بكين 14 يونيو 2019 / لطالما التفت العالم إلى آسيا، وأثرت آسيا على العالم. وفي الوقت الحاضر، تلقى بعض القضايا الساخنة المتعلقة بالأوضاع الأمنية في آسيا اهتماما كبيرا من المجتمع الدولي، وهي قضايا بذلت الصين جهودا حثيثة من أجل تسوية معضلاتها.
تولت الصين في الفترة من 2014 إلى 2018 رئاسة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا)، وقدمت مساهمات كبيرة في دفع التعاون بين الدول الأعضاء في السيكا، بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، وتحقيق التنمية المستدامة، ومكافحة الإرهاب، وتشجيع التبادلات الشعبية على نحو عميق. كما لعبت دورا هاما في الارتقاء بتأثير السيكا في الشؤون الإقليمية والدولية، الأمر الذي ساهم في تحقيق إنجازات عظيمة في تطور السيكا وحظي بتقدير كبير من جميع الدول الأعضاء.
وقد خطت مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين خطوة كبيرة في تعزيز التعاون الإقليمي، ومهدت الطريق لتحقيق تعاون متبادل المنفعة وزيادة الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء في السيكا. كما أن المفهوم الأمني الآسيوي المتمثل في "الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام لآسيا" لاقى اعترافا واسع النطاق من جانب المجتمع الدولي، وتقدم تعاون الدول الأعضاء في إجراءات بناء الثقة بطريقة منظمة، وأخذت شبكات الشراكة تتوسع بصورة مستمرة، وتوطدت قاعدة الرأي العام لتعاون السيكا بشكل متزايد.
وخلال رئاستها للمؤتمر، عملت الصين والدول الأعضاء بالمؤتمر معا على تحقيق هذا المفهوم، سعيا إلى وضع أفضل إطار أمني في المنطقة الآسيوية. وتعهدت الصين بالعمل، كعادتها دائما، مع جميع الدول الأعضاء على خلق مشهد جديد للأمن الآسيوي، بصفتها داعما ومناصرا وبانيا ثابتا لعملية السيكا.
وبصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، تتحمل الصين، وهي أكبر دولة في آسيا، مسؤولية كبيرة في صون وتعزيز الأمن الإقليمي في آسيا.
وإن تسوية قضايا شرق أوسطية مثل القضية السورية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والملف النووي الإيراني في أسرع وقت ممكن، ليست من مصلحة جميع الأطراف المعنية فحسب، بل تمثل أيضا تطلعا مشتركا للمجتمع الدولي بأسره. وإن الصين كانت وستظل قوة راسخة لحل المسائل المتعلقة بالسلام عن طريق المفاوضات السياسية، وتتمسك بضرورة الحوار والتفاوض بطرق مختلفة، وستواصل جهودها لتحقيق هذه الغاية.
ومن أجل تحقيق السلام والأمن في آسيا، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ أربعة مقترحات وهي: بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وتعزيز التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارات، والتمسك بالحوار والتشاور لحل النزاعات بالوسائل السلمية، واستكشاف إنشاء إطار أمني يتماشي مع الخصائص الإقليمية.
ويرى الخبراء أن الدعوة إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، تؤكد بصورة أساسية على الالتزام بسياسة "اعتبار جيراننا أصدقاء وشركاء وتسهيل تحقيق الوئام والأمن والازدهار المشترك في الجوار". وأن الدعوة إلى تعزيز التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارات تأخذ بعين الاعتبار وجود حضارات متنوعة وأديان مختلفة وتقاليد ثقافية متعددة. ولذلك، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ تحويل تنوع آسيا وأوجه التباين بين بلدانها إلى طاقة وقوة دافعة للتعاون الأمني الإقليمي.