بكين 3 يوليو 2019 (شينخوا) أبدى الاقتصاد الصيني نموا مطردا مشيرا إلى تحقيق تنمية عالية الجودة في النصف الأول من عام 2019، برغم أنه واجه رياحا معاكسة.
وذكر رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ يوم الثلاثاء أثناء إلقاء كلمة في حفل افتتاح الاجتماع السنوي للأبطال الجدد 2019، المعروف أيضا بمنتدى دافوس الصيفي المنعقد في مدينة داليان. أن "الاقتصاد الصيني ظل مستقرا بالأساس ويؤدي وظائفه في نطاق معقول في النصف الأول من العام".
وأضاف أن التنمية الاقتصادية ظلت مستقرة وسليمة وحققت المؤشرات الرئيسية التوقعات.
وذكر البنك الدولي في آخر تحديث حول اقتصاد الصين أن "النمو الاقتصادي الصيني ظل حتى الآن مرنا في مواجهة الشكوك العالمية الكبيرة."
التحسين المستمر للطلب
أظهرت بيانات الجمارك أنه في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019، ارتفعت التجارة الخارجية الصينية في البضائع بنسبة 4.1 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 12.1 تريليون يوان (1.8 تريليون دولار أمريكي)، مسجلة مرونة كبيرة وهيكلا اقتصاديا أكثر توازنا.
ومن بين الإجمالي، حققت التجارة الخارجية مع الدول الواقعة على الحزام والطريق زيادة بنسبة 9 بالمئة لتمثل 28.8 بالمئة، بينما حققت التجارة الخارجية مع الاتحاد الأوروبي والآسيان وروسيا والبرازيل نموا بنسبة 11.7 بالمئة و9.4 بالمئة و10 بالمئة و11.2 بالمئة على التوالي.
وفي نفس الوقت، أصبح الاستثمارات في التصنيع بالتكنولوجيا الفائقة والتحول التكنولوجي قوة محركة مهمة لنمو الاستثمار في التصنيع.
وخلال الفترة من شهر يناير إلى شهر مايو، زاد الاستثمار في التصنيع بالتكنولوجيا الفائقة بنسبة 10.2 بالمئة على أساس سنوي، متخطيا معدل النمو في إجمالي الاستثمار في الصناعة ب 7.5 نقطة مئوية، حسبما ذكرت معلومات صادرة عن المكتب الوطني للاحصاءات.
وأظهرت الصين ديناميكية سوقها من خلال المبيعات القوية للعلامات التجارية المستوردة والمنتجات عالية الجودة في مهرجان التسوق الإلكتروني في يونيو.
وأوضحت بيانات صادرة عن عملاق التجارة الإلكترونية الصينية (جي دي) أن إجمالي أعمال البضائع المستوردة الطازجة زاد 3 مرات مقارنة بالعام الماضي في 4 يونيو، مسلطا الضوء على استمرار زيادة الاستهلاك من جانب المواطنين الحضريين والريفيين.
وذكر بي جي ياو، نائب مدير أكاديمية أبحاث الاقتصاد الكلي، أنه في الأعوام الأخيرة أصبحت الاقتصادات المجاورة مثل الآسيان وكوريا الجنوبية تعتمد بشكل متزايد على السوق الصيني، وأصبحت الصين مولدا مهما للطلب ومساهما رئيسيا في السوق العالمي.
وأوضح بي أن "إعادة التوازن الاقتصادي للصين حقق تقدما مهما بالانتقال من اقتصاد موجه للطلب الخارجي إلى اقتصاد موجه بالسوق المحلي".
تحول محرك النمو
تعزز الدور الذي يلعبه الابتكار التكنولوجي في التنمية الاقتصادية منذ بداية هذا العام، مع تحقيق تقدم قوي في إعادة هيكلة الصناعات.
وفي مايو، نمت القيمة المضافة للتصنيع بالتكنولوجيا الفائقة بنسبة 9.4 بالمئة على أساس سنوي، والذي حقق 4.4 نقطة مئوية أعلى من كلة الشركات الصناعية فوق الحجم المحدد، مع نمو متسارع للأدوات الطبية والطيران والمركبات الفضائية، حسبما ذكر المكتب الوطني للاحصاءات.
وفي الأشهر الثلاثة الاولى من العام، جذبت منطقة جيانغبي الجديدة في نانجينغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، نحو 2800 من المواهب الأجنبية للعمل هنا، وخلال هذا العام، من المتوقع أن تجتذب المنطقة أكثر من 300 شركة جديدة من شركات التكنولوجيا الفائقة.
وأصدرت الصين سلسلة من السياسات في النصف الأول من عام 2019، لتعميق الاصلاح وتخفيض الضرائب والرسوم وتعزيز قدرة الخدمات المالية لخدمة الاقتصاد الحقيقي من أجل تحسين بيئة الأعمال.
وفي الأشهر الخمسة الأولى، زادت التخفيضات الجديدة على الضرائب والرسوم بشكل ملحوظ، بما يصل إلى 893 مليار يوان، بحسب إدارة الضرائب التابعة للدولة.
وبلغ إجمالي الاستثمار الأجنبي المستخدم بالفعل في تلك الفترة 369.06 مليار يوان، مرتفعا بنسبة 6.8 بالمئة على أساس سنوي، بحسب وزارة التجارة.
وقال ماو شيوي شين الخبير الاقتصادي الرئيسي بالمعهد الوطني للاقتصاد والأبحاث الاجتماعية، وهو معهد أبحاث مستقل يعمل من لندن إنه "على الرغم من العديد من العوامل غير المواتية ومن بينها الشكوك بشأن التجارة العالمية، حافظت الصين من خلال العديد من الإجراءات على زخم النمو المطرد".
ووفقا لرئيس مجلس الدولة فإنه من خلال سوق كبير وموارد بشرية وفيرة وسلاسل اقتصادية كاملة ومحركات جديدة مزدهرة، حقق الاقتصاد ما يكفي من المرونة والإمكانات، بينما يظل اتجاهه الإيجابي على المدى الطويل دون تغيير.