بغداد 14 فبراير 2019 /ببالونات وورود حمراء تزينت العاصمة العراقية بغداد ومدن أخرى للاحتفال بعيد الحب في بلد مزقته الحرب وفرقت بين الأحبة لأعوام.
وطغى اللون الأحمر "لون الحب لا الدم"، بحسب عراقيين، على محال وأكشاك الهدايا في مختلف مناطق بغداد، وسط آمال بأن يعم السلام أرض العراق.
ففي حي المنصور الراقي غربي بغداد، وقف العراقي عبدالقادر أحمد، أمام محل افتتحه قبل أعوام لبيع الورود والهدايا في انتظار زبائنه.
وقال أحمد، وهو مهندس زراعي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الناس في إقبال متزايد على شراء الهدايا والورود للاحتفال مع أحبتهم بعيد الحب، خصوصا مع التحسن الأمني الكبير" في العاصمة.
وأعلن العراق تحرير أراضيه بالكامل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ديسمبر من العام 2017.
لكن خلايا نائمة للتنظيم المتطرف مازالت تنشط في مناطق عدة بمختلف محافظات البلاد.
وأشار أحمد "أن الجميع اليوم يردد أمنية واحدة بأن يدوم السلام على أرض العراق".
ويستعد الشاب فائز سلام، مع جمع من أصدقائه لحضور حفل موسيقي في أحد النوادي ببغداد بمناسبة عيد الحب، حسب ما قال.
وتابع سلام "من حقنا كشباب أن نفرح ونحتفل بعيد الحب، لقد سئمنا الحزن ونريد أن نعيش لحظات الفرح مثل أقراننا في بلدان العالم".
وعلى طريقتها الخاصة، تحتفل الفتاة العراقية فاطمة ذات العشرين ربيعا وحدها بعيد الحب لتتذكر حبيبها، الذي قضى العام الماضي في انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية قرب مدينة الموصل شمال بغداد.
واشترت فاطمة، من أحد المحال في شارع 14 رمضان التجاري غرب بغداد، زهرة وشموع حمراء، اخر ما كانت تحمله في حديقة الكورنيش بمنطقة الأعظمية شمالي بغداد حينما سمعت عبر الهاتف عن مقتل حبيبها.
وتتذكر فاطمة، التي كانت تتشح باللون الأسود، أنها لم تتمالك نفسها وسقطت مغشيا عليها قبل أن تصحو في المستشفى، مشيرة إلى أنها "قررت أن تواصل الاحتفال وحدها في نفس المكان وبذات الطقوس".
وتأمل الفتاة العراقية أن"ينتشر الحب والسلام في أرض العراق، وأن تغادره أصوات الرصاص".
ولم تكن بغداد المدينة العراقية الوحيدة، تزينت باللون الأحمر في عيد الحب.
ففي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي العراق، وقف العراقي أكرم محمد، بالقرب من محل لبيع الهدايا لشراء هدية.
وقال محمد الذي نزح من بلدة العظيم إلى مدينة بعقوبة قبل ثلاث سنوات بسبب تردي الأوضاع الامنية والمعيشية "اشتريت للتو هدية متواضعة لخطيبتي بمناسبة عيد الحب".
وتابع الرجل الذي يعمل بإصلاح السيارات أنها "مناسبة تعطينا دفعة أمل بالحياة رغم الصعوبات".
وتقع بلدة العظيم على بعد (60 كم) شمال شرق بعقوبة.
ويؤكد محمد "أن حياة النزوح والصعوبات الاقتصادية لم تقتل الحب بداخلنا"، معتبرا أن "الاحتفال بعيد الحب في مثل هذه الظروف تأكيد على أن صوت المحبة والإنسانية يعلو على صوت العنف".
ويعد استمرار الشعور بأهمية عيد الحب رغم التحديات "أمر جيد"، بالنسبة للعراقي هيثم العزاوي.
يقول العزاوي، وهو يقف بمحله في سوق صغير بمنطقة المقدادية الواقعة على بعد (40 كم) شمال شرق بعقوبة، "إن الإقبال محدود على هدايا عيد الحب، لكن هناك من لايزال يشعر بأهمية العيد، وهذا أمر جيد".
وأوضح "من وجهة نظري، شيء جيد أن أرى عامل بناء يدفع نصف أجره اليومي لشراء هدية لزوجته، هؤلاء هم الأمل".
وفي مسعى لإشاعة جو من الفرح والبهجة، نظم مجموعة من الشباب احتفالية صغيرة في النادي الثقافي والاجتماعي بمنطقة جلولاء في ديالى بمناسبة عيد الحب.
وقال باسم مرزة أحد المشاركين في الاحتفالية، إنها تهدف أيضا ل"إعطاء رسالة بأن مدن ديالى ورغم ما تمر به من صعوبات أمنية واقتصادية مازالت متمسكة بأن الحب هو عنوان الحياة".
واعتبر مرزة أن "الاحتفال بعيد الحب هو رسالة تحد لأصوات الانفجارات وأعمال العنف"، متمنيا أن "يعم السلام والهدوء ربوع العراق".