نيويورك 28 أغسطس 2019 (شينخوا) تخاطر الحكومة الأمريكية مؤخرا بإضافة المزيد من الرسوم الجمركية على منتجات قادمة من الصين، وتعرض بذلك الكثير من شرائح المجتمع الأمريكي لخطر ما، وخاصة الأطفال.
فمع ارتفاع أسعار منتجات الأطفال القادمة من الصين، بسبب فرض الإدارة الأمريكية المزيد من الرسوم عليها، لم يعد بإمكان الآباء، وخاصة ذوي الدخل المحدود، توفير سرير جديد لأطفالهم، بحيث يكون أمينا وبنوعية جيدة، بما يعني بالنتيجة، وضع الطفل في خطر.
قال جوزيف شامي، وهو صناعي في هذا المجال يتمتع بخبرة وتجربة تمتد لعشرات السنين، إن ارتفاع أسعار منتجات الأطفال بسبب الرسوم الجمركية "من الممكن أن يقود إلى إصابات ووفيات بين الأطفال الرضع والفتيان".
وقال شامي الذي يترأس شركة بارزة في هذا المجال هي ((دلتا للأطفال))، تأسست في بروكلين من قبل أبويه عام 1968، قال في حديث مع ((شينخوا)) بمقر الشركة في مانهاتن "إن 80% تقريبا من خط إنتاجنا يأتي من الصين".
وتبيع الشركة حاليا أكثر من 50% من أسرّة وفرش الأطفال، إضافة لمنتجات أخرى، بالأسواق الأمريكية، وخاصة للعائلات من الطبقة العاملة.
وأوضح شامي أنه مع خضوع الكثير من منتجات أثاث الأطفال لتأثير الرسوم الجمركية بـ25%، يتوجب على المستهلك الأمريكي حاليا "أن يدفع أكثر لشراء سرير الطفل أو كرسي الطفل بالسيارة، ثم تأتي عربة الطفل، ومنتجات أخرى ضرورية لسلامة الطفل".
وأشار إلى أن العائلات الأمريكية تضطر على ضوء ذلك إلى الحصول على "المُستعمَل" من هذه المواد، وهي مواد "لا تلبي المعايير المطلوبة"، وربما "فيها جزء مكسور أو جانب عاطل".
وأضاف متسائلا "كيف يمكن لسرير الطفل أن يبقى على حالة جيدة إذا كان يخرج من هذا المخزن ويذهب لذاك؟ وربما تتعرض أجزاؤه للتلف مع الزمن، أو عند الخزن".
والأدهى من هذا، يضطر الكثير من الآباء إلى جعل الطفل ينام معهما، حتى يتجنبا شراء سرير غال جديد، وهو أمر قاد إلى مشاكل كثيرة خلال نوم الطفل مع والديه.
ووفقا للأكاديمية الأمريكية للطفولة، فإن مشاطرة الطفل لسرير والديه، يعرضه لمخاطر عديدة، منها اختناقه تحتهما أثناء النوم، واحتمالات خطيرة أخرى، وهناك 3700 طفل يموتون سنويا في الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالنوم.
في الأسبوع الماضي، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر عن عزمه على إجبار كافة الشركات الأمريكية لترك التعامل مع الصين. ولكن مثل هذا الأمر، سيبدو، لشركة ((دلتا للأطفال)) على الأقل، أسوأ خيار.
قال شامي إن الرسوم الجمركية والدفع باتجاه الخروج من التعامل والتعاون مع الصين، أمر غير واقعي تماما.
وأوضح قائلا "لدينا تاريخ طويل مع الصين، وأمضينا عدة عقود لبناء علاقاتنا التعاونية المتشعبة. ومثل هذه الأمور لا تحدث بين ليلة وضحاها.
وأعرب شامي عن الأمل بأن يتوقف مثل هذا النهج المؤذي للعائلات الأمريكية العادية وأطفالها، وقال "الناس الأكثر تضررا هم العائلات العادية، وولادة طفل جديد تعني أصلا إضافة المزيد من الأعباء المالية بشكل عام، ولكنها الآن باتت أكثر من ذي قبل. فهل هذا عادل لهم؟".