دمشق 5 أغسطس 2019 (شينخوا) أعلن الجيش السوري اليوم (الاثنين)، استئناف عملياته العسكرية في إدلب بعد أيام من إعلان دمشق موافقة مشروطة على وقف لإطلاق في المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد.
وقالت القيادة العامة للجيش في بيان بثته وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن استئناف العمليات يأتي بعد "رفض التنظيمات الإرهابية وقف إطلاق النار" في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وكانت دمشق أعلنت الخميس الموافقة على وقف إطلاق نار في منطقة خفض التصعيد بإدلب بشرط تطبيق اتفاق سوتشي، القاضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح، بحسب الإعلام الرسمي.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري في حينه عن مصدر عسكري قوله إن هذه الموافقة تأتي "شريطة أن يتم تطبيق اتفاق سوتشي، الذي يقضي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومتراً بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة".
لكن القائد العام لما يعرف بهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) أبو محمد الجولاني رفض انسحاب فصيله من المنطقة.
وقال الجيش السوري في بيانه ان "المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة من تركيا، رفضت الالتزام بوقف إطلاق النار، وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة".
واتهم البيان تركيا بـ"تجاهل تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي الخاصة بمنطقة إدلب، الأمر الذي أسهم في تعزيز مواقع الإرهابيين وانتشار خطر الإرهاب في الاراضي السورية".
وتابع البيان "انطلاقا من كون الموافقة على وقف إطلاق النار كانت مشروطة بتنفيذ أنقرة لأي التزام من التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي، وعدم تحقق ذلك على الرغم من جهود الجمهورية العربية السورية بهذا الخصوص، فإن الجيش والقوات المسلحة ستستأنف عملياتها القتالية ضد التنظيمات الإرهابية، بمختلف مسمياتها".
ولاحقا، أعلن مصدر عسكري سوري، تنفيذ وحدات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي "ضربات بسلاح المدفعية على مقار التنظيمات الارهابية ردا على خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار".
ووفقا للوكالة، فقد وجهات وحدات الجيش "سلسلة رمايات مدفعية مركزة طالت عدة مواقع وتحركات لارهابيي جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها والمنتشرة على محور بلدة اللطامنة وقريتي الزكاة والأربعين شمال قريتي تل ملح والجبين اللتين حررهما الجيش الأسبوع الماضي".
وشملت الضربات، بحسب (سانا)، "عمق مواقع انتشار التنظيمات الارهابية بريف إدلب الجنوبي، حيث استهدفت بسلاح المدفعية محاور تحرك الارهابيين في خان شيخون والخوين وتل الزرزور".
على صعيد متصل، قالت (سانا) إن "ارهابيين يتحصنون في محيط مدينة معرة النعمان وخان شيخون بريف إدلب اعتدوا مساء اليوم بقذائف صاروخية على منازل الأهالي في قرية الخفية غرب بلدة أبوالضهور ما تسبب بوقوع أضرار مادية".
واضافت أنه "في ريف حماة الشمالي الغربي، سقطت قذائف صاروخية مساء اليوم على منازل الأهالي في قرية بريديج مصدرها المجموعات الارهابية المتحصنة في بلدة كفر زيتا بالريف الشمالي ما أدى الى وقوع أضرار مادية".
وأشارت (سانا) الى أن وحدات الجيش ردت على الفور بضربات مركزة على مصادر إطلاق الصواريخ أسفرت عن "تدمير منصات الإطلاق وتكبيد الارهابيين خسائر بالأفراد".
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن عن "عمليات قصف جوي بوتيرة متصاعدة ضمن منطقة خفض التصعيد من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية والطائرات الروسية، بعد أن كانت قد غابت عن أجواء المنطقة لنحو 88 ساعة".
بموازاة ذلك، أعلنت دمشق وقوع "خسائر مادية وبشرية" جراء استهداف "مجموعات إرهابية" قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية غرب سوريا بعدد من القذائف الصاروخية.
ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "المجموعات الإرهابية قامت اليوم باستهداف قاعدة حميميم الجوية بمجموعة من القذائف الصاروخية".
وأضاف المصدر، أن القذائف "سقطت في محيط القاعدة وأدت الى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة"، بحسب ما نقلت الوكالة السورية.
وتعد قاعدة حميميم الجوية هي أكبر قاعدة لروسيا ضمن الأراضي السورية.
وتسيطر الفصائل المسلحة، بما فيها هيئة تحرير الشام على إدلب ومناطق بأرياف حلب الجنوبي وحماة الشمالي الغربي واللاذقية.
وهذه المناطق مشمولة باتفاق روسي تركي تم التوصل اليه في سبتمبر من العام 2018 ويهدف إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق من 15 إلى 20 كيلومترا في محافظة إدلب.