دمشق 26 إبريل 2019 / أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم ( الجمعة ) أن اجتماع استانا بنسخته الـ12 الذي اختتم أعماله اليوم لم يحقق أي تقدم ملحوظ على مسار تشكيل اللجنة الدستورية ، لافتين في الوقت ذاته إلى أن البيان الختامي حقق تقدما على نطاق استخدام المفردات والتعابير ، وخاصة فيما يخص الوضع في إدلب .
وأشار الخبراء والمحللون السياسيون أن العمل العسكري فيما يخص إدلب لا يزال مطروحا ، ولكن ما يجري على الأرض من تطورات يحدد وقت تلك العملية العسكرية الوشيكة .
وأكدت الدول الضامنة لمحادثات أستانا ، روسيا وتركيا وإيران اليوم عزمها على الالتزام بتنفيذ اتفاق إدلب كاملا ومواصلة المشاورات بشأن شمال شرق سوريا كما وجهت دعوة للبنان والعراق للانضمام إلى عملية استانا بصفة مراقب.
وجدد البيان الختامي عزم الدول الضامنة على الالتزام بتنفيذ اتفاق استقرار إدلب كاملا، بما في ذلك تسيير الدوريات المنسقة والعمل النشط لمركز التنسيق الثلاثي، كما أكدت مواصلة التعاون من أجل دحر "داعش" و"النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية بشكل كامل.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري أسامة دنورة لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق اليوم إنه "لم يكن هناك أي تطور واضح فيما يتعلق بموضوع اللجنة الدستورية "، مؤكدا أن اللجنة الدستورية هي حق سيادي سوري وكل قرارات مجلس الأمن الدولي تتحدث عن عملية سياسية بقيادة وملكية سورية .
وأشار إلى أن التدخلات الخارجية فيما يخص موضوع تعديل الدستور تعيق وتؤخر مسار العملية السياسية .
وقال دنورة " لذلك وبكل تأكيد التأخير في هذا الموضوع ناجم بشكل متكرر عن محاولات التدخل في موضوع اللجنة الدستورية من قبل أطراف خارجية وأيضا يربط أيضا بالموقف على الأرض، فهناك من يحاول صرف الظاهرة الإرهابية عبر صرفها بشكل تغيرات أو تنازلات سياسية يسعى إليها عبر اللجنة الدستورية وهو موضوع سيادي سوري لا يمكن التنازل فيه ".
وإلى ذلك قال رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات استانا الكسندر لافرينتيف اليوم إن المشاركين في مفاوضات أستانا لم يتفقوا على قوائم اللجنة الدستورية السورية.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون الذي شارك في المحادثات أعرب عن أمله باستمرار التقدم في تشكيل اللجنة الدستورية السورية وعقد لقاء مع الأطراف السورية بصيغة جنيف قريبا.
ولم تسفر حتى الآن الجهود الدولية والأمم المتحدة في إنهاء ملف تشكيل اللجنة الدستورية السورية، بسبب خلافات، لا سيما حول القائمة الثالثة للجنة، والتي يفترض أن تضم ممثلين عن "المجتمع المدني".
وأكد دنوره أن خيار العملية العسكرية في إدلب ما زال مطروحا على الطاولة، وقد يكون أقرب مما يتوقع البعض ، وقد يكون موضع تريث حسب التقدير الروسي والدول الضامنة لعملية استانا والطرف السوري لجدية النوايا التركية ومصداقية الأعمال التركية وتطبيق ما يتوجب عليها من مستحقات.
وأشار دنوره في الوقت ذاته إلى أن البيان الختامي لهذه الجولة حقق تقدما على نطاق استخدام المفردات والتعابير والمصطلحات في البيان الختامي ، وخاصة فيما يتعلق بالوضع في إدلب.
وربط المحلل السياسي السوري الهجوم الذي شنه مقاتلو جبهة النصرة على قاعدة حميميم الروسية ، بالتزامن مع انعقاد الاجتماع ، بأنها ترجمة فعلية لرفض جبهة النصرة لمسار استانا.
وقال رئيس وفد الحكومة السورية الى محادثات استانا بشار الجعفري اليوم إن "تركيا لم تلتزم بتعهداتها بتنفيذ اتفاق سوتشي بشان إدلب"، مشيرا إلى أن "سوريا لن تسمح بالعمل على تقسيمها".
وبدوره أكد المحلل السياسي السوري ماهر إحسان بأن النسخة الـ 12 لاجتماعات استانا تركز بشكل رئيسي على إدلب تحت مسمى مكافحة الإرهاب.
وقال احسان لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق إن " ما يجري على الأرض السورية بات مرتبطا بالقوى الإقليمية الموجودة والمساهمة على الأرض السورية وهي أمريكا وتركيا وروسيا وإيران " .
وأشار إلى أن هذه الجولة هي تكميل للجولة المقبلة التي سوف تعقد بعد فترة قصيرة في يوليو المقبل .
واستبعد المحلل السياسي السوري أن يكون هناك أي عمل عسكري خلال هذين الشهرين .
وكانت الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران قد جددت في البيان الختامي لاستانا 12 على الالتزام بتنفيذ اتفاق استقرار إدلب كاملا، بما في ذلك تسيير الدوريات المنسقة والعمل النشط لمركز التنسيق الثلاثي.