أفادت صحيفة "قوانغمينغ ديلي" في عددها الصادر يوم 25 ديسمبر الجاري أن تعليم الترميز والبرمجة، قد سجّل إنتشارا واسعا بين التلاميذ الصينيين. ما أنشأ سوقاً واسعة النطاق، بقيمة تتراوح من 3 إلى 4 مليارات يوان.
بدأ التلاميذ الصينيون الحصول على المعارف المتعلّقة بالكومبيوتر، منذ ثمانينيات القرن العشرين. وخلال الثلاثين عامًا الماضية أصبحت البرمجة عنصرا أساسيا في مرحلة التعليم الإلزامي بالنسبة للصفوف الـ 12.
"صُممت لغة البرمجة لدى الأطفال من أجل تنمية التفكير المجرد والمنطقي وتحسين قدرتهم على حل المشاكل." يقول ليو شيون كون، الذي يدرّس تكنولوجيا المعلومات بإحدى المدارس المتوسطة المشهورة ببكين.
يرى شيا ليشين، نائب رئيس جامعة وسط الصين للمعلمين، أن البرمجة باعتبارها جوهر عصر المعلومات، قد أصبحت مهارة أساسية يمكن مقارنتها بمعرفة اللغة الإنجليزية في عملنا أو حياتنا اليومية.
وقال شيا إن الذكاء الاصطناعي بات اتجاها لا يمكن التراجع عنه من أجل دفع التنمية المستقبلية. وأضاف بأن تشجيع الأطفال على تعلم البرمجة يأتي في الوقت المناسب ويساهم في تطوير منظومة تعليمية متكاملة ومبتكرة.
يذكر أن الصين تولي أهمية متزايدة للتعليم البرمجي، من أجل دفع التنمية الشاملة، وإحداث فرص تعليم أفضل. إضافة إلى ذلك ، فإن التدريب على البرمجة الذي يستهدف التلاميذ الصغار، يجتذب العديد من الاستثمارات من مراكز التدريب، التي تعمل على تحسين أداء المتدربين بجميع أنواعهم من أجل اجتياز إمتحانات القبول.
بحلول أكتوبر 2018 ، بلغ حجم سوق التعليم البرمجي في الصين 3 إلى 4 مليارات يوان، و من المتوقع أن يتضاعف بـ 10 مرات في غضون 5 سنوات، وفقا لأحدث تقرير عن تطور صناعة البرمجة. وإلى جانب التقدم السريع لهذه الصناعة، يواجه المشروع العديد من الصعوبات، بما في ذلك كيفية تقييم المدربين وتقييم آثار التدريس وغيرها من المسائل.
ويتطلب من معلمي البرمجيات الذين يشرفون على تعليم الأطفال، امتلاك مهارات التعليم والتواصل مع التلميذ، إلى جانب تكوينه التخصصي. كما يُفضل توجيه التلاميذ مباشرة يداً بيد بدلاً من التواصل عبر الفيديو.
"لم يمر أكثر من أربع سنوات على إطلاق برنامج التعليم البرمجي للأطفال. مع ذلك شهد البرنامج إنتشارا واسع النطاق." يقول لي تيانتشي، الشريك المؤسس لشركة "كود ماو"، ويضيف بأن تطوير معايير وآليات الرقابة، بات ضرورة ملحّة بالنسبة لهذه الصناعة.