واشنطن 17 مارس 2019 / ستواصل الولايات المتحدة والصين التنافس والتعاون مع بعضهما البعض، ولكن لا يمكنهما الانفصال بالنظر إلى الاعتماد المتبادل بين الجانبين، وفقا لما قال خبير أمريكي شهير في السياسات الخارجية.
وقال روبرت كاجان، زميل بارز في مؤسسة (بروكينجز)، مركز بحوث في واشنطن، خلال مقابلة حديثة مع وكالة أنباء (شينخوا) "لا أعتقد أنه يمكن تجنب المنافسة. أعتقد أنها حتمية."
وأشار كاجان، وهو أيضا مؤرخ كبير، إلى أن الدولتين تشهدان علاقة تنافسية منذ فترة، جغرافيا واقتصاديا على حد سواء، "والآن أصبحت أكثر وضوحا إلى حدا ما."
وأضاف "لكنه ليس بالأمر المخيف."
وقال الخبير، الذي وضعته مجلة السياسات الخارجية في قائمة تضم "أشهر 100 مفكر في العالم" أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين، إن ما يجب على الجانبين التركيز عليه هو كيفية إدارة المنافسة بطريقة مناسبة.
وأضاف "المنافسة أمر طبيعي. المسألة تتعلق بالشكل الذي تتخذه المنافسة وما إذا كانت هذه المنافسة تخرج عن السيطرة وتؤدي إلى حدوث نزاع."
وأشار كاجان إلى الاعتماد المتبادل على أنه سمة رئيسية في العلاقات الأمريكية-الصينية، رافضا فكرة "انفصال" واشنطن وبكين عن بعضهما البعض، وهي فكرة كسبت بعض الدعاية خلال الأشهر الماضية.
وقال الخبير "لا أتوقع انفصالهما اقتصاديا"، موضحا أن الصين تعتمد على السوق الأمريكية والأمريكيين "أقل اعتمادا ولكنهم رغم ذلك يعتمدون بشكل كبير" على الصين -- ليس فقط على سوقها ولكن أيضا استعدادها لشراء سندات خزانة أمريكية وأشياء أخرى.
وأكد الخبير "سيظل هناك دائما درجة من الاعتماد المتبادل."
وقال إنه بالنظر إلى ذلك، فان العلاقات المتداخلة التي تتسم بالتنافس والتعاون ستظل الموضوع الرئيسي في التفاعلات المستقبلية بين الولايات المتحدة والصين.
وعلى صعيد سياسة واشنطن تجاه الصين، قال كاجان إنه يتعين على الولايات المتحدة دعم نجاح الصين في الاقتصاد والتكنولوجيا، حيث توجد بالفعل "مساحة للجانبين".
وأوضح "السياسة الأمريكية الصحيحة تجاه الصين يتعين أن تكون تشجيعها على النجاح اقتصاديا والأمل في أن تنجح الصين اقتصاديا وأن يتحسن مستوى معيشة الشعب الصيني.
وأضاف أن الصين ستكون قوة اقتصادية في منطقتها بدعم أمريكا أو بدونه.