بكين 28 مايو 2019 / يعتبر قرار الحكومة الأمريكية بوضع شركة هواوي على القائمة السوداء دليلا على سوء النية. ولكن قد يكون أيضا نقطة تحول لثاني أكبر اقتصاد في العالم، لتعزيز الابتكار المستقل وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا المستوردة.
وقد أصبحت هواوي بجانب الشركات الصينية التكنولوجية الأخرى هدفا سهلا للولايات المتحدة لاحتواء الصين، المنافس الاستراتيجي، في عيون الإدارة الأمريكية الحالية.
ومن المشين أن تتخذ الولايات المتحدة، التي كانت يوما تنفخ في الانفتاح الاقتصادي، إجراءات أحادية وحمائية وتستخدم قوة الدولة ضد شركة هواوي.
إن العداء الأمريكي قائم على أهمية وبروز عملاق التكنولوجيا الصينية. وقد برعت هواوي في تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس. ويبدو أن الولايات المتحدة بعيدة عن التعود على "وضع طبيعي جديد" هو أن أحدث التكنولوجيات لا تنبع من أمريكا ولكن من الصين.
وحتى شركات الاتصالات الأمريكية تتعاون مع هواوي، حيث تستفيد من منتجاتها وخدماتها الآمنة والموثوق بها والمنخفضة السعر.
ويؤكد الحظر الأمريكي على هواوي على عقلية أمريكية جديدة تتسم بالقلق والغيرة ونقص الثقة.
وفي الحقيقة، قد تكون الولايات المتحدة قلقة أكثر من اللازم بشأن المهارة العالية للتكنولوجيا الصينية. لقد حققت الصين تقدما مذهلا في تطوير التكنولوجيا، ولكن في الواقع ما زال أمامها طريق طويل عليها أن تقطعه قبل أن تصبح قوة تكنولوجية رئيسية.
وإن القيود الأمريكية هي تنبيه للصين لكي تنحي الوهم وتتوقف عن الاعتماد على الولايات المتحدة وتصبح معتمدة على ذاتها في توريد التكنولوجيا الأساسية. ومن الجيد سماع أنباء عن أن هواوي تطور نظامها الخاص للتشغيل.
وفي الحقيقة، إن الصين لديها العديد من المزايا لاستخدامها من أجل أن تكون سيدة مصيرها: سلسلة صناعية مكتملة وسوق استهلاكي واسع ومجمع مواهب وافر .. ومع هذه المصادر، يجب على الصين أن تعزز بجدية الابتكار الأصلي عن طريق التخلص من أي إيمان أعمى بسلطة ما يسمى بالنموذج الأجنبي، والحذر من الرضا عن النفس، والانغماس في البحوث الأساسية بينما تحول المعرفة إلى إنتاجية.
إنه من غير الواقعي أن توقف الولايات المتحدة الصعود التكنولوجي للصين من خلال المنع والإدراج على القوائم السوداء. ومن الصعب تخيل أن الولايات المتحدة قادرة على إيقاف تنمية الاقتصاد الأكثر ديناميكية في العالم.
لقد حان الوقت لكي تهتم الولايات المتحدة بشؤونها وتتنافس مع الصين بطريقة لائقة.