مقالة : الذوق العربي حاضر على أهم مأدبة صينية خلال عيد الربيع

بكين 21 يناير 2019 / بدأ الصينيون الاستعداد لأهم مأدبة يتحلقون حولها عشية عيد الربيع الذي سيأتي بعد نحو نصف شهر، وسيدخل في مكوناتها الكثير من الأطعمة القادمة من الدول العربية هذا العام.

يعد عيد الربيع من أهم الأعياد التقليدية في الصين وهو رأس السنة الجديدة حسب التقويم التقليدي الصيني. كما تعد مأدبة عشية عيد الربيع المعروفة بـ"تشوشي" أهم وليمة بالنسبة للصينيين، لأنها تحمل معنى لم شمل الأسرة، حيث يعود جميع أفراد الأسرة من أماكن عملهم في شتى أرجاء البلاد وحتى من الخارج إلى البيت من أجل تناول هذه الوجبة معا. ويتمتع الصينيون بعطلة رسمية تستمر لـ 7 أيام في عيد الربيع من كل عام، حيث ستمتد الإجازة في هذا العام خلال الفترة من 4 إلى 10 فبراير القادم.

واشترت فتاة اسمها هان مو وتعمل في بكين، 5 كيلوغرامات من الروبيان الأبيض المجمد المستورد من السعودية من موقع (تاوباو)، منصة كبيرة للتجارة الإلكترونية في الصين، وأرسلتها إلى بيتها في مقاطعة جيانغشي بوسط الصين لتتمتع أسرتها بهذا الطبق في وجبة "تشوشي" بعد طبخ أمها الروبيان السعودي بالأسلوب الصيني.

وبات المزيد والمزيد من المستهلكين الصينيين يعرفون الروبيان السعودي، وسيصل حجم واردات الروبيان الأبيض المجمد من السعودية إلى الصين إلى 80 ألف طن بحلول عام 2020 حسب وسائل الإعلام.

وبعد الانتهاء من تناول مأدبة "تشوشي"، يحل أول شهر "تشنغ يوه" في السنة الجديدة، حيث عادة ما يزور الصينيون أقاربهم في هذا الشهر، حاملين الفواكه والحلويات والبيض والمشروبات وغيرها من الأطعمة اللذيذة كهدايا معهم.

ويشهد البرتقال المصري حضورا قويا في السوق الصيني خلال عيد الربيع في الصين أيضا، حيث يمكن للمستهلكين الصينيين شراؤه من السوبر ماركت وعبر منصات التجارة الإلكترونية. وبدأت مصر تصدير البرتقال الطازج للصين منذ عام 2015، وقد أصبحت مصر ثالث أكبر مصدر للبرتقال الطازج إلى الصين حاليا.

ودائما ما تعد كل أسرة السكر والجوز والحلويات وغيرها من الأطعمة الخفيفة للضيوف الزائرين. وستشتري ليو شيوان التمر الإماراتي هذا العام للضيوف بعد حاز هذا النوع من التمر على إعجاب أسرتها. وقال صاحب متجر "يي قوه تشينغ تشينغ" على منصة (تي - مول) الصينية للتجارة الإلكترونية إن أكثر من ألف زبون يشترون التمر الإماراتي من متجره شهريا، وستزداد المبيعات في موسم البيع لعيد الربيع.

وبالإضافة إلى ذلك، تضم المنتجات العربية الموجودة على المائدة الصينية، النبيذ الجزائري وزيت الزيتون التونسي والعنب المصري وغيرها من المنتجات، حيث يتيح نمو الاقتصاد الصيني خيارات جديدة متنوعة للمستهلكين الصينيين.

وأشار تقرير حول صناعة الواردات الغذائية بالصين إلى أن متوسط نسبة النمو لواردات الغذاء بلغ 14.6 في المئة سنويا من عام 1997 إلى عام 2017. وارتفع عدد مصادر الأطعمة إلى 170 دولة ومنطقة، وتجاوزت قيمة الواردات الغذائية بالصين 60 مليار دولار أمريكي لأول مرة عام 2017.

وحافظت مأدبة "تشوشي" على تقاليدها بينما شهدت خيارات أكثر لنفس النوع من الأطعمة منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، ومما لا شك فيه أن الصينيين سيعرفون المزيد من الأطعمة الخارجية بفضل انفتاح السوق منذ 40 سنة وتخفيض الرسوم الجمركية، فضلا عن معرض الصين الدولي للواردات وغيرها من السياسات والاجراءات المعنية.