تقرير إخباري: وباء الكوليرا القاتل يفتك بحياة المهاجرين الأفارقة باليمن.. وسط تردي الأوضاع الصحية

عدن، اليمن 4 مايو 2019 / قال مسؤولون ينتمون إلى السلطات الصحية في اليمن إن تفشي وباء الكوليرا أدى إلى مقتل 21 مهاجرا أفريقيا، وإصابة أكثر من 450 آخرين في محافظة لحج الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية للبلاد.

وتم الإبلاغ عن الوباء القاتل لأول مرة في أحد مراكز احتجاز المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين احتجزتهم سلطات الأمن اليمنية وبدأ ينتشر بسرعة إلى مراكز مكتظة أخرى في المحافظات الجنوبية بالبلاد، وخاصة في مقاطعة لحج.

وبدأت السلطات الأمنية اليمنية حملة اعتقال كبيرة منذ عدة أسابيع حيث نجحت في جمع حوالي 4700 مهاجر غير شرعي في استاد رياضي في مدينة عدن الساحلية الجنوبية.

ووفقا لمسؤولي الحكومة المحلية في لحج، يتم تسجيل المزيد من مرضى الكوليرا بين المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين بمعدل 10 كل يوم وسط تردي الخدمات الصحية ونقص الأدوية في البلاد التي تعاني من نزاع عسكري مستمر منذ سنوات.

وقال عوض بن عوض الصلاحي نائب حاكم مقاطعة لحج ورئيس المجلس المحلي بالمدينة خلال مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن تدخل المنظمات الإنسانية الدولية من أجل مواجهة الأزمة الصحية الأخيرة مازال غائبا حتى اللحظة.

وأضاف الصلاحي "الوضع الحالي للمهاجرين المصابين بالكوليرا مأساوي للغاية وندعو جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وإرسال مساعدة طبية على الفور".

وأشار إلى أن قسم الصحة في لحج يواصل تقديم الدعم وعلاج المرضى، لكن الوضع تفاقم بشكل كبير ويحتاج إلى مساعدات فورية لإنشاء مركز طبي جديد مجهز تجهيزا بشكل جيد.

وقال أحد المهاجرين الاثيوبيين واسمه أحمد عطوف لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد سافرنا من بلدنا في حالة صحية جيدة لكننا قضينا حوالي 10 أيام نتناول مياه غير نظيفة وغذاء ملوث مما تسبب في انتشار هذا المرض بيننا".

وناشد على سهل مهاجر أفريقي غير شرعي جميع الوكالات الإنسانية الدولية لمساعدتهم في العودة إلى بلادهم بعد معاناتهم جراء الظروف المعيشية القاسية والأمراض التي أدت إلى مقتل أصدقائه في اليمن.

واشتكى أيمن راوح، رئيس قسم في مستشفى أبن خلدون العام في محافظة لحج، أن الفرق الصحية بالمدينة تواجه مشكلة كبيرة في استيعاب العدد الكبير من المهاجرين المصابين بعدوى الكوليرا.

وقال راوح "قسم معالجة أمراض الإسهالات في مستشفى ابن خلدون العام بالكاد يستوعب 30 حالة في الأيام العادية لكنه الآن مكتظ ويستقبل حوالي 450 حالة من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المصابين بالكوليرا".

وأضاف "بعض المرضى يفقدون السوائل بسرعة بسبب القيء والإسهال المائي الذي أودى بحياة 21 منهم خلال الأيام السابقة".

وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 36,000 مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019.

ويستخدم المئات من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يبحثون عن حياة أفضل، اليمن كنقطة عبور إلى وجهتهم النهائية، المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى.