بكين 21 يوليو 2019 (شينخوا) تدخل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مرة أخرى في شؤون الصين الداخلية. وكانت ذريعتهم وهدفهم هذه المرة هو حرية الأديان في الصين.
ألقى بنس خطابا للتحريض ضد الصين خلال مؤتمر حول حرية الأديان استضافته الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع. وكانت كلمات الزعيم الأمريكي مليئة بالمغالطات والتناقضات المنطقية.
من ناحية أدعى بنس أن الاضطهاد الديني في الصين يستهدف العقيدة المسيحية، وفي نفس الوقت، أشار إلى أن عدد المسيحيين الصينيين شهد ارتفاعا كبيرا، حيث ارتفع عددهم من أقل من نصف مليون إلى 130 مليونا خلال الـ70 عاما الماضية.
على ما يبدو أن نائب الرئيس قام بعمل جيد في اختلاق بيان غير منطقى. وبالنسبة لبنس فيبدو أن تحامله يطغى على الحقيقة.
تعتبر زيادة عدد المسيحيين الصينيين، دليلا غير قابل للنقاش على التزام بكين بضمان حقوق سكانها المشروعة وحرية العبادة.
تضم الصين حوالي 200 مليون من معتنقى الاديان، من بينهم 20 مليون مسلم. وهناك أيضا أكثر من 380 ألف رجل دين في الصين، بالإضافة إلى حوالي 5500 جماعة دينية ونحو 140 ألف مكان للعبادة مسجلين للأنشطة الدينية.
ويوجد في شينجيانغ 24400 مسجد، ما يمثل مسجدا لكل 530 مسلما تقريبا. وبإجراء مقارنة، نجد أن عدد المساجد في الولايات المتحدة أقل من عشر المساجد في شينجيانغ، وفقا لإحصائيات متاحة للعامة.
ذكر كتاب أبيض نشره مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني اليوم (الأحد)، أن شينجيانغ تحترم وتحمي حرية العقائد الدينية بشكل كامل، وفقا للدستور الصيني، كما تحترم حرية المواطنين في الإيمان أو عدم الإيمان بأي دين.
وقال قنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في خطاب في شهر يونيو، إن السياسات العرقية والدينية في الصين منفتحة وشفافة والحقائق متاحة دائما ليراها الجميع.
لقد أختار السياسيون في واشنطن الكذب بشأن سجل الصين لحقوق الإنسان وحرية الأديان، بينما مازال هناك أعضاء آخرون في المجتمع الدولي مخلصين.
وفي خطاب مشترك إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أشاد سفراء 37 دولة لدى الأمم المتحدة في جنيف، "بالإنجازات البارزة التي حققتها الصين في مجال حقوق الإنسان عن طريق الإلتزام بفلسفة التنمية المرتكزة على الشعب وحماية ودعم حقوق الإنسان من خلال التنمية."
ولطالما لعبت فكرة "التنمية المرتكزة على الشعب" دورا حيويا في السياسات الدينية في الصين، حيث أصبحت الاستراتيجية الوطنية الصينية "مساعدة الاقتران" في شينجيانغ رمزية.
وكمشروع طموح لتعزيز التقدم والاستقرار الاجتماعى في شينجيانغ ومساعدة المنطقة على تحقيق الرخاء، تم استثمار حوالي 120 مليار يوان (17.5 مليار دولار أمريكي) في شينجيانغ وأرسال ما يزيد على 87500 كادر ومعلم وطبيب وممرض وفني للعمل هناك خلال العقد الماضي.
ويتبع بعض السياسيين في واشنطن معايير مزدوجة باثارة انتقادات بإن جهود الصين لملاحقة التطرف والإرهاب هي "اضطهاد للعقائد الدينية." ويقارن بعض المنتقدين في الولايات المتحدة، مراكز التعليم والتدريب المهني في شينجيانغ "بمراكز الاعتقال."
والحقيقة هي أن هذه المؤسسات تهدف لمساعدة الشباب الذين تأثروا بالإرهاب والتطرف عن طريق إعطائهم الفرصة للحصول على مهارات مهنية، لضمان قدرتهم على الإندماج في المجتمع بعد ذلك. وبفضل هذه السياسات لم تر شينجيانغ أى هجوم إرهابي خلال الثلاثة أعوام الماضية.
ربما في المرة القادمة عندما يحاول من هم مثل بنس وبومبيو مهاجمة سجلات حقوق الإنسان الخاصة بالصين، سيحتاجوا إلى النظر أولا على السجلات الخاصة بالولايات المتحدة. إن انتهاكات حقوق الإنسان التي تقشعر لها الأبدان والتي تتم وراء الجدران العالية والاسلاك الشائكة فى خليج غوانتانامو، تمثل بالفعل ما يصفه بومبيو بأنه "وصمة القرن." فلا يزال معسكر اعتقال غوانتانامو مفتوحا ويعمل حتى اليوم.