طرابلس 5 مارس 2019 / أكد فائز السراج ، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا مساء اليوم (الثلاثاء) ، على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام الجاري .
وقام السراج في الاجتماع مع عمداء 40 بلدية الذي عقد بالعاصمة طرابلس، بالكشف عن التفاصيل الكاملة لاجتماع أبوظبي الذي جمعه بالمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني.
ونقلت قناة ليبيا الرسمية (التلفزيون الحكومي) تفاصيل الاجتماع ، وقال السراج مخاطبا عمداء البلديات " اجتمعنا مع حفتر في إطار اللقاءات مع جميع الأطراف على الساحة الليبية حقنا للدماء ، والوصول إلى صيغة تجنب بلادنا الصراع والتصعيد العسكري ، ونرى أنه كان لقاء يمكن البناء عليه ، واتفقنا على عدم إطالة الفترة الانتقالية وضرورة توحيد مؤسسات الدولة، وإنجاز انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية هذا العام وتوفير المناخ الملائم لإجرائها".
وبخصوص معارضة البعض عن لقائه بالمشير حفتر ، علق متسائلاً " ما هو البديل ؟ (...)، السلام خيارنا والبديل يأخذنا إلى صراع مسلح ، والمزيد من إراقة الدماء وتدمير المنشآت والممتلكات ، ولن يكون هناك رابحا في هكذا صراع ، بل هناك خاسر واحد هو الوطن ".
كما كشف فائز السراج ، عن المبادئ والثوابت التي أكدها في اجتماع أبوظبي ، أهمها مدنية الدولة والفصل بين السلطات ، والتداول السلمي للسلطة ، مشددا على عدم وجود حل عسكري أو مكان لعسكرة الدولة ، وضرورة وقف خطاب التأجيج والتحريض على العنف والكراهية وبث الفتن .
وشدد على أن " جميع الليبيين شركاء في هذا الوطن" ، والحل ليس حكرا على أي مجموعة أو فئة ، ولن يكون من خلال لقاءات ثنائية مغلقة ، والتوافق هو أساس العملية السياسية ، داعيا الجميع للمشاركة في صياغة الحل ، وانه ليس لأحد الحق في إصدار صكوك الوطنية ، وفقا لتعبيره .
واتفق رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في العاصمة الإماراتية أبوظبي نهاية فبراير الماضي ، على "ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية" عبر إجراء انتخابات عامة في البلاد.
ورحب أنطونيو غوتريش ، الأمين العام للأمم المتحدة ، بالاجتماع الذي جمع بين فائز السراج والمشير خليفة حفتر ، مؤكدا تقديم "الدعم الدولي اللازم" لإنجاح مخرجات الاجتماع .
واللقاء هو الثاني بين السراج وحفتر في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اجتماعهما في الأول من مايو 2017 بأبوظبي، حيث اتفقا حينها على "وضع استراتيجية متكاملة لتطوير وبناء الجيش الليبي الموحد"، و"انضواء المؤسسة العسكرية تحت السلطة المدنية".
وبعد شهرين من اجتماع أبوظبي، التقى السراج وحفتر في باريس في يوليو 2017 بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيث تم الاتفاق على وقف اطلاق النار في كامل ليبيا وتنظيم انتخابات.
وفي نوفمبر الماضي، التقى السراج وحفتر خلال مؤتمر دولي حول ليبيا عقد في مدينة باليرمو الايطالية.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة الوفاق المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية يدعمها مجلس النواب والجيش الليبي في شرق البلاد، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.