تقرير إخباري: تظاهرة حاشدة في عدن جنوب اليمن دعما للمجلس الانتقالي

عدن، اليمن 15 أغسطس 2019 (شينخوا) تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين اليوم (الخميس) في مدينة عدن الساحلية دعما لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سيطر السبت الماضي على المدينة الاستراتيجية بعد معارك مع قوات موالية للحكومة اليمنية.

واحتشد المتظاهرون المؤيدون للمجلس الانتقالي الجنوبي في ساحة العروض في عدن بعد وصولهم من عدة محافظات جنوبية متجاورة.

ورفع هؤلاء أعلام الدولة الجنوبية السابقة، التي اتحدت مع شمال اليمن في عام 1990.

وكان الحشد الكبير الذي حدث بعد أيام من العنف والفوضى، هادئا وسلميا وسط انتشار مكثف للقوات الجنوبية.

وسيطرت قوات المجلس الانتقالي، والذي يطالب بإنفصال جنوب اليمن عن شماله، السبت على مدينة عدن بعد أربعة أيام من المواجهات مع القوات الحكومية.

واستولت هذه القوات بشكل كامل على القصر الرئاسي في "العاصمة المؤقتة" للبلاد وجميع القواعد العسكرية للحكومة اليمنية بعد أربعة أيام من القتال العنيف في شوارع مدينة عدن.

وعقب استيلاء قوات المجلس الانتقالي على عدن، دعت، السعودية التي تقود الحملة العسكرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، المسؤولين الجنوبيين والحكومة اليمنية إلى حضور مفاوضات في الرياض لحل النزاع عبر الحوار.

وصرح مصدر من المجلس الانتقالي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن المظاهرة الكبيرة التي أقيمت في عدن قد بعثت برسائل إلى التحالف الذي تقوده السعودية والعالم قبل أيام من الدخول في محادثات مع الحكومة اليمنية.

وقال المصدر "لقد تحمل عشرات الآلاف من المتظاهرين صعوبة النقل ووصلوا إلى عدن فقط من أجل تجديد موقفهم الثابت مع المجلس وكذلك القوات الجنوبية".

وتابع دون الكشف عن هويته، أن سكان الجنوب فوضوا علناً القادة السياسيين في المجلس الانتقالي الجنوبي بحماية أراضيهم من "المنظمات الإرهابية" والمضي قدماً في الكفاح لتحقيق تقرير المصير.

وفي السياق، قال متظاهر يدعى محمود صالح، إن غالبية سكان عدن يعتمدون بشكل أساسي على المجلس الانتقالي، الذي "حقق نجاحًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب وتأمين المقاطعات الجنوبية المجاورة الأخرى".

وتابع صالح "ليست لدينا مخاوف من المستقبل لأن هناك قيادة عظيمة لديها قدرات قوية لإعادة بناء مقاطعاتنا الجنوبية ومكافحة المنظمات الإرهابية في نفس الوقت".

وأوضح أن "قيادة المجلس لديها القدرة على بناء علاقات قوية مع دول المنطقة وحتى مع المجتمع الدولي على أساس تبادل المصالح المشتركة".

ويوم الأربعاء، حددت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية انسحاب القوات التابعة للمجلس الانتقالي كشرط مسبق لبدء الحوار برعاية السعودية.

ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية اليمنية، طالبت الحكومة بالانسحاب الكامل لقوات المجلس الانتقالي من القواعد العسكرية التي استولت عليها قبل بدء المحادثات في الرياض.

وكانت الحكومة قد رحبت بدعوة المملكة لعقد اجتماع لإنهاء عواقب "الانقلاب" في عدن.

وعقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الموجود حاليا في المملكة، اجتماعا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، يوم الأحد الماضي، بعد يوم من سيطرة المجلس الانتقالي على مدينة عدن الساحلية.

وقال بيان صادر عن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الملك سلمان أكد "أنه يقف إلى جانب اليمن ويرفض كل ما يهدد وحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي، وخاصة أعمال المجلس الانفصالي".

وحملت الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي ودولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي بالتحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية، المسؤولية الكاملة عن عواقب "الانقلاب" على السلطات الشرعية في عدن.

وتخضع مدينة عدن بالكامل تقريبا لسيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في القتال ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وبدأ القتال في عدن عندما اتهم قادة كبار في المجلس الانتقالي الجنوبي الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية "بدعم الإسلاميين وتسريب المعلومات إلى الحوثيين المدعومين من إيران".

ووفقًا لبيان منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، فقد قتل وجرح العشرات من المدنيين منذ الثامن من أغسطس في عدن.

وقال البيان "تشير التقارير الأولية إلى مقتل 40 شخصًا وإصابة 260 آخرين".

وتعتبر مدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة، حيث تقيم الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية فيها منذ عام 2015.

وتدور في الدولة العربية الفقيرة حرب أهلية مدمرة منذ أواخر عام 2014، عندما اجتاح الحوثيون جزءًا كبيرًا من البلاد واستولوا على جميع المحافظات الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء.