سوهاج، مصر 7 أبريل 2019 /يحوي متحف سوهاج القومي أربعة آلاف قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر القديم وتبرز الهوية المصرية عبر التغييرات التاريخية والثقافية والحضارية في البلاد، حسب مدير عام المتحف أحمد عز.
وتم تصميم متحف سوهاج القومي بمحافظة سوهاج الواقعة على بعد حوالي (390 كم جنوب العاصمة القاهرة)، على شكل معبد مصري قديم، وتبلغ مساحته حوالي 6500 متر مسطح.
ويقام متحف سوهاج القومي المكون من طابقين في موقع فريد، إذ يقع على الجانب الشرقي لنهر النيل، وهو مزود بمرسى للمراكب واليخوت، وتحيط به مناظر طبيعية رائعة مليئة بالقنوات المائية ونوافير المياه.
ويتصدر واجهة متحف سوهاج القومي خمسة تماثيل ضخمة للإلهة سخمت، حيث تقف شامخة في استقبال الزوار.
وقال عز في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الهدف من إنشاء هذا المتحف ليس فقط لعكس التاريخ الفريد للمحافظة على مختلف العصور ابتداء من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، بل أيضا إبراز الهوية المصرية من خلال التغييرات التي حدثت في جنوب مصر".
وأوضح أن المتحف يعرض ستة جوانب مؤثرة في الحياة المصرية في عصور مختلفة، مع التركيز على الحياة الملكية والأسرة والطهي والإيمان والدين والعمال والصناعة والمنسوجات والحرف اليدوية.
وافتتح المتحف في أغسطس من العام 2018، ويحتوي على حوالي أربعة الاف قطعة أثرية، تم اكتشاف معظمها في مواقع أثرية مختلفة بسوهاج أو بالقرب منها.
وأوضح عز أنه "لم يعد مفهوم المتحف يعتمد على الطريقة التقليدية المتمثلة في وضع القطع الأثرية بجانب بعضها البعض، دون قصة موضوعية لتوضيح الحضارة المصرية القديمة".
ونوه إلى أن تصميم متحف سوهاج يوفر معلومات واضحة عن تاريخ سوهاج وأبيدوس وأخميم، وكذلك الدور الذي لعبه الحكام المحليون في بناء الحضارة المصرية.
وتعد سوهاج المدينة التي عاش فيها ملوك الأسر الأولى للحضارة المصرية القديمة، الأمر الذي يوضح سبب اختيار الملكية كموضوع رئيسي في المتحف الجديد.
وقال عز إن العنصر الأبرز بالمتحف يتمثل في تمثال ضخم للفرعون رمسيس الثاني نظرا لكونه كان أحد أكثر الحكام نفوذا في التاريخ المصري وكان له معبد في أبيدوس.
ويضم المتحف ست قاعات للعرض، تضم الأولى مجموعة من اللوحات الفنية والنقوش لسيتي الأول، الذي كان له معبد غاية في الجمال والروعة في أبيدوس، إلى جانب رؤساء ملوك آخرين وتماثيل لكبار المسؤولين، الذين لعبوا دورا مهما في المملكة الحديثة يعود تاريخه من القرن الحادي عشر قبل الميلاد إلى القرن السادس قبل الميلاد، بحسب عز.
ويعرض المتحف للحياة الأسرية والروابط في جنوب مصر خاصة طقوس الدفن وتقاليد الزواج.
فيما يخصص قاعة لعرض فنون الطهي والمطبخ الفرعوني.
ونوه إلى أن الطابق السفلي من المتحف مخصص للجانب الديني عند المصريين القدماء، خاصة ما يتعلق بموضوع الحج، مشيرا إلى أن المصريين القدماء اعتادوا الذهاب إلى أبيدوس لأداء الحج، حيث معبد للإله أوزوريس بناه سيتي الأول.
واعتبر أن من أكثر الأشياء تميزا في المتحف تمثال لزعيم جيش الأسرة السادسة "ويني"، أول قائد عسكري معروف في الجيش المصري القديم.
ويضم متحف سوهاج قاعة سمعية وبصرية لتزويد الزائرين بالمعلومات اللازمة، بالإضافة إلى مكتبة وقاعة محاضرات.
وقال عز "إنه يمكن لمدرسي التاريخ في المدارس تقديم دروسهم في المتحف لإضفاء مزيد من الجاذبية على الدروس، وتسهيل استيعاب الطلبة لدروس التاريخ وعبره".
وأضاف أن المتحف يعمل في الوقت الحالي على انتاج فيلم وثائقي للطلاب لشرح التاريخ المصري في عصور مختلفة وحياة الملكات والملوك بطريقة بسيطة لزيادة وعي الأجيال الشابة بأهمية التاريخ.
وأردف عز قائلا "إن مدينة سوهاج تشتهر بمواقعها الأثرية المتميزة والغنية منذ العصور المصرية القديمة مرورا بالحقبة البطلمية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية".
واستطرد قائلا "وعلى الرغم من الثراء والتنوع التاريخي اللافت، وغنى سوهاج الكبير بالآثار عبر الحقب التاريخية المختلفة، إلا أنه نادرا ما يزور السياح هذه المدينة".