الطب العربي والطب الصيني في علاج ألم الظهر والمفاصل وكذلك الجلطات والتشنجات.