روما 16 مايو 2019 /من شأن التصعيد الأمريكي للاحتكاكات التجارية مع الصين أن يضر بإيطاليا ودول أوروبية أخرى، لكنه لن يوقف التنمية الاقتصادية للدولة الآسيوية، حسبما ذكر خبراء هنا.
في أحدث تصعيد للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، زادت واشنطن التعريفات الجمركية الإضافية، على ما قيمته 200 مليار دولار أمريكي من الواردات الصينية، من 10 في المائة إلى 25 في المائة في وقت سابق من هذا الشهر، وهددت برفع التعريفات على المزيد من الواردات الصينية.
ردا على ذلك، أعلنت الصين أنها سترفع تعريفات إضافية على مجموعة من الواردات الأمريكية اعتبارا من الأول من يونيو و"سوف تقاتل حتى النهاية". وحثت أيضا الولايات المتحدة على العودة إلى المسار الصحيح في أقرب وقت ممكن والالتقاء بالصين في منتصف الطريق للتوصل إلى اتفاق يحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك على أساس الاحترام المتبادل.
وقال ماتيو جوليانو كارولي، العميد المشارك في كلية إدارة الأعمال بجامعة لوييس، التي تتخذ من روما مقرا لها، إنه إذا استمر الخلاف على هذا المسار، فإن الاحتكاكات التجارية قد "يكون لها تأثير كبير في إيطاليا أو أي مكان آخر في الاتحاد الأوروبي".
واتفق كارولي وغيره من الخبراء على أن أي خلل كبير في الاقتصاد العالمي من شأنه أن يؤثر على الطلب على السلع المصنوعة في إيطاليا ويزيد من تكلفة المواد والمنتجات التي تساعد على تغذية الاقتصاد الإيطالي.
وقالت أليسيا أميغيني، الرئيسة المشاركة لبرنامج آسيا في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، وهو مركز أبحاث، إن "فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على البضائع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة تعتبر هائلة. إنها لا تتناسب مع أي شيء آخر".
فيما يتعلق بالاقتصاد الصيني، قال الخبراء الإيطاليون إنهم متفائلون بشأن نموه على الرغم من ضغوط التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وبعض العوامل الأخرى.
وقال كارولي "لا أتوقع حدوث تباطؤ آخر للاقتصاد الصيني"، مشيرا إلى أن الصين تمر بمرحلة انتقالية من "مصنع عالمي" إلى تنمية يقودها الابتكار وذات جودة عالية.
وأفاد ألبرتو فورتشيلي، الشريك المؤسس لشركة الأسهم الخاصة الصينية-الأوروبية "ماندرين كابيتال"، بأن جوهر الاقتصاد الصيني "ما يزال قويا" و "ملتزم بأي حال بزيادة إنتاجية قوية في السنوات المقبلة، وذلك بفضل الاستثمار القوي في مجال الابتكار".
وأضاف أن "العامل الإيجابي هو أن الصين تتغلب بنجاح على ما يسمى بفخ الدخل المتوسط".