دمشق 25 يونيو 2019 ( شينخوا) أدى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية خلال الأيام القليلة الماضية، وقفزه إلى عتبة الـ 600 ليرة سورية للدولار الواحد إلى ارتفاع أسعار غالبية المواد الغذائية والتموينية التي يستهلكها المواطن السوري، ما انعكس سلبا على حياته اليومية.
ولاحظ مراسل وكالة أنباء ( شينخوا) خلال جولته على بعض الأسواق الشعبية التي يرتدها المواطنون السوريون في دمشق، وجود ارتفاع في أسعار بعض السلع، مثل اللحوم والخضروات، والفاكهة، ويعود ذلك إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في الأسواق أمام الليرة السورية الذي يعد انهيارا جديدا لليرة السورية وضعفها اقتصاديا.
وتتعرض أسعار بيع وشراء العملة السورية لحالة عدم استقرار، منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، وما تبع ذلك من اضطرابات سياسية واقتصادية على كافة المستويات.
وأدى ذلك، بحسب خبراء الاقتصاد، إلى خسائر متلاحقة في سعر الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، حيث ارتفعت أسعار العملات في سوريا بصورة كبيرة جدا، حين فقدت الليرة جزءا كبيرا من قيمتها خاصة أمام العملة الأمريكية والأوروبية، مما سبب في مزيد من التدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار مختلف السلع الاستهلاكية.
ويرى خبراء الاقتصاد في سوريا أنه ومنذ بدايات العام الحالي وسعر صرف الليرة السورية يشهد انخفاضات قياسية، ومن أبرزها تجاوز سعر الدولار في سوريا بالسوق السوداء إلى 600 ليرة، مبررين الهبوط في سعر الصرف للعملة السورية إلى العقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها سوريا، كذلك زيادة حجم الطلب على العملات الأجنبية نتيجة زيادة الواردات من السلع بعد نقص الإنتاج المحلي لها، كما تساهم عمليات المضاربة بالسوق السوداء في تدهور أسعار صرف الليرة أمام العملات الأجنبية في سوريا.
واعتبر أبو تحسين موظف حكومي أن التذبذب الحاصل في سعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة السورية، أرهق المواطن السوري، مؤكدا أن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، يؤثرا سلبا على حياتنا، ويجعلنا نحجم عن شراء السلع حتى ينخفض سعرها.
وقال أبو تحسين الذي مر على سوق الخضار في أحد ضواحي العاصمة دمشق اليوم ( الثلاثاء) إن "الأسعار خيالية، ولا يمكن لأي موظف حكومي أن يشتري ما يريد"، مؤكدا بعض الخضار والفاكهة موسمها الأن ويجب أن تكون أسعارها مناسبة، متسائلا ما علاقة الدولار بالخضار ؟.
فيجيب أبو يحيا وهو تاجر جملة في أحد الأسواق بدمشق "نقوم بشراء الفاكهة والخضروات من الفلاحين والمزارعين من مختلف المحافظات السورية، وهذه الفاكهة يتم نقلها عبر شاحنات إلى دمشق، وبعضها يحتاج إلى تخزين في البرادات الكبيرة، وكل هذه العملية تحتاج إلى وقود"، مشيرا إلى أنه يتم شراء الوقود بسعر السوق السوداء، متأثرا بأسعار صرف الدولار أمام الليرة السورية، مبينا أنه عندما يرتفع سعر الصرف نقوم بزيادة أسعار بعض السلع وهكذا.
وأكد أبو يحيا أن الزيادة التي تطرأ على أسعار الفاكهة والخضروات بسبب ارتفاع سعر الوقود، مبينا أن المواطن هو الحلقة الأضعف ودائما هو المتضرر الأكبر من أي شيء.
ومن جانبها رأت أم ليال أن أسعار السلع في الأسواق تزداد بما لا يتناسب مع دخل المواطن السوري، مؤكدة أن هذه الأسعار الخيالية تكاد تحرم السوريين من تناول الطعام وهذا لا يجوز.
وقالت أم ليال لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق إن "زيارة الأسواق في هذه الأيام تصيب الجميع بالإحباط"، مبينة أن الكثير من العائلات السورية تمر بجانب بعض السلع، متجاهلة إياها، لأن أسعارها مرتفعة ولا يستطيع الكثير منهم القيام بشرائها.
وطالبت الدولة السورية بالتدخل الإيجابي لخفض سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، لكي يتمكن المواطن السوري من الاستمرار في العيش.
الكثير من العائلات السورية قامت ومنذ سنوات بالاستغناء عن بعض السلع، معتبرة إياها رفاهية وغير ضرورية للحياة، ولكن في حقيقة الأمر غيابها يشكل غصة لدى المواطنين لأنهم حرموا أولادهم منها بسبب ارتفاع سعرها، وعدم قدرتهم على شرائها .