بكين 28 أغسطس 2019 (شينخوا) بدأ الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي زيارته الخامسة للصين منذ توليه مهام منصبه قبل ثلاث سنوات، ما يتيح فرصة جديدة للجارتين لبناء علاقات أوثق.
لقد مرت أربعة أشهر فقط على آخر مرة زار فيها دوتيرتي الصين وكان ذلك لحضور الدورة الثانية من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن زيارته التي تستمر خمسة أيام -- والتي سيجري خلالها محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ- - من المرجح أن تعزز العلاقات الثنائية الصحية بالفعل.
شهدت العلاقات بين بكين ومانيلا بعض المنعطفات التي تعود إلى عام 2016 بسبب قضية بحر الصين الجنوبي. وتحت توجيهات شي ودوتيرتي، اختار البلدان الخروج عن الخلاف المرير والعودة إلى التواصل والتعاون.
خلال السنوات الثلاث الماضية، التقى الرئيسان، ولديهما إيمان راسخ وإرادة قوية في تجسير خلافاتهما وتجنب أي تشتيت للانتباه، التقيا سبع مرات في مناسبات مختلفة لضمان بقاء العلاقات على المسار الصحيح.
خلال زيارة شي للفلبين في نوفمبر من العام الماضي، قرر الزعيمان الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى أعلى، ما أتاح فرصة كبيرة للبلدين لإطلاق العنان لإمكانات إقامة شراكات أوثق وأكثر إثمارا.
وجنبا إلى جنب التواصل رفيع المستوى والمتكرر مقارنة بأي وقت مضي، يواصل التعاون الاقتصادي بلوغ مستويات قياسية جديدة. وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري وأكبر مصدر للواردات بالنسبة للفلبين في عام 2017 وحافظت على هذا المركز منذ ذلك الحين.
وفي العام الماضي، بلغ حجم الاستثمارات الصينية في الفلبين 930 مليون دولار أمريكي، ما يجعل الصين أكبر مستثمر أجنبي في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
ومن ناحية أخرى، يسعى الشريكان بنشاط إلى تحقيق التضافر بين خططتهما التنموية -- مبادرة الحزام والطريق وبرنامج "بناء، بناء، بناء" -- لدفع التعاون البراغماتي قدما على أصعدة مختلفة من بينها البنية التحتية والطاقة والسياحة ومكافحة الإرهاب.
وبصفتها شريكا راغبا في المشاركة في مبادرة الحزام والطريق ودولة كبرى في جنوب شرق آسيا، هناك ترحيب بتعاون الفلبين مع الصين لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة. ويتقاسم البلدان، اللذان يتمتعان بمزايا جغرافية وصداقة قائمة منذ أمد بعيد، مصالح واسعة وإرادة مشتركة في السعي لتحقيق تنمية طويلة الأجل في ظل بيئة مستقرة وسلمية.
وإن التعاون الشامل والآخذ في الازدهار يبين بوضوح أن إيجاد حل يكون أمر ممكنا عندما يدير الجانبان نزاعهما الإقليمي من خلال الحوار.
وقد أثبتت الروابط بين بكين ومانيلا مرونتها رغم محاولات أطراف ثالثة دفع إسفين بينهما. فالحكمة السياسية للصين والفلبين ستضمن بقاء العلاقات على المسار الصحيح لسنوات قادمة.