دمشق 3 فبراير 2019 / تمكنت وحدات من الجيش السوري اليوم (الأحد) من خلال ضربات مركزة من تدمير تجمعات ومستودع ذخيرة لمجموعات إرهابية تابعة لتنظيم (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة، حاولت التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية في محيط عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، بالتزامن مع خرق الاتفاق الروسي التركي بخصوص إدلب، بحسب الإعلام الرسمي السوري والمرصد السوري.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأنه بناء على معلومات دقيقة عن قيام تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بتخزين أسلحة وعتاد حربي في قرية سفوهن بمحيط جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي نفذت وحدات من الجيش ضربات مدفعية على مواقع ومقرات قيادة للتنظيم الإرهابي.
وأشارت (سانا) إلى أن الضربات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من مسلحي تنظيم (جبهة النصرة)، وتدمير مستودع للأسلحة وأوكار ومقرات قيادة كان إرهابيو تنظيم جبهة النصرة يستخدمونها في التخطيط لعملياته الإرهابية.
وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن وحدات الجيش دمرت أيضا آليات ومدرعات لإرهابيي (جبهة النصرة) في أطراف بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي.
إلى ذلك، ردت وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي بعمليات مكثفة على خروقات إرهابيي (كتائب العزة) في الأطراف الغربية من بلدة حصرايا وأوقعت بينهم قتلى ومصابين.
وقالت وكالة (سانا) إن مدفعية الجيش دكت مواقع إرهابيي ما يسمى (الحزب التركستاني) في أطراف بلدتي الحواش والحويجة في منطقة الغاب رداً على إطلاقهم رصاص القنص على النقاط العسكرية والقرى الآمنة.
وتتكرر الهجمات ومحاولات التسلل التي يقوم بها مقاتلو تنظيم (جبهة النصرة) على نقاط ومواقع تابعة للجيش السوري في ريفي حماة الشمالي وادلب الجنوبي، على الرغم من وجود اتفاق يقضي بوقف التصعيد، وتجنيب المنطقة عملية عسكرية كان الجيش السوري يخطط لشنها على ادلب.
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في أطراف بلدة مورك بريف حماة الشمالي، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي لحماة، ضمن المنطقة منزوعة السلاح كما استهدفت أماكن في منطقة سكيك بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأطراف قريتي النقير والركايا بريف إدلب الجنوبي، فيما شهدت قطاعات حلب واللاذقية ضمن هدنة الأتراك والروس، هدوءاً حذراً خلال الساعات الأخيرة منذ ما بعد منتصف الليل الماضي.
وفي سياق متصل أفادت تقارير إعلامية، بأن وفدا عسكريا أمنيا تركيا أجرى محادثات في العاصمة الروسية موسكو أخيرا، لبحث خطوات مشتركة في محافظة إدلب شمال، وسط توقعات بعملية عسكرية مشتركة يعتزم الجانبان تنفيذها ضد تنظيم (جبهة النصرة).
وحسبما نقل التقرير عن مصادر روسية مطلعة، فإن موسكو تعمل مع أنقرة على تهيئة الأجواء لإطلاق عملية عسكرية مشتركة في إدلب، مرجحة أن يكون الطرفان يعملان على مناقشة التفاصيل العسكرية والفنية للعملية خلال وجود الوفد العسكري الأمني في موسكو.
وفي سياق آخر، نفذ عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجمات جديدة على مواقع قوات النظام والميليشيات من جنسيات سورية وغير سورية الموالية لها في القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
وأضاف المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة ناشطين إن " مجموعة من عناصر من التنظيم هاجموا قوات النظام وحلفائها من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في محاولة من عناصر التنظيم المتبقيين في شرق الفرات، إيجاد ممر لأنفسهم نحو البادية السورية، بعد فشلهم في إيجاد ممر نحو بادية العراق، ورفضهم في الوقت ذاته الاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، إذ يعمد الأخير للبحث عن مطلوبين له بالأسماء والصور، ضمن جموع الخارجين من جيب التنظيم نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة".
وأشار المرصد السوري إلى أن الهجوم الذي استمر منذ ليل أمس (السبت) وحتى فجر اليوم (الأحد)، تسبب بمقتل 11 على الأقل من عناصر التنظيم، من ضمنهم 3 انتحاريين فجروا أنفسهم، فيما تزامن هذا الهجوم من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إلى الضفاف الغربية للنهر، بالتزامن مع هجوم من مجموعات من التنظيم من البادية السورية، في محاولة لإشغال عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومحاولة إيجاد ممر لهم نحو الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم في غرب نهر الفرات، والممتد على مساحة نحو 4 آلاف كلم مربع.
يشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تمكن من تقليص المساحة التي يسيطر عليها التنظيم في الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث كانت تعد اهم معقل له في الضفة الشرقية.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية أعلنت أخيرا ان تنظيم (داعش) خلال أسبوعين سيتم القضاء عليها بشكل كامل في سوريا.
ويأتي ذلك بعد ان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب قواته من سوريا، بعد ان تمكنت من هزيمة تنظيم (داعش).
ويرى مراقبون في سوريا أن الوضع في الشمال السوري ما يزال يلفه الغموض، بسبب وجود قوات أمريكية وأخرى تركية، وكذلك قوات روسية، في تلك المناطق، الذي يجعل المشهد لا يتسم بالوضوح في الوقت الحالي.