مقالة : رؤية شي بشأن الحضارات تبعث الأمل في مستقبل أكثر إشراقا للبشرية

بكين 16 مايو 2019 /جذب الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال افتتاح مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية يوم الأربعاء اهتمام العديد، حيث تبعث رؤيته الأمل في مستقبل أكثر إشراقا لآسيا والبشرية.

وقال شي في التجمع الضخم إن "التحديات العالمية المتزايدة التي تواجهها البشرية الآن تتطلب جهودا ملموسة من جميع دول العالم"، حيث ألقى الضوء على دور الثقافة والحضارة في مواجهة التحديات المشتركة.

وقال لويجي جامبارديلا، رئيس جمعية الصين-الاتحاد الأوروبي، جمعية أعمال رقمية دولية مقرها في بروكسل، "التاريخ يقول إن سعي شعب ما أو ثقافة ما نحو الاستعلاء يتسبب في حدوث مآسٍ للبشرية. يتعين على الجميع الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية بهدف مواجهة التحديات المشتركة."

الحوار المتساوي يدعم التعلم المتبادل

وأشيد بالمؤتمر على نطاق واسع، داخليا وخارجيا، منصة جديدة للحضارة في آسيا وما وراءها للمشاركة في حوار وتبادلات على قدم المساواة وتسهيل التعلم المشترك.

وقدم الرئيس الصيني، خلال الخطاب، اقتراحا من أربع نقاط لدعم "الأساس الثقافي" لمجتمع مصير مشترك لآسيا والبشرية: التعامل مع بعضنا البعض باحترام وعلى قدم المساواة، وتقدير جمال جميع الحضارات، والالتزام بالانفتاح والشمول والتعلم المتبادل، ومواكبة العصر.

وقال بيتر فرانكوبان، أستاذ في جامعة أوكسفورد، "من المهم أن نعيش في عالم نعمل فيه على كيفية الاستماع إلى آراء بعضنا البعض والتعاون معا بشكل أوثق."

وأضاف "ما نسمعه في هذا المؤتمر مرارا هو الحاجة إلى الاحترام المتبادل."

وقال ساتيندرا كومار اوبادهياي، باحث هندي في معهد سومايا للدراسات والبحوث الإدارية، إن "وجود حوار بين الحضارات مبادرة جيدة جدا في الوقت الذي تحدث فيه الكثير من التغيرات (فيما يتعلق) بالتنوع الديني والاقتصادي."

وقال شي إنه من الحماقة الاعتقاد بأن عرقا ما أو حضارة ما أعلى من غيرهما. إنه لأمر مفجع أن نعمل بشكل متعمد على إعادة تشكيل الحضارات الأخرى أو حتى استبدالها."

وقال فابيو ماسيمو بارينتي، أستاذ الدراسات الدولية في معهد لورينزو دي ميديشي في فلورنسا بإيطاليا، "زيادة الانفتاح المتبادل والعمل على التبادلات الشعبية والتعلم المتبادل" يساعدون في تعزيز التبادلات الثقافية بين الحضارات."

وأضاف أن هذا النهج "يمكنه العمل فقط إذا رفضنا جميعا سلوك الاستعلاء على الآخر."

الحضارات لا يجب أن تتصارع

يأتي انعقاد المؤتمر في وقت لجأت فيه دول معينة إلى حجة "صراع الحضارات" في ظل تصاعد الحمائية والأحادية.

وقال شي إن الحضارات المتنوعة لن تتصارع طالما كانت الشعوب قادرة على تقدير جمال جميع الحضارات، الأمر الذي أصبح موضوعا ساخنا بعد الخطاب.

وقال بونديت ليمشون، أمين عام حوار التعاون الآسيوي، إنه هناك حاجة للمزيد من التسامح. وهذا سيساعدنا على فتح عقولنا والتعلم من بعضنا البعض.

تقول الصين لا لما يسمى "صراع الحضارات" وترى جمال كل حضارة. وقال شي إن عددا كبيرا من الأعمال الثقافية البارزة من دول أخرى جاءت إلى الصين وجرى تقديم الكثير من الأعمال الثقافية الصينية إلى دول أخرى.

وقال أولي دورينج، خبير ألماني في معهد برلين للصحة العالمية، "صراعات الحضارات ستحدث فقط إذا توقعت الشعوب حدوثها. إنها نبوءة ذاتية التحقق. لا أعتقد حتى أنها تسمى نظيرة، إنها مجرد تكهن خاطئ.

الصين تفعل ما تقول

وصف العديد الصين بأنها دولة أفعال لا أقوال، قائلين إن الصين تتعاون مع دول أخرى لتحويل اقتراحاتها بشأن حوار الحضارات وتطلع الشعوب نحو حياة أفضل، إلى حقيقة، مع تكرار ذكر مبادرة الحزام والطريق ومجتمع مصير مشترك لآسيا والبشرية اللذين اقترحتهما الصين.

وقال بوسينجخام فونجدارا، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في لاوس، إن الثقافة "تعمل أداة مهمة لتدعيم الارتباطية الشعبية بين الدول والإسهام بقوة من أجل تفاهم أفضل وتدعيم علاقات أوثق بين شعوب العالم."

وأضاف "ألقي الضوء على هذا في جوانب مختلفة من سياسات مبادرة الحزام والطريق."

واتفق ام اس صديقي، اقتصادي بنجلاديشي، مع وجهة النظر، قائلا إن الارتباطية "ستعزز التواصل العالمي وسيحصل العالم على المزيد من مرافق التواصل لتبادل المعلومات ومشاركة الثقافة لإثراء المجتمعين الآسيوي والعالمي.

وقال ديفيد جوست، خبير فرنسي في الشؤون الدولية والصين، إن الصين، حضارة منفتحة تتمتع بتاريخ طويل جدا، تعمل "حافزا للاستقرار والتنمية النوعية" في القرن الـ21.

وأضاف الخبير أن اقتراح شي بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية "مصدر إلهام لنا جميعا."